الأقباط متحدون - بناءًا على توجيهات البيه المسؤول
  • ٠٣:٢٦
  • السبت , ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

بناءًا على توجيهات البيه المسؤول

أماني موسى

مساحة رأي

٤٤: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

بقلم – أماني موسى
لديّ تساؤل بات مُلّح مؤخرًا ألا وهو "ليه بنقفش في أي استثناء ونعتبره هو طريق النجاح والنبراس المنير الواجب السير عليه"؟ وكأن نجاحات الدول الأخرى
بُنيت هكذا مصادفة وبالاستثناءات والحب! وليس بالجهد والخطط الواضحة المحددة الأهداف؟

في الحقيقة كلامي لا يعني ألا نكرم من أصبحوا استنثاءًا سواء بأخلاقهم أو ضميرهم الحي في عملهم أو ما شابه، لكنه يعني ألا تصبح هذه الحالات الاستثنائية هي القاعدة التي نسير عليها في نجاح هنا وآخر هناك!

فتجد عند سماع نشرة الأخبار عبارات افتتاحية شبه ثابتة تنم عن خطر، مثل بناءًا على توجيهات الوزير، تنفيذًا لتعليمات المحافظ، أو تحت رعاية الوزير الفلاني أو المحافظ العلاني تم كذا...

فإن كان الموظفين بترتيب درجاتهم في مؤسسات الدولة يعملون وفق ما يأتمرون به من محافظ أو وزير أو مسؤول فوقي فهذا يعني أننا دولة أشخا وليست مؤسسات، وموظفي كل مؤسسة يسيرون وفق تعليمات الرئيس الجديد وليس وفق ما يمليه عليهم القانون ومهام عملهم التي يتقاضون عليها أجر من الدولة.

فتجد مثلا خبرًا مفاده أن المتحدث باسم وزارة التموين يتدخل "بنفسه" لحل مشكلة مواطن تواصل مع الخط الساخن المعلن للوزارة، لكي ما يجدد عدد الأفراد بالبطاقة، ولكن لعطلاً ما أو لتأخر موظف في الاستجابة لشكوى المواطن وفق مهام عمله لم ينجح المواطن في إتمام أمره، وعليه يتدخل مسؤول أكبر لإنهاء الأمر، بالطبع الأمر جيد وشكرًا لهذا المسؤول، لكن لماذا لا يقوم كل مسؤول في مكانه بعمله الصحيح وعلى أكمل وجه مطلوب منه، ولا نحتاج لشكوى ومن ثم واسطة أو تدخل، بظني ليس هكذا تدار الأمور إن أردنا النجاح والتقدم، فعلينا التخلص من هذه الأفكار القبلية البعيدة عن الفكر المؤسسي والمنظومة، وأن الجميع يخضع لمنظومة وقانون ولا مجال للاستثناءات إلا في أضيق الظروف.

كذا، تجد حالة صحية لطفلة، يأمر الرئيس بنفسه أن يتم علاجها على نفقة الدولة، بعدما تقاعس المسؤولين في هذا الشأن عن أداء أدوارهم المنوط بهم تنفيذها.
تكرار هذه القصص على المدى البعيد لا يعني النجاح بل يعني الكثير من التقاعس والفشل، وكذا التخبط.

فعلى سبيل المثال أيضًا، تجد الطب البيطري يقوم بحملات يومية لقتل وسم الكلاب بسم الاستركنين المحرم دوليًا، وأنت كمواطن حين تتأذى من سلوك كهذا لا تجد جهة محددة تتجه إليها ليتحرك الأمر ويتم إيقاف هذه المجازر البشرية للكلاب!

فهل المفترض أن ننتظر أن يقوم الشخص ببث شكوته عبر إحدى البرامج أو السوشيال ميديا، ليتعطف أحدهم بالاستجابة للشكوى!

هل ننتظر الصدف السعيدة القليلة التي تقود أحدهم لحل مشكلته عبر شكوى هنا أو هناك؟ أم ننتظر لحظة إنسانية من أحدهم تحركه للاستجابة لشكوى مواطن!
وكذا تجد مواطن شريف يظهر بمبادرة "شجرها" بهدف الحفاظ على الأشجار المتواجدة وزرع أشجار أخرى بعدة محافظات، لتجد مواطن شريف آخر متمثل في عدد من رؤساء الأحياء يقومون بحملات لاقتلاع الأشجار من مناطق عديدة!! أنا كمواطن شريف ماذا أفعل؟ هذا يكشف عن خلل في الإدارة وكلاً يعمل وفق هواه وليس وفق منظومة، حوّل في الاتجاهات وتخبط يؤدي لمزيد من العشوائية والتراجع.

وكذا تجد مبادرات الرحمة بكلاب الشوارع وإطعامهم، وفي نفس ذات اللحظة حملات لرؤساء الأحياء برضه شغالين سم يهري أجسام الغلابة دول!

ختامًا: هل نتعامل بطريقة الصدفة والاستثناءات أم نلجأ لقانون ومسؤولين كلاً في مكانه بدءًا من أصغر موظف لأكبر مسؤول، يسير وفق هذه المنظومة وهذا القانون بغض النظر عن توجيهات الوزير أو المحافظ أو الرئيس! آمل أن نتخلص من دولة الموظفين لنتجه لدولة القانون والمنظومة المؤسسية وكلاً يقوم بدوره على أكمل وجه كعازفي مقظوعة موسيقية بين عدة آلات موسيقية في تناغم ولا يوجد نشاذ ولغبطة وحوّل في الاتجاهات.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد