الأقباط متحدون - ميدان طلعت حرب
  • ٠٢:٤٠
  • الاثنين , ١٩ نوفمبر ٢٠١٨
English version

ميدان طلعت حرب

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٤٥: ٠٧ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

ميدان طلعت حرب
ميدان طلعت حرب

عبد المنعم بدوى
يوم الخميس من كل أسبوع ، كنت أستمتع بالسير فى شارع سليمان باشا ( طلعت حرب ) ، ثم أتوجه الى الميدان وفيه الى مكتبة مدبولى لمتابعة ألأصدارات الحديثه من الكتب ، وأنتقل الى محل فتحى أبراهيم لشراء أى شيىء .

أتأمل تمثال طلعت حرب فى وسط الميدان ... الرجل الأقتصادى الوطنى الذى كرمته ثوره يوليو 1952 وسميت الميدان بأسمه .

عن تاريخ الأقتصاد الوطنى ... فأن طلعت حرب هو الذى وضع أول مساهمه فعليه وعمليه فى تمصير الأقتصاد المصرى ... أستمر يعمل من خلال بنك مصر الذى أسسه ليقتحم به الميادين التى كانت مقصوره على الأجانب أو المتمصرين ، حتى جاء عام 1939 وأرغموه على الأستقاله من رئاسة بنك مصر ، وحل محله حافظ عفيفى باشا رئيسا للبنك .

كان بنك مصر قد حوصر من البنوك الأجنبيه وتعرض لأزمه سيوله خانقه ، وكانت أنجلترا وراء هذه المحاصره طبعا ، وقيل لطلعت حرب : أما أنت ... وأما بنك مصر ، والمعنى المقصود أنه أذا أراد قرضا للبنك لتوفير السيوله ، فالمقابل الوحيد هو أن يستقيل من رئاسته .

بعد أن ترك بنك مصر ، قامت الحكومه بتدعيمه ، بعد أن أصبح له رئيس جديد ، فمنحته قرضا بمبلغ مليون جنيه ، وكانت قبل ذلك ترفض منحه جنيه واحد .

بعد أقل من عام مات طلعت حرب ... وكان يمجده أحمد شوقى بقوله :
مازلت تبنى ركن كل عظيمة ,,,, حتى أتيت برابع الأهرام

وعندما قامت ثورة يوليو 1952 ، وكان أحد أهدافها تمصير الأقتصاد المصرى ، ونجحت فى ذلك الى حد كبير ... كان طبيعيا أن تمجد الرجل الذى سبقها بزمن ، فكان هذا التمثال الذى وضع أعترافا بالفضل لأهل الفضل ... وكانت تسمية الميدان بأسمه أيضا .

لكن هناك تساؤل : ألم يكن هناك مكان أخر للتكريم بدلا من رفع تمثال سليمان باشا الفرنساوى ... وهو الكولونيل ــ سيف ــ لأنه ايضا صاحب فضل ويد على الجيش المصرى ، يجب أن لاينسى ولايمحى .

نعود الى موضوعنا ... أقول كنت كل يوم خميس أتمشى فى هذا الشارع ، ثم أعرج الى أتيليه القاهره بشارع كريم الدوله أمام مقر حزب التجمع ، من شارع محمود بسيونى من ميدان طلعت حرب ، لحضور الندوات الثقافيه والأدبيه ، ومشاهدة المعارض الفنيه ... وأحيانا كنت قبل ذلك أذهب الى شارع صبرى أبو علم ، حيث أقف أمام عم عبده ماسح الأحذيه ... وعم عبده هذا حكاية أخرى لاتقل عن حكاية طلعت حرب جديرة أن تروى

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع