الأقباط متحدون - لماذا لا يكتفى سماسرة الدراما بملايين سنوات ضياع الدراما لصالح التركية؟
  • ٠٩:٠١
  • الاربعاء , ٢١ نوفمبر ٢٠١٨
English version

لماذا لا يكتفى سماسرة الدراما بملايين سنوات ضياع الدراما لصالح التركية؟

فن | اليوم السابع

٤٣: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨

سنوات ضياع
سنوات ضياع

 طيلة السنوات الماضية يتحسر المشاهد على سحب بساط الدراما المصرية لصالح الدراما السورية والتركية، التي أنفقت أموالها على الصعود بأسهمها، فبرزت خلال سنوات قليلة فى الوقت الذى جرى فيه السوق المصري وراء سراب وخيال استرضاء النجوم فى عملية أشبه بالنداهة التي استجاب لها نجوم السينما شباب وكبار، ممن وجدوا فى الدراما ضالتهم، فالملايين مضمونة والشيك على بياض، لتقع السينما هي الأخرى تحت نيران هروب النجوم وعزوفهم عنها فى سنين عاني منها الجميع واستفاد منها قلائل، كل ذلك خلال سنوات السبوبة التي احتاجت إلى وقفة كبرى وتصدي لا يهتم لدموع التماسيح أو مكر الذئاب.

 
من الطبيعي أن يحصل أبطال الأعمال سواء فى السينما أو الدراما على أعلى الأجور بحجة أن المنتج يبيع به، وبالتالى يكسب من خلفه أضعاف، وهو حق مشروع للنجم أن يحصل على 200 مليون جنيه أو مليار إذا كانت أرباح العمل 10 مليارات، وفقاً لاسم النجم وجماهيريته الكبرى الذى حققها بسنوات من الكفاح والعرق بينما الأمر غير الطبيعي الذى لا يصدقه أي عقل هو أن نعيش سنوات من وصول أجور النجوم فى الدراما إلى الملايين دون أن تحقق تلك الأعمال شيئاً، حتى صارت سبوبة ونحتاية بمعني أصح يفرض فيها البطل شروطه فى السوق وينصاع الجميع لأن السوق بقى ماشى كده وقوانيه صارت كده!!.
 
وهو الأمر الذى لا يتقبله أى عقل ولا يندرج تحت أي منطق، ورغم ذلك صار حقيقة حاصلة على أرض الواقع خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبح المتفرج العادي فى موسم رمضان يسخر من الأمر بجملة بياخدوا ملايين على ايه لما يسمعه من أسعار خرافية تشعل السوشيال ميديا كل عام ويفرح بها النجوم، فهذا يحصل على 50 مليون وذاك بعد نجاح مسلسله اشترط التساوي معه فى الأجر والكل يوافق ورهن الإشارة، ليخسر الجميع من قنوات مضطرة إلى شراء مسلسلات تتناسب مع اسمها حتى لا تخسر شعبيتها وجهات إنتاج تخسر أيضاً لعدم تعويض ما أنفقته من أموال، فلا يستفيد إلا النجم الذى يحقق السبوبة وكأنه أشبه بالسمسار الذى يأخذ من ذاك وذاك فيضاعف رصيده فى حالة كانت تحتاج إلى وقفة كبرى وتصدي يثور على كل ذلك فيستجيب لصوت العقل الذى طالب به المشاهد قبل الناقد، حين تحسر على مسلسلات زمان المكتوبة بحرفية وأخذت حقها فى التصوير لتصبح أيقونات بعالم الدراما، كل ذلك لأنها كانت خالية من السبوبة التي تنهش الجميع وتم الإنفاق عليها بالشكل الملائم فكان عندنا مسلسلات تاريخية وغيرها من مختلف أنواع الدراما التي اندثرت تدريجياً.
 
وهو الأمر الذى يحدث حالياً بمحاولة خلق سوق درامي قوي موازي لرمضان فيستمتع المشاهد طيلة العام بأعمال لها قيمتها مثلما كان يحصل قديماً فلا أحد يتذكر توقيت عرض الضوء الشارد خلال العام، وعما إذا كان يعرض المال والبنون فى رمضان أم بداية العام، إلى جانب سوق العصر وغيرها من الأعمال فالدراما كانت شغالة طيلة السنة، والغريب أن نفس النجوم الذين يبكون اليوم مع اقتراب رمضان ويتحججون بالغلابة الذين ينتظرون الشهر الكريم من أجل العمل لا يتذكرون تصريحاتهم حينما كانوا يسألون عن رأيهم فى زحام مسلسلات رمضان، لأن الإجابة كانت كالتالي مع اختلاف النصوص "نفسنا يبقى عندنا مسلسلات طول السنة وأعمال بره زحمة رمضان"، إلا أن كل ذلك اختفي حينما اصطدموا بأن الأمر أصبح حقيقة مع هيكلة السوق الدرامي بالتوازي مع أمر آخر هو تقليل الأجور بالكف عن العبث الذى حدث خلال السنوات الأخيرة بنهضة حقيقية يشعر بها الجميع.
 
ألا يخجل هؤلاء من أن أسماء خالد أرغنش الذى لعب دور السلطان سليمان ومريم أوزلي فى دور السلطانة هيام وغيرهم صارت ألمع وأشهر فى المنطقة كلها، وإذا مروا فى شارع سيقابلون بملايين ممن لن يهتموا بأصحاب الملايين الذين لم يركزوا على المحتوى بقدر التركيز على الشيك.
الكلمات المتعلقة