الأقباط متحدون - إذا أردت أفعالاً.. فاذهب للمرأة!
  • ١٩:٠٤
  • السبت , ١ ديسمبر ٢٠١٨
English version

إذا أردت أفعالاً.. فاذهب للمرأة!

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٣٣: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١ ديسمبر ٢٠١٨

إيناس عبدالدايم
إيناس عبدالدايم

وسيم السيسي
بتكليف من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، قمت بالسفر إلى روما «أكاديمية الفنون المصرية» لإلقاء محاضرة بالإنجليزية عن: شامبليون والحضارة المصرية القديمة. استقبلتنى الدكتورة جيهان زكى التى أحيت الأكاديمية بعد موات منذ سبع سنوات، فأصبحت تحفة فنية رائعة تتألق بين باقى أكاديميات روما. بدأت المحاضرة 8 مساء الخميس 22 نوفمبر2018، قدمتنى رئيسة الأكاديمية الدكتورة جيهان لجمهور الأكاديمية من المصريين والإيطاليين، وكان يشرفنا السفير هشام بدر- روما، السفير محمود سامى- الفاتيكان، السفير خالد جلال نائب وزير الخارجية، المستشار أيمن ثروت، المستشار وائل سليم، بروفيسور كريستيان أورسينيجو «جامعة ميلانو»، بروفيسور باربارا باريتش «جامعة لاسبينزا».. إلخ من علماء المصريات.. كانت لويزا تترجم ما أقول من الإنجليزية للإيطالية وتنقل إلىّ ما يقال بالإيطالية إلى الإنجليزية.

حدثتهم عمن كتبوا تاريخ مصر قبل شامبليون مثل: سولون هيكاتيوس الذى قال «عظمة مصر تتمثل فى ماضيها»، هيرودوت مانيتون الذى قال «إن الأسرة الأولى بدأت 5619 قبل الميلاد»، ديودورس الصقلى، سترابون، بلينى، بلوتارك، أفريكانوس.ثم حدثتهم عن شامبليون ونجاحه فى حل رموز الكتابة المصرية القديمة، ولا ننسى فضل من ساعدوه: توماس يونج البريطانى، ويوحنا الشفتشى المصرى.

كان من ثمار فتح هذه البوابة الهيروغليفية ودخولنا إلى هذا العالم السحرى، أن أجدادنا العظماء كانوا مصريين وليسوا فراعنة كما أطلقها عليهم فلاندرز بترى، المدفون فى القدس. عرفنا أن التوحيد والصلاة والصوم، والحج، والزكاة، والعالم الآخر، والجنة والنار، والقانون، والعدالة، وقانون الأخلاق.. كلها منهم.

أخيراً حدثتهم عن تمثال العار فى كولج دى فرانس، الذى نرى فيه شامبليون واضعا قدمه فوق رأس أحد ملوكنا العظماء!. صانع هذا التمثال هو فردريك أوجست بارتولدى الذى طلب منه الخديو إسماعيل تمثالا مائة متر طولاً، لفلاحة مصرية، فى يدها شعلة وأطلق عليه تمثال الحرية، وبعد أن انتهى بارتولدى من عمله، اعتذر الخديو إسماعيل عن شرائه لخواء الخزانة، وقد كان ينتوى إعلان استقلال مصر عن الخلافة العثمانية وقت الاحتفال بافتتاح قناة السويس!. ومما زاد غضب بارتولدى، إهداء فرنسا هذا التمثال للولايات المتحدة الأمريكية مجاناً، وهو موجود الآن فى نيويورك.. تمثال الحرية المصرى فى جزيرة مانهاتن!.. غضب بارتولدى فأراد الانتقام من الخديو، فكان هذا التمثال العار على الحضارة الإنسانية، ونسى بارتولدى أن شامبليون هو القائل: «يتداعى الخيال، ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة».

وفى نهاية المحاضرة طالبت كل أكاديميات الفنون فى العالم بأن تساند أكاديميتنا فى روما لتدمير هذا التمثال العار أو إخفائه فى أحد المخازن، المؤسف أن هناك تمثالا صورة منه فى مدخل كولج دى جرونوبل!.. من وراء هذا؟.. إنه واحد ممن قال عنهم سيجموند فرويد «عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية القديمة»، فى كتابه «موسى والتوحيد».

بدأت محاضرتى بالشكر الجزيل لهذه الوزيرة الشجاعة دكتورة إيناس عبدالدايم، التى حين قابلتها فى مكتبها قلت لها: ذهبت للرجال فلم أجد إلا أقوالا جئت إليك لأنى أعلم: إذا أردت أفعالا اذهب للمرأة.. لهذا جئت إليك!. شكرا جزيلا، أذكرك بوعدك فى شرم الشيخ: اليوم روما، غداً باريس.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع