الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. طائرة استطلاع أمريكية تخترق المجال الجوى المصرى وتنقل صورها إلى إسرائيل
  • ٢١:٤٦
  • السبت , ١٣ اكتوبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. طائرة استطلاع أمريكية تخترق المجال الجوى المصرى وتنقل صورها إلى إسرائيل

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٢: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٣ اكتوبر ٢٠١٨

المشير محمد عبدالغنى الجمسى
المشير محمد عبدالغنى الجمسى
فى مثل هذا اليوم..13أكتوبر 1973م..
سامح جميل
اخترقت الطائرة الأمريكية «س ر - 71» المجال الجوى المصرى فى الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم 13 أكتوبر «مثل هذا اليوم» من عام 1973، ووفقًا لمذكرات المشير محمد عبدالغنى الجمسى «حرب أكتوبر 1973» الصادرة عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»: «كانت الطائرة تطير على ارتفاع أعلى من 25 كيلومترًا، وبسرعة تصل إلى ثلاث مرات من سرعة الصوت، وبدأت خط طيرانها من البحر المتوسط، واخترقت مجالنا الجوى فوق بورسعيد إلى السويس، حيث غطت جبهة القتال كلها، ومنها إلى منطقة البحر الأحمر لاستطلاع موانئ الغردقة وسفاجة وكذا مطاراتنا ووسائل الدفاع الجوى بالمنطقة، والتفتت الطائرة غربًا إلى الوجه القبلى فوق مدينة قنا ثم شمالًا إلى الدلتا، حيث استطلعت مطاراتنا ووسائل الدفاع الجوى والاحتياطيات، وبعد أن استكملت رحلتها الاستطلاعية عادت إلى البحر المتوسط للهبوط فى قاعدتها بأوروبا».
 
جاء هذا الاختراق أثناء الحرب التى شنتها مصر وسوريا ضد إسرائيل منذ يوم 6 أكتوبر 1937، وكان «الجمسى» يشغل خلالها رئيسًا لهيئة العمليات فى القوات المسلحة برتبة لواء، وحسب مذكراته فإنه وقت هذا الاختراق كان فى مركز عمليات القوات المسلحة يتابع أعمال القتال يوم «13 أكتوبر»، ويؤكد أنهم اتصلوا من مركز العمليات بقيادة الدفاع الجوى للاستفسار عن سبب عدم اعتراض هذه الطائرة، فجاء الرد: «أنها تطير خارج مدى صواريخ الدفاع الجوى، كما أن مقاتلاتنا لا تتمكن من اللحاق بها»، ويسجل «الجمسى» شعورهم بعد أن تلقوا هذه الإجابة قائلًا: «كظمنا غيظنا، والضيق يملأ نفوسنا، وعبر كل منا فى مركز العمليات عن هذا الغيظ والضيق بالكلمات التى يراها مناسبة، وكان معنى هذا الحدث أنه استطلاع جوى أمريكى لصالح إسرائيل، وأصبحت أوضاع وحجم قواتنا بالجبهة وفى عمق الدولة كتابًا مفتوحًا أمام إسرائيل»، ويؤكد «الجمسى»: «كان ذلك أول تدخل عسكرى أمريكى بطريقة مباشرة وعلنية يتم لصالح إسرائيل».
 
ويؤكد الفريق محمد على فهمى، قائد الدفاع الجوى وقتئذ، فى كتابه «القوة الرابعة.. تاريخ الدفاع الجوى المصرى»، أن هذه العملية كانت «إعلانًا بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد ألقت بثقلها فى المعركة لإنقاذ إسرائيل من هزيمة محققة»، ويضيف: «لاشك أن هذه الطلعة وفرت للعدو معلومات كاملة عن التوزيع التعبوى للقوات والاحتياطات وكانت بمثابة النور الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الدفرسوار، وجاءت بعد ذلك الأحداث لتؤكد أن القوات المصرية أصبحت تواجه الولايات المتحدة الأمريكية وليس إسرائيل وحدها، فقد تلاحظ طفرة مفاجئة فى حجم وكثافة الهجمات الجوية المعادية، اعتبارًا من يوم 14 أكتوبر، كما تم رصد تغيير فى الإعاقة الإلكترونية المضادة لمحطات الرادار، ومحطات توجيه الصواريخ اعتبارًا من هذا اليوم».
 
كانت الصور التى التقطتها هذه الطائرة أمام وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر، حسب تأكيد محمد حسنين هيكل فى كتابه «أكتوبر 73.. السلاح والسياسة»، وذلك حين عاد إلى وزارة الخارجية ليقضى ساعة بعد حفل عشاء أقيم فى البيت الأبيض، قدّم فيه الرئيس نيكسون نائبه جيرالد فورد، ويقول «هيكل» نقلًا عن مذكرات «كيسنجر»: «هناك وصلته المعلومات عن الجبهة المصرية، بما فى ذلك الصور التى التقطتها طائرة الاستطلاع «س ر 71»، كما أنه قرأ تحليلًا لما تقول به الصور، وكان أهم ما فيه أن فرقتين مصريتين، وهما الفرقة الرابعة المدرعة 21، والفرقة المدرعة الرابعة، تتحركان إلى داخل سيناء، وكان كيسنجر يعرف أن هاتين الفرقتين تمثلان الاحتياطى الاستراتيجى المصرى»، ويؤكد «هيكل» أن «كيسنجر» أبدى دهشته مما تقول به الصور، وكانت دلالة هذه التحركات أن القيادة المصرية تعتزم تطوير الهجوم فعلًا فى ظرف ساعات، وكانت دهشته «كيسنجر» أن القوات المصرية دفعت باحتياطيها الاستراتيجى إلى المعركة، ومعنى ذلك أن هذه القيادة استغنت عن هذا الاحتياطى الاستراتيجى فى وقت حرج من المعركة، ولعمل سوف يتم على الأرجح خارج نطاق حماية حائط الصواريخ المصرى، ويؤكد «هيكل»: «كانت استنتاجات كيسنجر صحيحة، وكانت دهشته مبررة».
 
يروى «الجمسى» أنه فى اليوم التالى «14 أكتوبر»، وبعد أن بدأت قواتنا تطوير الهجوم، وكانت تواجه مقاومة شديدة من العدو، ذهب الرئيس السادات إلى مركز العمليات فى الصباح، ووجده «الجمسى» يقف بجواره ويبادره بالسؤال عن الموقف، فرد: «نتيجة الاستطلاع الأمريكى الذى تم فى اليوم السابق «13 أكتوبر» يبدو أنها وصلت لإسرائيل فاستعدت لمواجهة قواتنا بعنف». !!