الأقباط متحدون - رذيلة رانيا يوسف أم «خيبتنا»؟!
  • ٠٢:٣٩
  • الاثنين , ٣ ديسمبر ٢٠١٨
English version

رذيلة رانيا يوسف أم «خيبتنا»؟!

مقالات مختارة | هانى لبيب

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٨

هانى لبيب
هانى لبيب

عندما يتحول الحديث عن ملابس فنانة إلى حديث الساعة ومحور للنقاش والجدل، فى ظل التحديات التى يعيشها المجتمع المصرى سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو خارجية، فهذا فى تقديرى هو قمة الفسق والفجور والسطحية والتحريض.

دون سابق إنذار.. تصاعدت ردود الأفعال والتراشق الإلكترونى على الفيس بوك وتويتر عقب ظهور الفنانة رانيا يوسف فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ40، بفستان جرىء.. كما هو معتاد فى المهرجانات العالمية.

وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف على طبيعة الفستان أو شكله، الذى يليق عند البعض، ولا يليق عند البعض الآخر.. فإن الجميع اشترك فى مشاهدته والتدقيق فيه حتى تصدَّر مواقع التواصل الاجتماعى، وتحول إلى "تريند" خلال الأيام الماضية، وهو ما جرى أيضاً مع اللاعب محمد صلاح، الذى تم اختزاله فى "شعر صدره"، بعد إحرازه هدفاً فى منتخب تونس.

وكالعادة، قام عدد من المحامين بالتقدم ببلاغ رقم 15442 للنائب العام ضد رانيا يوسف متهمين إياها بـ"الفعل العلنى الفاضح والتحريض على الفسق والفجور وإغواء القصر ونشر الرذيلة بالمخالفة للأعراف والتقاليد والقوانين السائدة فى المجتمع المصرى"، وهى القضية التى تحدد لها جلسة 12 يناير المقبل.

وأود أن أسجل هنا بعض التداعيات الفكرية كملاحظات مباشرة على ما حدث من جدل وصخب حول الفستان وصاحبته، وحول من انتفضوا بسببه.

1 – انتفضوا فزعاً على قيم المجتمع المصرى وأخلاقه، ولم يتأثروا بمشهد مواطن مصرى غير مقتدر وممزق الملابس وحافى القدمين.. لا يجد مكاناً يأويه. إن مدعى الشرف والفضيلة والتقوى والورع هم الأكثر بعداً عنها.

2 – انتفضوا خوفاً مطالبين بحبس فنانة وسجنها لمجرد ارتدائها فستاناً، بينما لم تهتز مشاعرهم بسبب دعوات التحريض على القتل والإرهاب.. التى يروجون لها باعتبارها تقرباً وتعبداً للسماء.

3 – انتفضوا مسرعين.. باعتبار ارتداء هذا الفستان يخالف الأعراف والتقاليد السائدة فى المجتمع المصرى، وفى الوقت نفسه صمتوا صمت القبور حيال فتاوى الجهل والتطرف والتخلف.

المسألة ببساطة هى أن الجدل حول فستان رانيا يوسف.. كشف عن حالة الفساد الفكرى والفراغ النفسى فى مجتمع يحترف التشهير والتنمر، ويدعى التمسك بالأخلاق والقيم ظاهرياً، وهو الأكثر انتهاكاً لها فعلياً. وفى سبيل ذلك يحاول البعض الترويج لإقحام النظام فى مصر سواء بالتحريض ضد رانيا يوسف أو بتصدير فكرة أن النظام هو المسؤول عن ملابسها.. رغم أن جدل فستانها صناعة أصيلة لدولة الفيس بوك التى كانت سبب حالة التضليل الفكرى والبلبة الإعلامية منذ أحداث 25 يناير وإلى الآن.

هذه الكلمات ليست مع رانيا يوسف أو ضدها.. ولكنها مع ردود أفعال تحتاج إلى الرصد والتحليل لمجتمع فقد بوصلته ورؤيته لتحدياته وطموحاته.

نقطة ومن أول السطر..

جنون الشهرة وانتهازيتها

نفاق الأتقياء

مغازلة العوام والدهماء

رايات التحريم السوداء

نقلا عن مبتدا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع