الأقباط متحدون - الدفاع الابولوجيتيكى عن المسيحية
  • ٠٠:٢٢
  • السبت , ٣ نوفمبر ٢٠١٨
English version

الدفاع "الابولوجيتيكى" عن المسيحية

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٠٩: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٣ نوفمبر ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Η απολογητική του Χριστιανισμού
بين الأصالة اللاهوتية والدعاية الاعلامية


الأب الدكتور أثناسيوس حنين
يشغلنى منذ زمن ليس بقريب هذا الهيجان الدفاعى عن المسيحية والذى فى التحليل الأخير يوذيها أكثر مما يفيدها ويهدمها أكثر من أن يبنيها .تشكل مسألة الدفاع عن الايمان المسيحى قضية هامة منذ السنين الاولى للكنيسة المسيحية . وينصح الرسول بولس المسيحيين أن يكون دوما مستعدون لمجاوبة كل من يسألهم عن سبب الرجاء الذى فيهم 1بطرس 3 :15) أى فى كيانهم كله وليس فقط فى أدمغتهم حسب الترجمة القبطية ! ’ وهنا لابد من تصحيح معنى الدفاع ’ لأنه الترجمة العربية لتعبير (ابولوجيتيكى ) غير دقيق ’ فالكلمة الاصلية لعبارة بولس (مجاوبة ) هى (ابولوجيا ) والكلمة تحمل تعبير (اللوغوس) (وابو) أى الحوار من خلال اللوغوس ! و تقديم المبررات الوجودية والعقلية للذين هم من خارج . الابولوجيا تنطلق من القناعة بضرورة الاستعداد العلمى واللاهوتى والروحى والثقافى لمجاوبة كل من يتسأل عن ايمان المسيحيين من قناعة المسيحيين بأن المسيحية المستقيمة الرأى هى الشركة مع الله أى هى خلاص الانسان وصيرورته انسانا صحيحا وهى الحق الذى يخلص الانسان ويرده الى أصالته الاولى .هذا يشكل جوهر لاهوت المسيحيين وبالتالى فالدفاع عن المسيحية هو لاهوت الكنيسة كله وليس جزء منه . النقد الأتى من الخارج لا يلغى الايمان الصحيح بل يطرد القشور من عيون المسيحيين أنفسهم ’ أى يخرج الخشبة من عيونهم والتى كثرا ما خلطوها بخشبة الصليب بينما هى تحجب الصليب الحقيقى . يعترض طريق علم الدفاع المسيحى انحرافان كبيران يعطلان مسيرة الشهادة المسيحية ليس فقط للذين هم من خارج بل للمسيحيين أنفسهم فى الداخل . أول هذه الانحرافات هى العداوة الضارية مع العلم والبحث والتنقيب ومع أى سؤال جذرى ! والتى لم يستخدمها (المدافعون ) الأوائل عن المسيحية لتأكيد ايمان المسيحيين

. يتم هذا العداء للعلم باسم اللاهوت واللاهوت منه براء برأة الذئب من دم ابن يعقوب !يشعر المتابع للخطاب المسيحى أنه يخاف اى حوار مع الحداثة ويهرب من أى سؤال ويكبت كل رأى ويتهم كل نقد بناء بالعداء للكنيسة . الكنيسة معمل اللاهوت والناسوت والناسوت هو الانسان والانسان من حقه أن يسأل اللاهوت عن مصيره والكنيسة التى لا تعيش هذه الرؤية غريبة عن الانسان وتعيش لذاتها وفى ذاتها !. ينسى هؤلاء بأن البحث والنقد والسؤال المصيرى يشكلان عنصر أساسى من تكوين الانسان الذى يسعون هم لخلاصه . البحث العلمى والتنقيب فى تاريخ الناس وطرح اسئلة مصيرية على الحياة هو عمل لاهوتى بالدرجة الاولى .هنا الانثروبولوجيا تلتقى مع الثيؤلوجيا ولا تعاديها . أى عداوة بين اللاهوت والعلم يعنى فيما يعنى أن كلاهما مزيفان ولا يعبران عنن أصلة الحياة واللاهوت والخبرة الانجيلية والتاريخية الأبائية . الانحرف الثانى فى طريق (المدافعون ) عن المسيح هو التظاهر بالعلم الكاذب (نظام الصيت ولا الغنى !) . حينما يلجأ الوعاظ الى مبررات للايمان عفا عليها زمان الناس ولا يقبلها عقل طفل ’ كم وكم مثقف هذه الأيام ! هنا يمارس الوعاظ ما يسمى فى علم النفس (الابهار والانبهار والسرقة الفضائية للعقول ) ’ ولكن حينما تروح السكرة وتيجى الفكرة ’ يحل محل الانبهار (الصدمة وخيبة الامل وترك الكنيسة ). لقد مر تاريخ البشرية على المستوى الثقافى والفلسفى والدينى بثلاث مراحل وهى تشكل العصور الثلاثة وهى :

أولا :مرحلة الاسطورة (وليست الخرافة !) أى حضانة البشرية واللبن العقلى أى القرون الأولى
ثانيا :مرحلة مراهقة البشرية أى العصور الوسطى
ثالثا :مرحلة النضوج والسؤال الناقد والصريح والجذرى أى العصر الحديث

اللاهوت المسيحى المستقيم والبشارة المسيحية الجديرة باسمها تقرأ هذه العصور وتهضمها وتبللها بدموع البحث والسهر والتوبة العقلية لكى ما تكون مستعدة كل حين وفى كل عصر وفى كل مرحلة من مراحل تطور الانسان "لمجاوبة " كل من يسألها عن سبب الرجاء التاريخى والمتجسد فى هموم الناس الذى تفتخر به. يجب على المدافعون عن المسيحية اليوم أن يبوسوا ايديهم وش وضهر على انهيار المستوى الثقافى وجفاف العقول وانحجاب الابداعات الفكرية وتهميش السؤال المصيرى ’ وهذه فرصة للتوبة العقلية والاستعداد لأيام ستأتى سوف يتمرد فيها الناس على كل شئ ! لأنهم يطلبون الخبز العقلى ولا يجدونه !وكما يجب على المعاهد اللاهوتية أن تقوم بتجديد مناهجها وفقا لمعطيات وثقافات وتساؤلات الانسان المعاصر بلا اهمال لتاريخه يجب على خدام المسيحية اليوم أن يبحثوا عن العلم المفهوم وليس عن العلم المحفوظ . يجب على اللاهوتى الشاهد للمسيح التاريخى والوجودى والانطولوجى الحاضر فى تاريخ الناس ’ اليوم أن يعرف حقيقة دامغة وهى "ان الناس فى مصر ثلاثة ’ جاهل لا يميز بين ما ينفع أمته وما يضرها ’ وعاقل يهاب مصادرة الرأى العام فى مألوفاته ومعهوداته ’ فيسكت مغلوبا على أمره ’ ومنافق يعرف الحقيقة ويعبث بها ’ فمن أى واحد من هؤلاء الثلاثة تستعيد الأمة رشدها وهداها ؟ حسب تعبير مصطفى لطفى المنفلوطى.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع