الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..اوجينى تصل الى السويس
  • ١١:٠٨
  • الثلاثاء , ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨
English version

في مثل هذا اليوم.."اوجينى تصل الى السويس

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٤: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨

أوجينى
أوجينى

سامح جميل

 فى مثل هذا اليوم 20نوفمبر 1869م..

تابعت البواخر والسفن الامبراطورية والملكية ومن عليها السير ..قاصدة السويس من الاسماعيلية ..ولما وصلت فى الساعة الحادية عشرة والنصف صباح مثل هذا اليوم 20 نوفمبر 1869 ..كتبت الامبراطورة الفرنسية "اوجينى"فى سجل الايجل (النسر)..:"وصلنا الى السويس على البحر الاحمر اليوم 20 نوفمبر 1869..وتلا توقيعها تواقيع من كان معها..ثم ارسلت برقية الى باريس تنبىء قرينها بان "الامر انقضى وانجاز القناة قد تم "..
كان قصد الامبراطورة من قولها "الامر انقضى وانجاز القناة قد تم "..هو انه تم افتتاح قناة السويس يوم 17 نوفمبر 1869..اى قبل وصولها الى السويس بثلاثة ايام وكانت هى على رأس المدعوين ..فى الحدث الذى يذكر مقترنا باسمها للحفاوة الخاصة التى استقبلها بها الخديواسماعيل ..حيث حظيت بترتيب خاص بدأ ن وصولها فى الاسبوع الثالث من شهر اكتوبر ونزولها فى قصر الجزيرة ..
 
وحسب الياس الاسوبى فى الجزء الاول من كتابه "عصر اسماعيل "دار المعارف القاهرة .."قام بشئون ضيافتها قياما فاق كل ما اعتاده الملوك واعاظم عواهل العالم من نوعه "..والى جانب اوجينى شارك فى الاجتفال..فرنتز يوسف امبراطور النمسا وملك المجر ..وفرديرك فلهلم ولى عهد التاج البروسيانى وقرينته بنت الملكة فكتوريا..وهنرى امير هولندا والاميرة قرينته ..ومن لم يتمكن من المجىء امر سفيره بالاستانة ان يقوم مقامه ..او انتداب احد كبار رجال دولته ..كما دعا الخديو جمهورا غفيرا من رجال الادب والعلم والفنون والتجارة الكبرى والاستغلال الفنى ومراسلى الجرائد الغربية المهمة من الطبقة الثانية والطبقة الثالثة فى الاهمية..لما كان للادب والعلم والصحافة من رفيع المنزلة اليه..
 
ويتحدث الايوبى عن ان كثير ممن لم يشتهروا فى شىء حضروا هذه المناسبة ..ويصفهم بقوله:"لم تكن لهم نسبيا حيثية ما على الاطلاق ..بل كانوا اى فلان من الناس تمكنوا من حشر انفسهم فى زمرة اولئك الرجال الكرام ..اما لمنزلة شخصية لهم فى اعين المدعوين من ارباب الحيثيات ..واما لتمكنهم بوسائل متعددة من الحصول على اوراق دعوة باسمائهم ..ويقال "ان عدد هؤلاء المتطفلين زاد على ثلاثة الالاف"..
 
شارك هؤلاء فى الاحتفال الذى يصفه الايوبى :"ارض مصر لم تر فى كل تاريخها اعيادا كتلك الاعياد ..ولاحلت فيها فى وقت ما ركب ضيوف كالذين حلوا فيها بمناسبة تلك الاعياد ..هكذا اقتضت الحال ان تفوق النفقات كل حد فى الاعتدال والاعتياد.."..
 
وبعد ان وصل الضيوف الى السويس وسجلوا ذلك فى سجل الايجل ..تناولوا طعام الغذاء ووفقا للايوبى فى تسجيله للتفاصيل الكاملة والمدهشة لهذه الاحتفالات ..ارسل كل منهم ايضا لعاصمته اشارة برقية بمعنى اشارة برقية الامبراطورة ثم راوا جميعا وجوب ذهابهم الى ظهر "النسر"..ليحتفوا فى شخص "اوجينى "..بالعمل المجيد الذى تم على يد" الفرنساوى الكبير"ديليسبس"..
 
وفى اليوم التالى عادت الامبراطورة الى بورسعيد فى ظرف 16 ساعة واقلعت منها الى طولون ..اما الخديو وباقى ضيوفه الفخام فعادوا من السويس الى مصر بالسكة الحديد وخير كل من شاء من المدعوين بتمضية ماشاء من الايام التالية العشرة التالية على الاقل فى القطر المصرى على نفقة الخديو الشخصية..
 
بلغت تكاليف الاحتفالات طوال الاسابيع الستة المنقضية مابين وصول الامبراطورة "اوجينى "..الى القاهرة واليوم الثلاثين من نوفمبر ..اذا كان معظم المدعوين قد بارحوا الديار المصرية مبلغا اختلفت الاقوال فى تقديره بين مليون وثلممائة الف جنيه انجليزى واربعة ملايين ..ويرصدها الايوبى على نحو :"صرف نيف وعشرة الالاف فى طبع 300 نسخة فقط من تاريخ رسمى للاحتفالات والاعياد على جلد فيل..وتزيينه بالنقوش والصور الجميلة"..واعطى الخديو الف جنيه لواضعه وحده ..ودفع الخديو الى فنادق "اتوتيلات " الاسكندرية ومصر مائة وخمسة فرنكات يوميا عن كل مدعواقام فيها خلاف خمسة وستين فرنكا خلاف اجرة غسيله..
 
والمعلوم ان عدد المدعوين زاد عن ستة الالاف "..وحاصل ضرب عدد هؤلاء فى قيمة اثمن كل شىء انفقوه يعطينا القيمة الاجمالية لجانب مما انفقه" اسماعيل" لهذا الاحتفال..!!