الأقباط متحدون - أزمة ديرالسلطان تعود الى الواجهة
  • ٠٠:٣٧
  • الأحد , ٢٨ اكتوبر ٢٠١٨
English version

أزمة " ديرالسلطان " تعود الى الواجهة

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٢٢: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٨ اكتوبر ٢٠١٨

دير السلطان
دير السلطان
بقلم : د . مجدى شحاته
تابع العالم بكل القلق وكالات الانباء المختلفة التى تناقلت الاربعاء الماضى اعتداء الشرطة الاسرائيلية الغير مبرر ضد رهبان دير السلطان القبطى بالقدس ، أحد أهم مقدسات وممتلكات الكنيسة القبطية الارثوذكسية . دير السلطان دير تاريخى أثرى تمتلكه الكنيسة القبطية الارثوذكسية ، يقع داخل أسوار القدس القديمة على مساحة 1800 متر مربع ، فى حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانه وكنيسة الملاك ميخائيل والممر الموصل الى سور كنيسة القيامة . كان رهبان الدير العزل فى وقفة احتجاجية سلمية اعتراضا على أعمال ترميم للدير تقوم بها الحكومة الاسرائيلية بمعرفتها دون الرجوع للكنيسة القبطية صاحبة الدير ودون موافقة دائرة الاوقاف بالمملكة الاردنية المسئولة عن أوقاف القدس وفقا لمعاهدة السلام الدولية ، فى خرق واضح وصريح لكافة الاعراف والمواثيق الدولية التى تحمى التراث الانسانى والحضارى والدينى فى العالم . وكانت الحكومة الاسرائيلية قد رفضت طلبا مسبقا من الكنيسة القبطية بالقيام ببعض الترميمات بنفسها وعلى نفقتها و تحت اشراف هيئة اليونيسكو ورفضت تواجد راهب اثناء الترميمات وذلك بعد حدوث تصدع فى سقف كنيسة الملاك ميخائبل داخل الدير فى منتصف شهر اكتوبر الماضى . دير السلطان هو الممر الطبيعى الموصل بين البطريركية القبطية وكنيسة القيامة احد أهم المقدسات المسيحية فى العالم كله . كان السلطان صلاح الدين الايوبى قد أهدى الدير للأقباط تقديرا لدورهم الوطنى والتاريخى وولائهم للوطن فى نضالهم العظيم ضد الحملات الاستعمارية خلال الحروب الصليبية لذا سمي" دير السلطان ". و كان الرهبان الاقباط قد استضافواالرهبان الاثيوبيين الذين تخلوا عن ممتلكاتهم بسبب عجزهم عن دفع الضرائب المقررة عليهم وظلوا ضيوفا على الدير القبطى لأكثر من ثلاثة قرون . والمعروف ان الكنيسة الاثيوبية كانت تتبع الكنيسة القبطية المصرية قبل ان تنفصل عنها فى أواخر خمسينات القرن الماضى . وفى ليلة 25 ابريل 1970 ( ليلة عيد القيامة ) قام الرهبان الاحباش بتغيير الاقفال ومفاتيح الدير والاستيلاء على الدير بدون وجه حق وبشكل يخالف كل المستندات والمواثيق التى تثبت ملكية الاقباط للدير !! قام بعد ذلك المتنيح مثلث الرحمات الانبا باسيليوس مطران القدس برفع دعاوى أمام المحكمة الاسرائيلية العليا ، والتى أصدرت حكمها التاريخى والعادل رقم (71 109 ) فى 631971 والذى يقضى بأحقية الكنيسة القبطية فى ملكية الدير وان تعود ملكيته للأقباط قبل 641971 مع توقيع غرامة مالية على مطران الاحباش . وحتى اليوم ، مازال الدير تحت سلطة الرهبان الاثيوبيين رغم قرار المحكمة الاسرائيلية العليا وعشرات الوثائق والمستندات التى تؤكد ملكية الكنيسة القبطيى للديرمنذ القرن السادس عشر !! 
 
وقد وقفت الخارجية المصرية بكل القوة والحزم فى الاحداث الاخيرة واستنكرت بشدة التعرض لبعض الآباء الرهبان بالدير القبطى المصرى بالقدس وأعربت عن رفضها القاطع التعرض لرجال الدين مع التأكيد على ضرورة احترام المقدسات الدينية . ونتيجة التواصل السريع 
 
والايجابى الفعال مع السلطات الاسرائيلية تم الافراج الفورى للراهب المحتجز ومساندة الكنيسة القبطية فى مطالبها الشرعية العادلة وحقها فى استعادة هذا الاثر القبطى النادر والهام وباعتبار دير السلطان قضية مصرية وطنية تهم مصر كلها . 
 
ان الكنيسة القبطية الارثوذكسية لا تطالب بأكثر من حقها الشرعى والقانونى وتفعيل وتنفيذ قرار المحكمة الاسرائيلية العليا التاريخى و العادل ، والذى يقضى بعودة دير السلطان الى الكنيسة القبطية المصرية صاحبة الدير منذ القرن السادس عشر الميلادى والذى أهداه السلطان صلاح الدين الايويى للكنيسة القبطية لموقفها البطولى والشجاع ضد الحملات الاستعمارية فى ذلك الوقت . 
 
كثيرا ما يسمح الله بالضيقات ليحرك الاحداث التى ظلت سنوات طويلة راكدة ، ليأتى بعدها بالحل و الفرج ويعود الحق لأصحابه . ونصلى بأن يكف البعض عن الثرثرة والاصطياد فى الماء العكر، وان تظل الجهود المصرية الوطنية المخلصة مستمرة فى الحشد السياسى والاعلامى فى كافة المحافل والهيئات والمنظمات الدولية لعرض كافة تفاصيل القضية العادلة وعودة دير السلطان الى الكنيسة القبطية المصرية ... فما ضاع حق وراءه مطلب .
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد