الأقباط متحدون - الـسوشيال ميديا.. شر لابد من وقفه
  • ٠٦:٥٦
  • الاربعاء , ٧ نوفمبر ٢٠١٨
English version

الـسوشيال ميديا.. شر لابد من وقفه

مقالات مختارة | وائل السمرى

٣٨: ٠٤ م +02:00 EET

الاربعاء ٧ نوفمبر ٢٠١٨

الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى جلسات منتدى الشباب العالمى
الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى جلسات منتدى الشباب العالمى

وائل السمرى

 السوشيال ميديا ليست شرا مطلقا وليست خيرا مطلقا، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى جلسات منتدى الشباب العالمى، هى مثلها مثل أى شىء لها ما لها وعليها ما عليها، فمواقع التواصل الاجتماعى ليست أكثر من ساحة كبيرة لتداول الآراء وإبداء وجهات النظر، لكن السؤال هنا: من يحاكم من؟ وعلى أى أساس يتم إصدار الأحكام؟ ومن الذى يحصد فوائد تجمع الناس بهذا الشكل؟

قديما كان الرأى حكرا على «أصاحب الرأى» وصاحب الرأى هذا لابد أن يمتلك من المكانة والمقومات والخبرات والمعلومات ما يمكنه من إبداء رأيه، كان الأمر أشبه بساحة فكرية يتبادل فيها المختارون وجهات النظر، هذا يدلى برأيه لأنه يفهم فى التاريخ، وهذا يدلى برأيه لأنه يفهم فى الإنسان، وهذا يدلى برأيه لأنه يفهم فى الاقتصاد، وهذا يعارض هؤلاء لأنه يفهم فى السياسية، لم يكن هناك اتفاق فى التفاصيل، لكن الجميع متفق فى التوجهات، وحينما تختلف الآراء تشتعل المعارك، هذا يدافع عن رأيه بكل ما يملك من حجج وأسانيد، وهذا يرد الهجوم بأدلة مضاعفة، تشتعل المباريات الفكرية بين أقطاب الفكر والعلم والفن، فتعم الإفادة، وتتعاظم المتعة، لأن المباراة لها «ضابط» من الفكر والعلم والموضوعية، وحتى إن تدخلت فى هذه المعارك بعض الحسابات والتوازنات فقد كان القارئ الفطن الذى اعتاد على الاستنتاج يدركها ويضعها فى موضعها، وأعود إلى السؤال: من يحاكم من؟ وعلى أى أساس يتم إصدار الأحكام؟ ومن الذى يحصد فوائد تجمع الناس بهذا الشكل؟
العامة الآن هم من يحاكمون الآن النخب، وإن كانت بعض النخب فاسدة فغالبية العامة «جاهلة» ولا يعالج الجهل الفساد أبدا، لأن الجهل هو أساس الفساد والفقر والمرض والخيانة، الجهل هو القتل بلا رحمة، والعفو بلا حكمة، والتشهير بلا رجعة، الجهل هو المستنقع الذى تنمو فيه الأمراض وتتكاثر فيه الحشرات وتنطلق منه الأوبئة، الجهل هو الذى جعل اليهود يؤيدون ذهاب المسيح إلى الصلب ويطلقون سراح لص، والجهل هو الذى أودى بحياة سقراط وجاليليو السهروردى والحلاج وهيباتيا، الجهل هو الذى حول مواقع التواصل الاجتماعى إلى مواقع للقتل الجماعى، وهو الذى جعل الناس تنصب المشانق لأطفال يمارسون رياضة كمال الأجسام، أو مسؤول تلعثم أمام الكاميرا أو صحفيا أخطأ خطأ إملائيا، غافرين لمختطفى الأطفال ومغتصبى الحقوق، ستقول لكن مواقع التواصل الاجتماعى ليست الوحيدة التى يستعرض فيها الجهَّال جهلهم وليست المنبر الوحيد الذى يبرز جهل الجاهلين، وسأقول لك: نعم كلامك صحيح، لكنها فى الوقت ذاته أصبحت ذات التأثير الأكبر، وحتى نعالج هذا الجهل المستبد يجب علينا أن تقى أنفسنا من حكم الجاهلين، فالوحيد الذى يستفيد من تلك الحالة هو «مارك زوكربيرج» ومن معه، الذى يجنون مليارات الدولارات من هذه المواقع، ولا يتوانون عن محاربة أى منبر إعلامى آخر.
نقلا عن اليوم السابع

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع