الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..الشيخ المأمون يسلم العرائش لفيليب الثالث ملك إسبانيا
  • ٠٨:٤٠
  • الثلاثاء , ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨
English version

في مثل هذا اليوم..الشيخ المأمون يسلم العرائش لفيليب الثالث ملك إسبانيا

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٧: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية
سامح جميل
في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر 1610م..
الشيخ المأمون يسلم العرائش لفيليب الثالث ملك إسبانيا.
أبو عبد الله مُحَمَّد الشَّيْخ الملقب بالمأمون (توفي 1020 هـ) سلطان مغربي من السلالة السعدية، حكم فاس بين 1603-1608، بسلطة محلية فقط. هو نجل أحمد المنصور الذهبي وولي عهده، ومن أشقائه السلطان زيدان (خصمه) وأبو فارس عبد الله (حليفه). ثار على والده السلطان، وسلم العرائش للإسبان.
استلف الشَّيْخ المأمون على تجار فاس مَالا كثيرا، وتتبع قواد أبيه فنهب أموالهم، فجهز به جيشا لقتال أخيه أبي فارس بمراكش، وبلغ عدد الجيش 8000 آلَاف، على رأسه ولده عبد الله، فَتوجه لمراكش، فوجد أبا فارس بمحلة، فانهزم أبي فَارس ونهبت محلته وفر إِلَى مسفيوة، وَدخل عبد الله بن الشَّيْخ مراكش في 20 شعبان 1015 هـ، فأباحها لجيشه فنهبت واستبيحت، ويروي الناصري أنه زنى بِجوَارِي جده الْمَنْصُور وأكل رمضان وشرب الخمر فيه جهارا .
 
وبعد سلسلة من الجولات على مراكش، خسر ابنه الجولة الثالة أمام السُّلْطَان زَيْدَانَ، فانضم إلى زيدان جَيش عبد الله من أهل فاس، فاستفحل أَمر السُّلْطَان زَيْدَانَ وَتكلم بِهِ أهل فاس وَسَائِر بِلَاد الغرب، فشعر الشيخ المأمون بالخوف وتوجه إلى نَاحيَة العرائش فاحتل القصر الكبير. ولحق به ابنه عبد الله مهزوما وانضم إليهما أبو فارس. فأرسل زيدان كبير قادة جيشه مصطفى باشا إلى ناحية القصر الكبير للقبض على الشَّيْخ وحزبه، ففر الشيخ سنة 1017 هـ إلى العرائش ومنها إلى إسبانيا، طالبا النجدة من ملكها فيليب الثالث، وحمل معه أمه الخيزران وبطانته.
 
تسليم العرائش للإسبان:
رفض الملك الإسباني أن يمده بيد العون، فاقترح الشَّيْخ عليه أَن يتْرك عِنْده أَوْلَاده رهينة ويعينه بالمال والرجال، فاشترط عليه أَن يخلي له مدينة العرائش من المسلمين ويملكه إِيَّاهَا فقبل الشَّيْخ ذلك وَالْتَزَمَهُ ورجع للمغرب سنة 1018 هـ. ولما سمع ذَلِك أعيان أهل فاس خَافُوا منه وَذهبوا لملاقاته وتهنئته فأمر قبطان الإسبان بإخراج المدافع إظهارا لقوة النَّصَارَى الَّذين استنصر بهم ، فأَمرهم الشَّيْخ بِالْقيامِ لَقبطان الإسبان فَقَامُوا إِلَيْهِ شاكرين على مَا فعل مَعَ الشَّيْخ من الْإِحْسَان والنصرة وَسلم عَلَيْهِم بِنَزْع قلنسوته. فأنكر النَّاس على أولئك الأعيان قيامهم للإسباني، فعند رجوعهم إِلَى فاس تعرض لَهُم عرب الحياينة فسلبوهم وَأخذُوا مَا مَعَهم وجردوهم من ملابسهم . صادفت الأيام القليلة السابقة لتسليم مرسى العرائش اتخاذ الإسبان قرار الطرد النهائي في حق الموريسكيين في الوقت الذي كان ما زال فيه الشيخ المأمون موجودا في إسبانيا. وكانت تحوم الإسبان شكوك حول الكيفية التي سيستقبل بها عبد الله ابن المأمون قرار تسليم العرائش. وطرح الساسة الإسبان جدوى تقديم إحدى المسألتين، الطرد أولا ثم الاحتلال أم العكس، وحسم الأمر في مجلس الدولة المنعقد في 26 ديسمر 1609. وبعد انتقال الشَّيْخ إِلَى الْقصر الْكَبِير أقام به مدة، وكان عليه تسليم العرائش ليفي لَهُ ملك إسبانيا بوعده، لكن امْتنعَ النَّاس من إسعافه ومساعدته فِي هذا الأمر. فلم يستجب لهذه المهمة سوى قائده الكرني، فبعثه الشَّيْخ إِلَيْهَا وَأمره أَن يخليها وَلَا يدع بهَا أحدا من الْمُسلمين، فامتنع أهلها من الْجلاء، فَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَخرج الْبَاقُونَ مكرهين. فأَقَامَ بهَا الْقَائِد الكرني إِلَى أَن دَخلهَا الاسبان واستولوا عَلَيْهَا فِي 4 رمضان 1019 هـ / 20 نوفمبر 1610.
 
فاجتمع الفقهاء في فاس وأعلنوا الجهاد لاسترجاع مرسى العرائش، لكن لم يكتمل لهم الأمر. ومن الذين استغلوا هذه الحادثة، ابن أبي محلي، الذي كان يشغل عاملا عند زيدان على منطقة سجلماسة، فتمرد على السلطان. وفي جهة أخرى، توجه المجاهد محمد العياشي، الذي كان يقاتل البرتغاليين في مازاغان وسلا، لاسترجاع العرائش من الإسبان، بعد أن أفتى أبو حامد محمد العربي بن الشيخ أبي المحاسن بوجوب الجهاد لطرد الأجانب من الثغور؛ ولو مع عدم وجود الإمام؛ تأيدا للمجاهد العياشي. ومما ورد في هذه الفتوى الطويلة قوله: «ولا يتوهم متوهم أن ترك مدائن المسلمين في أيدي الكفرة يدل على عدم الوجوب؛ لأن ذلك من تقصير الملوك. وهم بذلك في محل عصيان، لا في محل الاقتداء بهم والاستنان. ولا فرق في الحكم بين ما أدركنا زمن أخذه كالعرائش والمعمورة (…) وبين ما لم ندركه كسبتة وطنجة؛ لأن الوجوب متعلق بالمسلمين لا بقيد زمان ولا مكان». فقتل من الاسبان نحو الآلف، وفر الباقون منه.
 
مقتله:
بعد تدمر وسخط أهل تطوان ونواحيها من أفعال الشيخ المأمون، اجتمع أعيان القوم ومنهم المقدم محمد الصغير بو الليف والمقدم أحمد النقسيس وغيرهم، وتآمروا على قتل الشيخ وأتباعه، فبدأو بالقائد حمو بودبيرة وإخوانه، وسبوا أموالهم، وأصبح المقدم أبو الليف على المحلة فقتل السلطان الشيخ المأمون في وسط محلته فانتهبت تلك المحلة وتفرقت جموعه. وقتل في محل يعرف بفج الفرس يوم الثلاثاء 26 رجب 1022هـ 13 وبقيت جثتة الشيخ مطروحة مكشوف العورة خمسة أيام والناس يترددون عليه لمشاهدته على تلك الحال، حتى خرج جماعة من أهل تطوان فحملوه مع من قتل معه ودفنوهم خارج تطوان إلى أن حُمل الشيخ إلى فاس الجديد مع أمه الخيزران فدفنا به..
 
فيليب الثالث (14 أبريل 1578 - 31 مارس 1621) والمعروف أيضًا باسم فيليب الورع ، كان ملك إسبانيا (تحت اسم فيليب الثالث في قشتالة وفيليب الثاني في أراغون) وملك البرتغال والغرب وصقلية (حيث حكم باسم فيليب الثاني).
 
ولد فيليب الثالث ـ الذي ينتمي إلى آل هابسبورغ ـ في مدريد لأبيه الملك فيليب الثاني وأمه الملكة آنا النمساوية ابنة الإمبراطور ماكسيميليان الثاني، وزوجة فيليب الثاني الرابعة.
 
في 4 أبريل 1609، أصدر فيليب الثالث مرسومًا بطرد الموريسكيين من إسبانيا بإيعاز وتشجيع من كبير أساقفة بلنسية خوان دي ريبيرا، بعد اتهامهم بالبقاء على دين آبائهم ومساعدة مجاهدي البحر في غاراتهم على سواحل إسبانيا.!!