الأقباط متحدون - فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة.. الرئيس السادات أفكار صائبة وممارسات حائرة
  • ٢٣:٥٧
  • الثلاثاء , ٩ اكتوبر ٢٠١٨
English version

فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة.. الرئيس السادات أفكار صائبة وممارسات حائرة

مقالات مختارة | سليمان شفيق

٤٠: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٩ اكتوبر ٢٠١٨

سليمان شفيق
سليمان شفيق

لا يستطيع أحد من كان إلا أن يتوقف بالتحية لصاحب قرار الحرب المجيدة فى 6 أكتوبر 1973، أنور السادات، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن السادات كان صاحب «أفكار صائبة وممارسات حائرة»، بمعنى أنه فكر فى أربعة محاور صائبة، وهى نصر أكتوبر والانفتاح الاقتصادى، والانفتاح على الغرب، والديمقراطية المقيدة، تحقق نصر أكتوبر بفضل قيادتة الحكيمة وبطولات الجيش، ولكن البعض مثل «محمد حسنين هيكل ووزير الخارجية محمد إبراهيم كامل ود.أسامة الباز وآخرين» يأخذون عليه التسرع فى إعلان النصر واتخاذ خطوات للسلام دفعنا فيها الكثير وأخذنا أقل مما دفعناه، كما بدأ السادات الانفتاح الاقتصادى الذى حررنا من الشمولية الاقتصادية، ولكن نتذكر أول انتقاد للانفتاح من أحمد بهاء الدين الذى وصفه بأنه «انفتاح س ما داح»، وماترتب عليه من خصخصة فى عصر مبارك شابتها أخطاء كثيرة، كما لا ننسى أن الرئيس السادات منذ إبريل 1976 أسس العديد من المنابر: منبر لليمين يرأسه مصطفى كامل مراد وآخر لليسار يرأسه خالد محيى الدين، وثالث للوسط يرأسه محمود أبو وافية، وتحولت تلك المنابر إلى أحزاب فى نوفمبر من نفس العام، ونتيجة تخبط فى قانون الأحزاب وتدخلات من السلطة التنفيذية وتلاعبات كثيرة وصل عدد الأحزاب إلى أكثر من مائة حزب الآن، وأخيرًا لا أحد يختلف على السلام ولكن كما يقول الكاتب الراحل محمد سيد أحمد فى كتابه الشهير «بعد أن تسكت المدافع» التعبير الواضح عن خيار السلام الذى دافع عنه طويلًا، رغم ما واجهه من انتقادات حادة من جميع الاتجاهات، ولكنه طرح أن خيار السلام والتطبيع يحتاج سيناريوهات أخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية، صدر الكتاب 1975 وقبل أن يذهب السادات إلى القدس ويبدأ مسيرة التسوية السياسية السلمية، وقرأ الكتاب هذه المسيرة قبل أن تولد، وتوقعها قبل أن تبدأ، فى وقت كانت الشعارات القومية والتعبئة العسكرية هى السائدة، والمشهد السياسى برمته مليئًا بمفردات ورموز لم يكن يتخيل أحد أنها ستغيب بعد أشهر قليلة.
 
يقول محمد سيد أحمد فى مقدمة الكتاب: «إن العالم يتحول بسرعة، ولا يرحم المتخلف، علينا أن نتعلم كيف نتصدى لما يصدمنا، وألا يشل تفكيرنا ما يوجعنا»، «إننا فى عصر «ثورة». وليست «الثورة» مصطلحات ثورية فقط، ولا هى تمجيد أو تقديس أحداث كانت «ثورة» فى يوم ما، بل عملية حلقاتها متصلة، متجددة أبدًا، متسعة الآفاق أبدًا، هى أن نقفز باستمرار إلى أبعد، وأن نفتش باستمرار عما هو ناشىء، وندفع بالمولود الجديد إلى الحياة، أيا كانت آلام المخاض». الكتاب متعدد الأبعاد، يحتوى على قضايا مهمة كثيرة، مثل احتمال التوصل إلى سلام عربى إسرائيلى والعقبات التى تهدد العملية، التغيرات التى حدثت فى المجتمع الإسرائيلى على أثر حرب أكتوبر، حوافز تدعيم السلام ومنع اندلاع الحرب، احتمالات حل القضية الفلسطينية والقبول المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، العوامل الأساسية للصراع العربى الإسرائيلى «هل هى دينية؟ قومية؟ إقليمية؟ تكنولوجية/ اقتصادية؟»، المخاوف المتبادلة بين طرفى النزاع. ويناقش ملامح التسوية المستحسنة لحل الصراع العربى الإسرائيلى، يقول محمد سيد أحمد: «يوم أن ننجز هدف السلام العادل والدائم، يوم أن تسكت المدافع نهائيًا»، ويضيف أنه من المحتمل أن الطريق إلى التسوية، طال أم قصر، لا بد أن تتخلله حرب خامسة، أو سادسة، أو سابعة.. إلا أن هذا لا يخالف الحقيقة أنه لا يوجد حل عسكرى لأزمة الشر».
 
هكذا تنبأ واستقرأ مفكر مصرى 1975 بحروب إسرائيلية رغم السلام الذى كان يؤيده محمد سيد أحمد، وذلك لأنه كما كان يقول «إن إسرائيل لن تنسى هزيمة 1973» بل ورأينا كيف كان المجتمع الإسرائيلى مصدوما من تلك الهزيمة لأنها كشفت أوهام القوة لدى هؤلاء الصهاينة.
 
بالطبع لم تفكر إسرائيل ولا مرة حتى الآن فى شن أى حرب على مصر، ولكنها شنت حروبًا أخرى علينا أمنية، ومخدرات، واقتصادية.. إلخ.
 
بل وشاركت بقوة فى تأسيس حركة حماس لمحاولة إفساد أى محاولات مصرية لإقرار السلام فى فلسطين فيما بعد، وهناك أيضًا علاقات وطيدة بين جيش النصر والإرهابيين فى سوريا وإسرائيل.. كل ذلك بما لا يدعو مجالًا للشك أخذ وقتًا طويلًا لمحاولات إدراك خطورة نصر أكتوبر على إسرائيل، الأمر الذى عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقائة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر، وتحدث السيسى عن «دور القوات المسلحة المصرية فى حماية وصون مقدرات الوطن حربًا وسلامًا»، فيما كشف راضى أنه «تم خلال الاجتماع استعراض آخر تطورات الأوضاع الأمنية فى مختلف أنحاء الجمهورية، بما فيها التدابير والإجراءات التى تتخذها القوات المسلحة لحماية الحدود المصرية وتأمينها وإحكام السيطرة عليها، فضلًا عن آخر مستجدات العملية الشاملة «سيناء 2018»، التى انطلقت عملياتها فى شبه جزيرة سيناء وذلك فى فبراير/ شباط الماضى».
 
وشهد الاجتماع استعراض «تعزيز قدرات التأمين على امتداد الحدود البرية والساحلية وعلى جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، فيما أشاد السيسى فى هذا الإطار «بما يبذله رجال القوات المسلحة من جهد لمكافحة الإرهاب وتدعيم الأمن والاستقرار فى مختلف ربوع مصر»، موجهاً، كما جاء فى ختام البيان الرئاسى، بـ«مواصلة التأهب والاستعداد القتالى خاصة فى ظل الأوضاع التى تمر بها المنطقة».
 
ويحرص السيسى على مثل هذه اللقاءات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية فى ذكرى حرب أكتوبر1973، أننا أمام حرب لم تنته فى أكتوبر 1973، بل تمتد تارة اقتصادية وتارة بإثارة «الاحتراب الدينى، وأخرى بالإرهاب وليس أدل على ذلك بأننا حررنا سيناء 1973 بالحرب وأخرى بتحرير طابا بالتحكيم وثالثة الآن من الإرهاب».
 
تحية للرئيس السادات وللقوات المسلحة والشعب المصرى، ولازلنا على طريق التصدى للتحديات جيل بعد جيل.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع