الأقباط متحدون - لماذا لا نعتذر لهم جميعاً؟
  • ٠٢:١٣
  • الثلاثاء , ٦ نوفمبر ٢٠١٨
English version

لماذا لا نعتذر لهم جميعاً؟

مقالات مختارة | سامى عبداللطيف النصف

٢٠: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٦ نوفمبر ٢٠١٨

أقباط المنيا
أقباط المنيا

سامى عبداللطيف النصف
مذبحة أخرى يندى لها الجبين، تعرض لها إخوة أقباط فى المنيا دون ذنب ارتكبوه، ويأتى هذا ضمن مذابح ومضايقات تعرضت لها الأقليات الدينية والطائفية والعرقية التى تشاركنا أوطاننا العربية، وكذلك تركيا وإيران، لذا قد يكون من المناسب أن تنظر أمانة الجامعة العربية ومعها منظمة المؤتمر الإسلامى فى أن تتقدم الجامعة العربية، نيابة عن الدول الأعضاء، ومعها دول الإقليم المسلمة، مثل تركيا وإيران، باعتذار تاريخى معلن ومحدد لكل شركائنا فى الأوطان الذين أخطأنا بقصد أو بدونه بحقهم، سواء كان الخطأ على المستوى الرسمى فى بعض البلدان كأن يحكم حزب إسلامى بلدا متعدد الأديان، كحال السودان، أو حزب عروبى قومى، كحال البعث، بلدا متعدد الأعراق مثل العراق وسوريا، أو كان الخطأ على المستوى الشعبى. إن اعتذار دولنا ومنظماتنا كالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى يجب أن يوجه للإخوة المسيحيين بكافة طوائفهم واليهود والصابئة والإيزيديين والبهائيين والبارسيين والدروز والعلويين والإسماعيليين والصوفيين والأحمديين والأرمن والأكراد والبربر والأمازيغيين والشركس والسامريين وذوى الأصول الأفريقية ممن استعبدناهم.

إن الاعتذار المستحق إن تم فلن ينقص من مكانتنا شيئا بل سيزيدها تحضرا وتقدما أمام أمم الأرض الأخرى، ويجبر قليلا خواطر أحبة وإخوة وشركاء لنا بأوطاننا، تعرضوا للأذى دون ذنب، ويظهر لهم أننا تخلصنا أخيرا من رواسب العنجهية والتخلف والعنصرية وتكفير المخالفين، وأننا نعدهم بعدم تكرار تلك الأخطاء التاريخية مستقبلا على مستوى الحكومات أو الشعوب، وسنحاول جاهدين اللحاق بركب الأمم المتقدمة فى مشارق الأرض ومغاربها الذى كادت قوافله تختفى بعيدا عنا تحت الأفق.

آخر الكلام: لو قمنا بعمل كهذا فستضطر أمم ظلمتنا أو أخطأت بحقنا بالماضى أو الحاضر أن تتقدم باعتذارات مماثلة بحق دولنا وشعوبنا كخطوة أولى لتحقيق وتعزيز السلام بمنطقتنا المنكوبة بالحروب المدمرة بين الأديان والطوائف والأعراق.

* وزير إعلام كويتى أسبق
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع