الأقباط متحدون - طعنات في جثمان لم يدفن بعد ..
  • ١٧:٠٨
  • الخميس , ٤ اكتوبر ٢٠١٨
English version

طعنات في جثمان لم يدفن بعد ..

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٣٧: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٤ اكتوبر ٢٠١٨

المطران الأنبا بيشوي
المطران الأنبا بيشوي
كتبت : ماجد سيدهم
ومع نياحة نيافة المطران الأنبا بيشوي  منذ ساعات  اشتعلت  صفحات الفيس بوك  نعيا  وحزنا  لرحيل نيافته
على الجانب الآخر  وهو الأشهر والأكثر صدى  احتل الهجوم
والاتهام بل والسخرية تجاه المتألمين ومن شخص  الأسقف ذاته ومن العديد من كتاباته وارائه مساحة لا بأس بها .
 
لا أدعي معرفة مسبقة به ولا باحثة في اللاهوت لكن بشكل محايد ..الأنبا المتنيح له ماله وعليه ماعليه فهو  إنسان وليس قديسا أو نبيا  ..وأيضا لكل منا قناعته ورأيه الحر بلا قيد او إقصاء ..لكن في نقاط ...
 
*   كان للأنبا بيشوي ردا قويا على رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدان   في كتابه "الر د على البهتان في رواية يوسف زيدان  "
  يقول  في مقدمته (لم أتصور أن الدكتور يوسف زيدان وهو يستضيفنا أكثر من مرة في مكتبة الأسكندرية ، ثم يزورنا في دير القديسة دميانة  في البراري ونتبادل الهدايا والمحاضرات وصور المخطوطات ،انه في نفس الوقت يكتب أبشع كتاب عرفته المسيحية ويستخدم ماقدمناه إليه من كتب ومراجع وشروحات كوسيلة لمهاجمة كنيستنا وعقيدتنا المسيحية الارثوذكسية ..كنا نظن أننا نسهم في إعادة أمجاد مكتبة الأسكندرية ...ونعمل معا بروح الود والحوار البناء في إقامة حوار الحضارات في محراب هذه المكتبة )  وفي  هذا ليس كما روج أن نيافته صنع شهرة ودعما للكاتب يوسف زيدان عن روايته تلك ..
 
 
* وفي مقطع أخر يقول ( هذا الكتاب هو رد لاهوتي وتاربخي موثق بالبراهبن المستندة إلى أقدم المخطوطات الحقيقية وذلك لتصحيح الأضاليل التى وردت في رواية عزازيل )   
وهنا إن لم  يكن نيافة المطران  على قدر الوعي والثقافة والمعرفة اللاهوتية والبحثية والتاريخية والبراعة لامتلاك الحجة   ما أقدم على تلك المواجهة الشجاعة وما خاض في كتابة العديد من الكتب في اللاهوت وتاريخ الرهبنة وغيرها   بعمق وتدقيق حتى لو اختلف البعض عليها ..
 
،*يقول أيضا  في كتابه (إن هدف الرواية هو تحطيم إيمان النفوس الضعيفة  بإقناع القاريء البسيط  أن السيد المسيح ليس هو الله الكلمة وأنه لم يتجسد ..والتشكيك في صلبه أيضا ..وربما الهدف تشويه العقيدة المسيحبة بدرجة تكفي لإشمئزاز المسلمين منها )
وأقول   أن هذا اليقين المؤكد  باألوهية المسيح ينفي تماما مانشر متكررا   بصفحات الفيس بوك  في نشر مقالا لنيافته  بجربدة الدستور ينكر في عنوانها الرئييسي أولوهبة السيد المسيح ...وهل يعقل ياسادة  هذا .. وما أدراكم  بما ينشر  على لسان اي من أباء الكنيسة بالصحف القومية أو غيرها .. فما أشهر  وأمهر من اللعب بالالفاظ وتحوير وتحربف الكلام وبحرفنه ...هي لعبة غير أمبنة بالمرة ولها أهدافها ..
 
* ربما  كان تقليديا  غير مجددا  لكنه كان غيورا .. نعم له  أراء محافظة  تنتقد فكر وأراء بعض  الاباء  الكبار لكنه كان شديد الحرص للمحافظة على التعالبم الارثوذكسية المتوارثة مماضيق من مساحة الانفتاح   ..لكن  اغلب تصريحاته العامة  كانت في أمور حياتية لا تقترب ولا تمس  من بعيد أو قريب  صلب الإيمان والعقيدة المسيحية الراسخة ..لذا أثار  العديد  من تلك  التصريحات استياء الكثيربن وانا مثلهم  ..في عدم الانفتاح والاندماج مع الطوائف الأخرى في مشاركة  الطقوس الكنسية   أو الزواج أو الأنشطة  المتعددة.. وكذا تصريحاته بشأن الاقتداء بالمحجبات وما شابه .. هي  مجرد أراء شخصية غير ملزمة إطلاقا لا أصل  كتابي لها  ولا تشكل خللا في العقيدة ..
 
* نشر أيضا  استفسارا غامضا  مفاده كيف لأسقف أن يرأس ديرا للراهبات ..؟وبدوري أسأل  ماذا تقصدون وعن أي نية تشيرون   ..؟
 
* أقول هذا  وقد نختلف  أو نتفق  معه أو عليه  ..لكني تألمت لكثرة الهجوم والانتقاد وصب اللعنات  والنكات التى وصلت إلى حد الفرح برحيله والخلاص من هرطقاته  وتجاوزاته التى ملأت الصفحات وهو المغادر الصامت ..
 
مازال الجثمان لم يدفن بعد  لذا  أطرح على هؤلاء الأفاضل سؤالا مباشرا   .. ماذا تقترحون الآن ..هل نتقدم بالتهلليل ورفع اللافتات "إلى الجحيم وبئس المصير يابشوي .." أم ننهال على كتبه وصورة  بالحرق والبصق والدهس بالنعال ..هل نتبادل معا  النكات الساخرة  بشأنه وبشأن ماأثير حوله من ميول إسلامية .. أم نثير الشغب  والفوضى  في جنازته وانتهاك جثمانه ..؟!
 
بكل الأسف لم تفعلوها مع أشد خصومكم  من قتلى   داعش..وهل ماتقدمتم  به من هجوم وسباب وشماته   هو من رقي السلوك الانساني وصميم المحبة المسيحية 
 
أظن  الموقف الجلل  مع هيبة الموت  يستحق منا الصمت  ولو قليلا  فلسنا بصدد إدانة  أو محاكمة ..عذرا كان سلوكا خارج نطاق التحضر  والانسانية ..
 
نياحا  لروحك الطاهرةالمخلصة  نيافة الأنبا بيشوي وفي راحة  المسيح لك السلام ..قد أكملت  ..
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد