الأقباط متحدون - ادلب ونهاية الارهاب وفشل المخطط الغربي الامريكي
  • ٠٥:٢٣
  • الاثنين , ١٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

ادلب ونهاية الارهاب وفشل المخطط الغربي الامريكي

٠٦: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سليمان شفيق
غرد الرئيس الامريكي دونالد ترامب في حسابه على موقع تويتراليوم، قائلا إن هجوما "متهورا" من قبل بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين "سيكون خطأ إنسانيا جسيما"، مشيرا إلى أنه قد "يسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص" ، وأضاف قائلا إن مثل هذا الهجوم سيجعل العالم والولايات المتحدة "غاضبين جدا جدا ".

 تعليقات ترامب تشبه الطريقة التي رد بها على هجمات بالأسلحة الكيماوية والتي دفعت الولايات المتحدة مرتين لشن غارات جوية محدودة على أهداف تابعة للنظام السوري، مما يعني ان هناك مخطط غربي امريكي يهدف الي محاولة التدخل عبر اتهام الجيش السوري بأستخدام الاسلحة الكيماوية .

الامر الذي دعا نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف،لان يرد قائلا في تصريح لوكالة "سبوتنيك" أنه :"فيما يتعلق بمعايير عمليات مكافحة الإرهاب في إدلب، كقاعدة عامة، يجري تحضير هذه العمليات بعناية وسرية بمشاركة جميع الأطراف، لا الجيش ولا الدبلوماسيون يعلنون عن شيء يتعلق بهذه الأمور"،  وأكد أن الإرهابيين في سوريا باتت لديهم القدرة على إنتاج أسلحة كيميائية، كما إنهم يتمتعون بدعم مادي وفني من الخارج، وتابع نائب وزير الخارجية الروسي، أنه "خلال سنوات القتال في سوريا، وفي العراق المجاور، وردت معلومات عن استيلاء المسلحين على وثائق علمية تقنية لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وعلى منشآت كيميائية مع المعدات، وعن إشراك الخبراء المدنيين والعسكريين الكيميائيين في تركيب المواد السامة، وانتهي بالقول سيرومولوتوف " إلى أن الإرهابيين يتلقون "دعما ماديا وتقنيا محددا من الخارج".

ويتحدث حاليا مسؤولون أمريكيون عن استراتيجية جديدة تقوم على وجود عسكري دائم بهدف ضمان هزيمة تنظيم الدولة واحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.

وتخشى تركيا، التي تدعم بعض قوات المتمردين في إدلب، أن يؤدي هجوم شامل إلى موجة نزوح كاسحة للاجئين شمالا صوب حدودها، وهو أمر تخشاه أيضا الولايات المتحدة وأوروبا

لذلك، يريد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد من تركيا وروسيا أن يتوصلا إلى تسوية تضمن عملية محدودة لمكافحة الإرهاب في المنطقة

ويرى بومبيو،أن تحذيرات ترامب تهدف إلى تعزيز الموقف التركي، إذ أن القوة الجوية الروسية قد تضمن انتصارا للقوات الحكومية السورية، وعن الموقف التركي من إدلب، نجد الأمن التركي ممثلا في مدير المخابرات التركية، أرسل تقريرا منذ أيام للرئيس أردوغان، يحذره من احتمالية أن تتسبب عملية إدلب في تهجير 250 ألف سوري باتجاه الأراضي التركية، في ظل أزمة اقتصادية تعيشها تركيا، لذلك سنجد أن أنقرة تتعامل مع الملف بحساسية، ولكن هناك توافق بين تركيا وروسيا حول ضرورة إنهاء التنظيمات الإرهابية في إدلب".

.من المعروف ان الارهابيين يشكلون الجزء الأكبر من المعارضة المسلحة الموجودة في إدلب، وأغلبهم يتبعون هيئة تحرير الشام، الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا،ولكن الجارة تركيا لديها نفوذ محدود عليهم، إلا أنها تدعم جماعات معارضة مسلحة أخرى وأنشأت 12 نقطة مراقبة حول المحافظة ، في المقابل، فقد تضخم عدد سكان إدلب بسبب من قدموا إليها من مناطق أخرى عبر صفقات المصالحة والإخلاء نتيجة انتصارات حققتها الحكومة السورية في أجزاء متفرقة من البلاد، كما حدث في اتفاقات درعا ودوما والغوطة الشرقية وقبلهم حلب

من ارض المعركة قال الخبير نضال سعيد السبع :" ل اسبوتنيك " أمس: أن الجيش السوري يساعد لاطلاق أكبر عملياتة ،واضاف  ،أن "معركة إدلب هي أم المعارك في سوريا، ليس فقط لأنها تطيح بالإرهابيين خارج سوريا وتقضي على معاناة الشعب السوري، ولكن أيضا لأنها تسقط المشروع الأمريكي في سوريا، القائم على دعم ما تسميهم بالمعارضة".

ولفت السبع إلى أن ساعة الصفر لبدء المعركة الكبرى تقترب، خاصة أن هناك مفاوضات جرت بين كل من روسيا وتركيا لرفع الغطاء عن المنظمات الإرهابية، حيث سلمت تركيا الملف السوري للجانب الروسي، وفي نفس الوقت يفاوض الروس بعض الفصائل المسلحة للاستسلام دون قتال.

وأكد السبع على أن أمريكا أدركت أن مشروعها فشل في سوريا تماما، على الرغم من أنها قضت السنوات الـ7 الماضية في إقامة غرف أمنية وتسليح عدد من التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى تشجيع وتسهيل الانقسامات الداخلية، وهيأت كافة الظروف لظهور التنظيمين الأخطر، وهما تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة.

هكذا فان القضاء على المسلحين في إدلب يعني فعليا انتهاء المشروع الأمريكي رسميا في سوريا، لذلك نجد أمريكا تستعد لأمر جديد، وهو فصل الجنوب السوري عن الشمال، كما أن إدلب هي بوابة بالنسبة للجيش السوري للقضاء على محاولات الانفصال من جانب الأكراد، لذلك نجد أمريكا تحذر من كارثة إنسانية في إدلب، كغطاء لتواجد الإرهابيين فيها.

حول ذلك يقول نيكولاس هيراس، المحلل العسكري المعني بشؤون الشرق الأوسط، إن أزمة إدلب هي "مأزق" لإدارة ترامب، موضحا أن "كيفية استجابته لها ستحدد مدى نجاح أو فشل سياسته الجديدة تجاه سوريا"

ويتمثل المأزق في أن إدلب هي ملاذ نحو 3 ملايين شخص أكثر من ثلثهم هرب من النزاع من مناطق أخرى بسوريا وليس لهم ملجأ آخر، ولازالت المدفعية السورية والطيران الروسي يمهدان بقوة للتدخل البري للجيش العربي السوري .