الأقباط متحدون - حول «تجديد الخطاب الدينى عملياً».. و«سوفت وير جديد»
  • ٠٦:٣٧
  • الجمعة , ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨
English version

حول «تجديد الخطاب الدينى عملياً».. و«سوفت وير جديد»

٣٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

(عزيزى نيوتن،

«فيه ناس بتعمل من الحبة قبة، وفيه ناس بتعمل من القبة حبة». هذه العبارة تشرحها كلمتكم «السوفت وير» وفى هذه الحالة الداخلى. النوع الثانى «اللى بيعمل من القبة حبة» ينجح أكثر، لأنه عملى ولديه وقت يفكر فى حلول بدلا من الشكوى والتهويل والاستعراض. تذكرت هذا بعد حديثى الرئيس وشيخ الأزهر عن تجديد الخطاب الدينى. لو أننى مسؤول كنت من اليوم الثانى ألغيت بعض الصفحات فى بعض الكتب التى تُدرس. بل ألغيت بعض الكتب التى عليها خلاف حتى أقضى على الجدل الهزلى الذى يؤدى إلى تضييع الوقت بنسبة ٩٠٪‏. وأضع هذه الكتب المختلف عليها فى المكتبة فقط للمتخصصين جدا. ليتعمقوا فيها كما يريدون. كفانا حركات ألتراس بين مشجعى هذا ومشجعى ذاك. لأنهم ليسوا أعداء. إنهم متفقون على المبدأ. يقولون الكلام نفسه لكن بطريقة مختلفة.

أتمنى أن نركز على الزيادة السكانية ونقص المياه والديون وضعف الجنيه. ومحاولة تقليل أو إلغاء مساحات العداء والكراهية بيننا. والأهم من كل هذا حملات تشويه الصعاليك لرجال الأعمال فى كل مناسبة وبشكل يومى. وبعضهم يفعل ذلك على قنوات فضائية يشاهدها مئات الآلاف. هناك تعبير إنجليزى ينطبق على حالتنا هذه. وهو أن تضرب نفسك بالرصاص فى رجلك «shooting yourself in the foot».

أليس هذا ما حدث من التدمير الذاتى خلال أحداث يناير. لقد كان المصدر الرئيسى لمعلومات الناس قناة الجزيرة التى يعرف الناس حقيقتها الآن، والمذهل أنهم مازالوا يرددون أكاذيبها.

مسألة تغيير الخطاب الدينى يحولها البعض إلى طعن للذات. تبدأ بالحديث شبه المنطقى عن زلات البخارى. ما يستغله المتربصون بالسذج للطعن فى أساسيات الدين.

لعل أهم مقالاتكم فى رأيى المتواضع هو مقالة «السوفت وير» والتى تفسر تقريبا كل ما يخص حياتنا اليومية. تم تغيير السوفت وير المصرى المرة الأولى أيام الرئيس ناصر، حيث تحولنا إلى شعب كاره لبعضه البعض. شوهنا رجالنا الأفذاذ من رجال الصناعة والزراعة والأعمال، وتحول هذا إلى كراهية الأغنياء، ثم إلى كراهية الأغنى بقليل. وفى غضون سنوات أصبح اقتصادنا فاشلا باعتراف الرئيس ناصر فى خطبته التى قال فيها: «حتى الفراخ بقينا نستوردها». وفى المرة الثانية تغير السوفت وير وبطريقة أشد شراسة فى التحضير لـ٢٠١١ وما بعدها، ومن المذهل أن البعض ممن قاموا بتهييج الشعب بالأكاذيب مازالوا على القنوات الفضائية. بعضهم توارى خلف برامج ترفيهية. والآخر لا يستحى ولايزال يتحدث ويشوه. فمتى نحاسبهم لما سببوه من حرق وقتل معنوى لرموز ثبت صدق نيتها وتفانيها؟ نحتاج وبشدة لـ«سوفت وير جديد» يضعنا على الطريق الصحيح، ويضع الصعاليك فى مكانهم الذى يستحقونه.
م. صلاح حافظ)
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع