الأقباط متحدون - صاحبة السعادة
  • ٢٣:٣٩
  • الاثنين , ١ اكتوبر ٢٠١٨
English version

صاحبة السعادة

مقالات مختارة | الأب رفيق

٠٩: ٠٧ ص +02:00 EET

الاثنين ١ اكتوبر ٢٠١٨

الأب رفيق
الأب رفيق

ويأتى المساء فتنتقل الأنامل من نشرة إخبارية لنشرة أخرى، محلية كانت أو دولية، ومن لغة إلى أخرى، تارة تبث خبرا وتارة تحلله كل حسب توجهه أو سياسة بلاده، تصاحبها الصور فى أغلبها صور الحروب والمجاعات واللاجئين والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.

وفجأة فى وسط هذا الخضم يطل علينا برنامج «صاحبة السعادة» فيخرج بنا إلى عالم آخر لم نعد للأسف نعتاده، عالم أرحب من الجمال والفن والرقى والإبداع، بل واحة من السلام والسكينة والهدوء فى وسط الضرب والخبط والرزع.

يُعد برنامج «صاحبة السعادة» نموذجاً مميزاً لما يجب أن تكون عليه البرامج أولاً من حيث الإعداد الجيد جداً حيث لا مجال للعشوائية بل كل شىء مُعد بكل دقة من حيث أسئلة المحاورة القديرة والأديبة الفنانة الموسوعية إسعاد يونس ومن حيث إعداد الفيديوهات والصور الوثائقية المصاحبة للبرنامج ومن حيث التصوير وأداء العازفين ومن حيث اختيار الضيوف ومواضيع الحوار التى تدخل بيوتنا وقلوبنا وعقولنا لتعلمنا أشياء كثيرة فتنقل الضيوف والمُشاهد معاً إلى مستوى من الرقى ولتؤكد أن الإعلام دوره فى الأساس هو دور تربوى يربى روح المشاهد على كل ما هو جميل ومبدع، لذا دوره أقوى من المدرسة والجامعة لأن تأثيره فورى فى تربية وجدان الناس وتكوينهم الإنسانى.

هذا الدور فقدناه ونفتقده فى إعلامنا لصالح الصوت العالى والقبح والعشوائية فى أداء بعض المعدين والمذيعين والمحاورين إلى آخره.

وهذه العشوائية تهد ولا تبنى إنساناً مصرياً سوياً كما نريده وكما تسعى له الدولة.

على سبيل المثال لا الحصر برنامج «صاحبة السعادة» المذاع يوم الثلاثاء الماضى مع الموسيقار العالمى الرومانى الأصل جورج زامفير الشهير بعزفه على آلة البان فلوت والحائز على 120 أسطوانة ذهبية وبلاتينية فى الموسيقى وبيع من ألبومه أكثر من 40 مليون نسخة.

لم يكن برنامجاً اعتيادياً ولكن أستطيع أن أقول إنه برنامج روحى (لا أقول دينياً) فالتواضع الجم للرجل المشهور عالمياً وكلامه عن علاقة الموسيقى فى تغذية الوجدان بالإيمان والذى وصفه «بالنور الإلهى» وختم لقاءه بأنه طوع آلة البان فلوت للموسيقى العربية وصوت أم كلثوم التى عندما يصغى إليه تغرغر دموعه فى عينيه، ووصف الألحان المصرية بأنها متدفقة وانسيابية كنهر النيل، كما عبر عن حبه لمصر وللحضارة المصرية.

تحية لقناة CBC التى تنتج هذا البرنامج وتحية لفريق الإعداد الذى من الواضح فى عين المشاهد المدقق أنه نتاج عمل جماعى دقيق لا يترك مجالاً للهفوة، وتحية واجبة وشكر للفنانة الكبيرة إسعاد التى تسعدنا فى بلاط صاحبة السعادة.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع