الأقباط متحدون - القس مينا اسكندر
  • ٠٢:٤٩
  • السبت , ١١ اغسطس ٢٠١٨
English version

القس مينا اسكندر

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٢٨: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ١١ اغسطس ٢٠١٨

القس مينا اسكندر
القس مينا اسكندر

(من رواد مدارس احد اسكندرية)

القمص اثناسيوس فهمي جورج

"استاذ مليكه اسكندر " . رائد من رواد خدمة مدارس احد الاربعينات ١٩٤٠ م. فى خدمة الكلمة وصيد النفوس و ربحها . اهتم كثيراً بالتدريس و بناء اللبنات الاولي لخدمة التربية الكنسية ؛ وزامل الرعيل المعتبرين بالمؤسسين الاول ؛ كتلاميذ للارشيدياكون القديس حبيب جرجس . وعلي خطي مدرسة الاسكندرية ؛ ومجد المدرسة اللاكليريكية وفخر تعليم كيرلس الاول عمود الدين وكيرلس الرابع ابوالاصلاح وكيرلس الخامس ابو مدارس الاحد وكيرلس السادس خميرة البركة ؛ الذي احتضن اجيال الشباب الجامعي بابوته ودعته ودموع قرابيين صلواته ؛ اكملوا معا مسيرة قدسيه ؛ بتقوي التعليم والتنوير اللاهوتي المستقيم . نال دبلوم اللاهوت سنة ١٩٥٠ ؛ بتفوق لانه كان اول دفعته ؛ اذ قد توفرت لديه الغيرة الدافعة لتشرب علوم الكنيسة وايمانها القويم . عرف الخادم مليكه اسكندر بحبه وتميزه في فنون التدريس و حماسه و بذله العميق منذ ان كان طالبا فى مدرسة التوفيقية بشبرا . حيث انضم لجيل الرعيل المؤسس لمدارس

الاحد على مستوى الكرازة . فزامل د.وليم سليمان قلاده ، و فؤاد باسيلى (القمص بولس باسيلي )، و ا.د.سليمان نسيم (رئيس قسم التربية بمعهد الدراسات القبطية ) ؛ وغيرهم من الخدام الذين مثلوا منهجا وطريقة وفكرا وسلوكا يحتذي . اصدر مجلة " الاستقامة " و اشرف على تحريرها ، حتى اتى للخدمة فى كنيسة العذراء مريم محرم بك الاسكندرية فى سنة ١٩٤٧ بعد ان نال درجة الماجستير فى العلوم و صار معيداً بالكلية . واستمر في خدمة الشباب ومدارس الاحد التي امتدت الي قري الاسكندرية المجاورة ؛ حتي سنة ١٩٥٤...كان اول الكهنة الجامعيين الذين تتلمذوا على يد ابينا البار مينا البراموسي المتوحد "البابا كيرلس السادس " ، فى الطاحونة بمصر القديمة ..و رافق مسيرة علامات التكريس الاول فى الكرازة المرقسية و الذين صاروا باكورة ثمار مدارس الاحد من الخدام الجامعيين فى خدمة الكهنوت :- وهيب سوريال " القمص صليب سوريال ، م. ظريف عبد الله " القمص بولس بولس " ، زغلول حنين " القس يوحنا حنين " .وثلاثتهما وهو معهم صاروا من الاباء الرؤوس ، وايضا ابينا انطونيوس امين ؛ بعد خدمة باذلة و مميزة فى مجالات مدارس الاحد بالمدن و القرى المحيطة .ثم بمجالات خدمة الاسرة والتنمية الشاملة ؛ والبحث عن الكادحين والبعيدين ؛ وتطوير خدمة الوعظ والشباب والمغتربين ... لقد كانوا اول بداية دخول خريجى الجامعات فى خدمة الكهنوت عندما تكرسوا لخدمة السر المقدس :-

• الاستاذ وهيب زكى سوريال (القمص صليب سوريال )
• الاستاذ ظريف عبد الله (القمص بولس بولس)
• الاستاذ مليكة اسكندر ( القس مينا اسكندر)
• الاستاذ زغلول عبده حنين (القس يوحنا حنين)
رسم كاهنا في عهد البابا يوساب ؛ باسم القس مينا ؛ وذلك يوم الاحد ١٨ / ٧ / ١٩٥٤ على مذبح مارمينا فلمنج اسكندرية بيد المتنيح انبا ثاؤفيلس اسقف دير

السريان ؛ و صار من اوائل الكهنة الذين بادروا بعمل المحاضرات الثقافية و الاجتماعية و الروحية ، فى وقت لم يكن فيه الامر هذا معتاداً ؛ حيث انشأ بفلمنج اول مسرح للتربية الكنسية فى الكرازة المرقسية كلها ؛ مستخدما اعلي تقنيات زمانه ؛ علي نفس نسق الاوبرا المصرية . كان مبادراً فى عمل الدورات الرياضية مع الاندية و مشروع بناء كمال الاجسام لان الرياضة الجسدية نافعة ، و هو صاحب اول فكرة لعمل سهرة كنسية ليلة راس السنة .
كان مبادراً و متقدماً عن عصره ، عندما جرب وحارب حروب الرب ؛ حيث خدم فى مجالات جديدة بخدمه الخروف الضال و الرعاية الاسرية و نادى العائلات ؛. فبنى اساسات مبانى كنيسة مارمينا فلمنج و بنى معها النفوس بمهارة وروعة الروح . حتى انه استطاع بعلمه و وزناته ان يحتضن جمعية مارمينا للتراث و الدراسات القبطية ، عاملاً مع علمائها لان المثيل يستريح الى مثيله، فتم نقل اربعه اعمده اثرية من مدينة مريوط الرخامية لتقام عليها قبة المذبح الرئيسى للكنيسة بفلمنج . و اصدرت الكنيسة دراسات قبطية متخصصة لطبعات عديدة . كان اهمها البحث التاريخي عن كتاب " الشهيد المصري مارمينا العجائبي " ؛ و قد اصبحت كنيسة مارمينا بفلمنج منارة من منارات التربية الكنسية و نهضة مدارس الاحد ليس فى رمل الاسكندرية فقط بل و فى القطر كله.؛ بعد ان كانت تخدم من خدام كنيسة العذراء محرم بك بحكم القدم ؛ فاضحت فلمنج مركزا لمدارس احد ضواحي وامتدادات رمل الاسكندرية كلها ؛ بحقولها متسعة بيضاء الحصاد .

سافر ابينا مينا اسكندر الي دول اوربا في ٢٨فبراير سنة ١٩٦١ علي نفقة مجلس الكنائس العالمي ؛ بتكليف من القديس البابا انبا كيرلس السادس ؛ من اجل افتقاد الاقباط المغتربين واحصائهم ؛ وبمساعي المتنيح انبا صموئيل اسقف الخدمات ، حتي يتسني تجميعهم وتاسيس الكنائس لرعايتهم . فقضي رحلة رعوية طويلة ؛ اتخذت فيما بعد كدراسة اولية لبداية خدمة اقباط اوربا المغتربين . كذلك انشأ ابونا مينا اسكندر خدمة الذياكونية لفرع مدارس الاحد بالاسكندرية لتشمل " الظاهرية – و ارض الفولى – وغبريال – و عزبة دنا – و ابو سليمان – و دربالة – و باكوس – و السيوف – و فيكتوريا – وصولا الى سيدى بشر " اذ لم يكن بهذه المناطق اية كنيسة فى زمانه ؛ فاحتضن خدمتها و اسسها و تابعها بروح ابوية وكرازية .

انشأ ابونا مينا بيوتا لخدمة الطلبة الجامعيين المغتربين ، و اسس اجتماعات لخدمتهم ( الاسرات الجامعية ) تلك الخدمة التي برع فيها بحكم عمله كجامعي واكاديمي .. و هو اول من اهتم " بجماعة الشباب القبطي " بالاسكندرية ؛ وبالندوات الدينية والثقافية والاجتماعية .. وكان هو اول كاهن في القطر يجمع الشعب في ليلة راس السنة " حفلة راس السنة الميلادية " . كذلك اقام صالات للمذاكرة ، كي يجد الشباب فرصة الاستذكار بها ، بعد ان ضم مشتل الزهور المجاور لارض الكنيسة ، جاعلا منه مشتملا ثمار النفوس و لخدمة مدارس الاحد . و لابد ان نذكر مع ابونا مينا اسكندر ايضاً رواد خدمة مدارس احد مارمينا فلمنج الذين نفتخر بذكراهم فى العيد المئوى لمدارس الاحد
• الدكتور رشدى عبدة "دكتور التربية و علم النفس و الاستاذ بالجامعة "

• الدكتور مجدى رزق "الاستاذ بكلية الهندسة"
• الاستاذ موريس خليفة زخارى - م. مجدي فارس وغيرهم كثيرين .
• الاستاذ جرجس تادرس قريصة
• الدكتور بهجت عطا الله
• الدكتورة منى ابو سيف حلمى
• الدكتورة كلير لويس
• وديع يوسف "القس مينا يوسف "
• مجدى مكرم "القس ايوب مكرم"

سيظل عمل ابونا مينا اسكندر فى تأسيس مدارس الاحد بالاسكندرية "الاجتماعات و السهرات و الانشطة و الابنية و الشباب و المسرح و المكتبة " محفورة فى سجلها الابدى.... فمنذ نياحته ١ / ١ / ١٩٨٧ وهو يتكلم بعد في تاريخ نشائه مدارس احد الاسكندرية ؛ وفي اختياره للقمص بيشوي كامل للكهنوت المقدس ؛ وفي بركة حمله لجسد الكاروز مرقس الرسول يوم استقبال رجوعه من فينيسيا " روما " الي كنيسته القبطية في مصر ؛ سوف يتكلم باعتبار ان رسامته كانت حدثا انذاك ؛ وانه صاحب مبادرة في انشطة بدئها ولم تكن عادية في ايامه ؛ يتكلم في مثاله العجيب لحياة الصوم والصلاة والخلوة ؛ التي اشتمها من تعاملوا معه عن قرب ؛ يتكلم في حمله لصليب المرض ؛ راقدا علي فراشه سنين هذا عددها ( ١٦ ) ؛ كنا نتردد عليه فيها لنوال بركته ؛ كرجل اوجاع ومختبر الحزن ؛ محتملا صليبا بل صلبانا في موكب ايوب البار .تاركا لنا مثالا لخادم مدارس الاحد وكاهن مدارس الاحد ؛ لتكون خدمتنا ؛ ترعي وتربض علي اثار الغنم .