الأقباط متحدون - التقنيات الحديثة تحلّ ألغاز خريطة كريستوفر كولومبوس
  • ١٩:٠٦
  • الخميس , ١١ اكتوبر ٢٠١٨
English version

التقنيات الحديثة تحلّ ألغاز خريطة كريستوفر كولومبوس

١٧: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١١ اكتوبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 استخدم باحثون تقنيات حديثة لقراءة نص غير مقروء في الخريطة التي رسمها هنريكوس مارتيلوس واستخدمها كريستوف كولومبوس، حين عبر الأطلسي أول مرة، فحلوا ألغازها.

 
لندن: كُشفت أسرار خريطة عمرها 500 عام استخدمها كريستوفر كولومبوس من خلال نص لم يكن معروفًا من قبل. هذه الخريطة التي يعود تاريخها إلى عام 1491 هي أفضل خريطة باقية للعالم كما عرفه كولومبوس حين قام برحلته الأولى عبر الأطلسي، بل المرجح انه استخدم نسخة منها في تخطيط رحلته، كما ذكرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك".
 
مفاتيح جديدة
قالت المجلة إن الخريطة التي رسمها الطوبوغرافي الألماني هنريكوس مارتيلوس كانت في الأصل مغطاة بعشرات العناوين التفسيرية ونتف من نص وصفي باللاتينية، وغالبيتها أصبحت حائلة بعد قرون من الزمن.
 
الآن، استخدم باحثون تقنيات حديثة لإماطة اللثام عن هذا النص غير المقروء، فاكتشفوا مفاتيح جديدة للمصادر التي استخدمها مارتيلوس لرسم خريطته، مؤكدة تأثيرها البالغ في الخرائط اللاحقة، بما فيها خريطة مارتن فالدزيمولر الشهيرة التي كانت أول خريطة تستخدم اسم "اميركا" في عام 1507.
 
نقلت "ناشيونال جيوغرافيك عن المؤرخ الاميركي المختص بالخرائط تشيت فان دوزر قوله إن الأوروبيين في القرن الخامس عشر، على النقيض من الأسطورة الشائعة، لم يصدقوا أن كولومبوس سيبحر عابرًا حافة الأرض المسطحة، لكن فهمهم للعالم كان يختلف تمامًا عن فهمنا، وخريطة مارتيلوس تعكس ذلك.
 
تخمين محظوظ
ترسم الخريطة منطقة أوروبا والشرق الأوسط بهذا القدر أو ذاك من الدقة، لكن جنوب القارة الأفريقية مرسوم على شكل جزمة تشير نهايتها باتجاه الشرق وآسيا أيضًا ذات شكل ملتَبَس. يقول فان دوزر إن الجزيرة الكبيرة في جنوب المحيط الهادئ حيث يمكن العثور على أستراليا الآن كانت تخمينًا محظوظًا بلا ريب، لأن الأوروبيين لم يكتشفوا هذه القارة إلا بعد قرن على ذلك الزمن.
 
السمة الغريبة الأخرى في جغرافية مارتيلوس التي تساعد في ربط خريطته برحلة كولومبوس هي موقع اليابان. فالاوروبيون وقت رُسمت الخريطة كانوا يعرفون بوجود اليابان لكنهم لم يكونوا يعرفون الكثير عن جغرافيتها. لم تذكر يوميات ماركو بولو شيئًاعن وجهة اليابان، على الرغم من أنها كانت أفضل مصدر للمعلومات عن شرق آسيا وقتذاك.
 
خريطة مارتيلوس ترسم اليابان منحدرة من الشمال إلى الجنوب، وهو تخمين محظوظ آخر بحسب فان دوزر لأن ما من خريطة أخرى سواها ترسم اليابان بهذا الشكل. كتب فرديناند نجل كولومبوس لاحقًا أن والده كان يعتقد أن اليابان تمتد من الشمال إلى الجنوب في مؤشر إلى أن كولومبوس استخدم خريطة مارتيلوس مرجعًا له.
 
البحث عن اليابان
حين وصل كولومبوس إلى جزر الهند الغربية في 12 أكتوبر 1492، بدأ يبحث عن اليابان معتقدًا أنه حقق هدفه باكتشاف طريق إلى آسيا. كان مقتنعًا بأن اليابان قريبة لأنه قطع المسافة نفسها تقريبًا المرسومة في خريطة مارتيلوس بين أوروبا واليابان، كما يرى فان دوزر في كتاب جديد عن هذا الموضوع.  
 
يقول فان دوزر إن من الجائز أن كولومبوس عندما أبحر بمحاذاة سواحل أميركا الوسطى والجنوبية في رحلات لاحقة كان يتصور أنه يبحر بمحاذاة سواحل آسيا كما رسمها مارتيلوس في خريطته.
 
أبعاد الخريطة (3.5 قدم X 6 قدم) تجعلها خريطة كبيرة يُرجح أنها رُسمت بطلب من أحد النبلاء، لكن ليس هناك شعار أو إهداء يشير إلى هويته. تبرع بها مجهول لجامعة ييل في عام 1962، وهي ما زالت محفوظة في مكتبة بينيكي للكتب والمخطوطات النادرة في الجامعة.
 
بمرور الزمن، اضمحل النص بحيث كاد يكتسب لون الخلفية، ولم يعد في الإمكان قراءته. لكن، في عام 2014، نال فان دوزر منحة أتاحت له ولفريق من الخبراء استخدام طريقة التصوير متعدد الأطياف لكشف النص المخفي.
 
اختلاف صارخ
تصف عناوين تفسيرية كثيرة مناطق العالم وسكانها. لكن أشد ما يثير الدهشة في الخريطة هو ما تقوله عن العمق الأفريقي، كما يلفت فان دوزر مؤكدًا أنه لا يعرف خريطة اوروبية أخرى من القرن الخامس عشر تتضمن هذا الكم من المعلومات عن جغرافية أفريقيا، لا سيما وأنها مستقاة من سكان القارة، وليس من مستكشفين أوروبيين.  
 
وجد فان دوزر أن فالدزيمولر نسخ الكثير من النص المكتوب على خريطة مارتيلوس لرسم خريطته بعد مقارنة الخريطتين. في الحقيقة، كانت هذه الممارسة شائعة في ذلك الوقت، ويبدو أن مارتيلوس نفسه نسخ وحوشًا بحرية على خريطته من موسوعة نُشرت في عام 1491، وهي ملاحظة تساعد في تحديد عمر الخريطة.  
 
على الرغم من السمات المشتركة بين خريطتي مارتيلوس وفالدزيمولر، هناك اختلاف واحد صارخ بينهما. فمارتيلوس يصور أوروبا وأفريقيا قرب الحافة اليسرى لخريطته، ولا يوجد بعدها إلا الماء، في حين أن خريطة فالدزيمولر تمتد أبعد باتجاه الغرب، وتصور بقاعًا جديدة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. كانت 16 عامًا فقط تفصل بين رسم الخريطتين، لكن العالم تغير إلى الأبد.  
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.