الأقباط متحدون - الجالس على عرش جوجل2-3
  • ١٥:٥٠
  • الخميس , ٢٥ اكتوبر ٢٠١٨
English version

الجالس على عرش جوجل2-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٨: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٢٥ اكتوبر ٢٠١٨

تعبيرية -  الأفكار الجادة و إبداع
تعبيرية - الأفكار الجادة و إبداع
كتب : د. مينا ملاك عازر
توقفنا المقال السابق عند الخطوة الكبرى في حياة صاحب حكايتنا، وكانت تلك الخطوة أنه أجرى بيتشاي مقابلة من أجل العمل في "جوجليبلكس" – الاسم الأصلي لـجوجل في الأول من أبريل عام 2004، وهو نفس اليوم الذي أطلقت فيه الشركة خدمة "جي ميل".
 
الجميع بمن فيهم بيتشاي نفسه اعتقد في البداية أن خدمة البريد الإلكتروني المجانية واحدة من مزح جوجل سيئة السمعة.
 
بدأ العمل ضمن فريق صغير انهمك في تطوير شريط أدوات جوجل في متصفحات الإنترنت، والذي كان يوفر للمستخدمين إمكانية الوصول بسهولة إلى محرك البحث.
 
في عام 2006، وفي خطوة صادمة لـجوجل، جعلت مايكروسوفت محرك "بينج" هو محرك البحث الرئيسي لمُستخدمي "إنترنت إكسبلورر".
 
اقترح بيتشاي في ذلك الوقت قيام جوجل ببناء متصفحها الخاص، ولكن في البداية عارض إريك شميدت الرئيس التنفيذي السابق لـجوجل الفكرة، لأنه اعتقد أن تطوير الشركة لمتصفحها الخاص سيكون أمراً مكلفاً للغاية.
 
تمكن بيتشاي بطريقة ما من إقناع مؤسسي الشركة  لاري بيدج وسيرجي برين بالفكرة، وتم إسناد الأمر له.
 
حاول بيتشاي أثناء عمله على المتصفح الجديد تجنب أغلب السلبيات التي وقعت بها المتصفحات الأخرى، وكانت النتيجة هي جوجل كروم الذي أطلق في عام 2008.
 
نجاح جوجل كروم كان أبعد من الخيال، حيث تمكن من تجاوز جميع المتصفحات الأخرى مثل إنترنت إكسبلورر وفايرفوكس ليصبح المتصفح رقم واحد في العالم، مع استحواذه على حصة تقترب من %45 من إجمالي السوق العالمي في عام 2015.
 
أما صاحبنا كقائد، فكان بيتشاي دائماً محبوباً وأكثر تركيزاً على النتائج، وأسهمت طريقة وأسلوب تفكيره في مشكلة إنترنت إكسبلورر في لفت الانتباه إليه، وحصوله على المزيد من المسؤولية، مثل رئاسته لقسم الآندرويد في عام 2013.
 
من بين جهود بيتشاي البارزة التأكد من اندماج وتجانس الآندرويد مع جوجل، وذلك قبل أن تكون تلك هي مهمته الرئيسية في مارس 2013 خلفًا لأندي روبين.
 
إحدى النقاط الرئيسية التي أسهمت في رفع مكانة بيتشاي بشكل كبير داخل الشركة، هي فاعليته في مساعدة جوجل على جمع 3.2 مليار دولار من أجل شراء "نيست" في عام 2014.
 
حافظ بيتشاي على ولائه لـ"جوجل" على الرغم من أن شركة تويتر تواصلت معه مرتين من أجل تولي مناصب رفيعة لديها أهمها منصب المدير التنفيذي، بينما كانت عين مايكروسوفت عليه أثناء بحثها عن رئيس تنفيذي يخلف ستيف بالمر.
 
ولنتوقف مرة أخرى وربما أخيرة لنتعرف على ماذا فعلت شركة جوجل معه؟ هل كابرت وتركته أم استغلت؟ ربما أنت تعلم النتيجة مسبقاً من العنوان العام لكن التفاصيل يكمن فيها الكثير مما يستحق التأمل.
 
المختصر المفيد الأفكار الجادة التي بها إبداع هي التي تتقدم بها المؤسسات الكبرى والمجتمعات بل والدول هذا إن أراد من له الإرادة.