الأقباط متحدون - ادلب والحوارات المسلحة الروسية الامريكية
  • ٢٢:٣٢
  • الثلاثاء , ١١ سبتمبر ٢٠١٨
English version

ادلب والحوارات المسلحة الروسية الامريكية

٣٤: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية
معركة " العزم الصلب"،تستهدف انهاء الوجود الارهابي 
سليمان شفيق

وسط تصاعد التوتر على الأرض مع تحضير النظام السوري مدعوما بحليفيه الروسي والإيراني لشن هجوم واسع على محافظة ادلب
 
شن أكثر من 100 عنصر من مشاة البحرية الأميركية "المارينز" هجوما جويا ع وحول هذا القصف الذي شنه عناصر المارينز في جنوب سوريا ، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الوسطى إنه يهدف إلى "استعراض قدرات الانتشار السريع والهجوم على أهداف بالتعاون بين القوات البرية والجوية، وتنفيذ عملية إنقاذ سريع في أي مكان في المناطق الخاضعة لعملية العزم الصلب"، وهو الاسم العسكري للتدخل الأميركي ضد داعش في كل من سوريا والعراق، وأضاف أن تدريبات وتمرينات مثل هذه ستعزز قدراتنا لهزيمة داعش وتأكيد جاهزيتنا للرد على أي تهديد لقواتنا". ويعتقد المراقبين ، أن
التهديد هنا يتعدى ذلك الذي يشكله داعش ليشمل القوات الروسية في سوريا.. واستخدمت في "هذا الاستعراض النادر للقوة" بعد شهور على قيام طائرات عسكرية أميركية، بما فيها الطائرة المسلحة الثقيلة "إيه سي-130 والطائرات المقاتلة والقاذفة، قتلت نحو 300 من القوات التي تري امريكا انهم "مرتزقة روسيا" قرب دير الزور إثر تعرض مجموعة تابعة للقوات الخاصة الأميركية لهجوم في المنطقة، وتهدف الرسالة الأميركية "العنيفة" إلى منع روسيا من إرسال قواتها داخل المناطق المحظورة بالقرب من إحدى القواعد الأميركية ناحية معبر التنف جنوبي سوريا، بحسب ما ذكره مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية.
 
وكانت القوات الروسية في سوريا حذرت القوات الأميركية، في مناسبتين خلال سبتمبر الحالي (يومي 1 و6 سبتمبر) من نواياها شن عملية عسكرية بالقرب من معبر التنف، وهو موقع تتمركز فيه قوات العمليات الخاصة الأميركية، وفي المرتين، طالب الجيش الأميركي من القوات الروسية التراجع عن نواياها.
 
وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية، ويليام أوربان، في بيان إن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى معركة مع الروس، أو الحكومة السورية أو أي جماعة قد توفر الدعم للحكومة السورية في الحرب الأهلية الدائرة هناك"
 
وأضاف أوربان "الولايات المتحدة لا تطلب مساعدة في جهودها لتدمير تنظيم داعش"، وفق ما نقلت "فوكس نيوز" عن النقيب أوربان
 
يشار إلى أن روسيا وافقت على مناطق خفض التصعيد حول معبر التنف لتجنب أي نزاع عارض بين القوات المختلفة، و"نحن نتوقع أن تلتزم روسيا بهذا الاتفاق" بحسب ما ذكر أوربان
 
من جهة اخري ،أكد وزير الخارجية الروسي لافروف في تصريحات صحفية قبل أيام من موسكو عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان روسيا لا تعتزم إخفاء تحركاتها في إدلب، وأن الاتصالات مستمرة لتجنب أي حوادث بين روسيا الولايات المتحدة في سوريا.
 
وكانت القوات البحرية الروسية قد بدات السبت الماضي ،مناورات في البحر المتوسط، تهدف إلى منع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من ضرب مواقع للجيش السوري، ومنع إقامة ما يسميه الامريكيون بمنطقة الحظر الجوي في سورية، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
 
وفي شأن معركة إدلب، تحدثت تقارير صحفية أن هجوم النظام قد يقتصر في مرحلته الأولى على أطراف ادلب ،فضلاً عن مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المحاذية لها في محافظات حماة وحلب واللاذقية.
 
كما نقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن مسؤول في التحالف الإقليمي الداعم للنظام، قوله إن "اللمسات الأخيرة للمرحلة الأولى (الهجوم على إدلب) ستكتمل في الساعات المقبلة"، مضيفا أن "الهجوم سيستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة ادلب ذاتها".
 
يبلغ عدد سكان ادلب تقريبا في نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة، التي حذرت مع منظمات دولية أخرى، من كارثة إنسانية في منطقة مكتظة تعاني أصلاً في قطاعها الصحي وتنتشر فيها مخيمات النزوح.
 
وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة جون كينج مجلس الأمن، إن "السيناريو الأسوأ قادر على خلق حالة طوارئ إنسانية على مستوى لم تشهده هذه الأزمة في سوريا من قبل"
 
إلى جانب النازحين السوريين، تحولت ادلب والمناطق المجاورة لتركيا خلال السنوات الماضية الى ملجأ لعشرات آلاف المقاتلين والمدنيين الذين أجبروا على مغادرة مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة أبرزها جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) بموجب اتفاقات إجلاء مع الحكومة السورية وأغلبها كانت برعاية روسية.
 
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في تصريحات صحفية الخميس في جينيف إن عشرة آلاف مقاتل على صلة بتنظيم القاعدة وأسرهم يقيمون في المنطقة كثيفة السكان التي يقطنها حاليا 2.9 مليون نسمة، وكثير منهم نازحون بالفعل.
 
ويعتمد أكثر من مليوني شخص في مناطق سيطرة هذه الفصائل في شمال سوريا، وخصوصاً أولئك المنتشرين في عشرات مخيمات النزوح، على المساعدات الإنسانية القادمة عن طريق تركيا المجاورة والتي تدعم المعارضة.
 
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش قد حذر من "الخطر المتنامي لحدوث كارثة إنسانية في حال حصول عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب".
 
وتقول المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق ليندا توم أن من شأن أي عملية عسكرية أن "تعيق العمليات الإنسانية وقدرتها على إيصال المساعدات"، كما من شأن أي حركة نزوح ناتجة عنها أن تضيف من "الفجوات" في الاستجابة الإنسانية.
 
ولازالت الناورات الصحفية والعسكرية المتبادلة بين روسيا وامريكا تسبق الهجوم الاخير في معركة "العزم الصلب" .