الأقباط متحدون - مشهد عبثي
  • ١٦:٥٠
  • السبت , ١٢ مايو ٢٠١٢
English version
أخر الأخبار:
| البسطويسى يزور كنيسة المنوفية ويؤكد وجود مخطط لتقسيم مصر إلى دويلات | "أمن المنيا" يتمكن من وأد فتنة طائفية بسبب واقعة تحرش قبطى بسيدة مسلمة | ماء الصبايا على مذابح الإخوان المسلمين في مصر | مرشحو الرئاسة يلعبون بورقة تطبيق الشريعة | خطة الإخوان لحشد الأصوات لمرشحها الرئاسى | القبض على قبطيين يجمعان تبرعات باسم شهداء ماسبيرو داخل كنيسة بالمنيا | تحقيقات النيابة في «أحداث ماسبيرو»: مجهولون أطلقوا النار على المتظاهرين والجيش من مراكب نيلية | «برهامى»: الدعوة السلفية ستتخذ موقفاً من «أبوالفتوح» إذا لم يطبق الشريعة | ظاهرة «غسيل المُخ» بين الإسلاميين | أبوالنجا: التعهد الأمريكي بإسقاط مليار دولار من ديون مصر لم يتحقق منه شيئ | وزير الطيران السابق : شفيق انقذ مصر من الغرق خلال عملة كرئيس للوزراء!! | محمود جامع يتوسط بين «موسى» و «الإخوان» لدعمه اذا لم يصل «مرسى» للإعادة | "لجنة الفتوى ببنى سويف": لا نريد رئيسا يقبل يد المرشد ويحول مصر لإيران

مشهد عبثي

ميرفت عياد

الكلام المباح

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

السبت ١٢ مايو ٢٠١٢

بقلم- ميرفت عياد

بدأ اللقاء منذ اللحظات الأولى مملاً وكئيبًا.. أحسست بشعور عميق بالحزن ينتابني.. وأنا أسمع تلك الكلمات ترن في أذني.. ووجه يواجهني بكلمات لم أعي منها شيئًا.. حاولت كثيرًا.. اجتهدت حتى أضع الحروف والكلمات بجانب بعضها علَّني أخرج بمعنى مفيد وغير متناقض، لكنني عجزت.. كانت الأفكار تُقال على المشاع لا إطار لها أو تحديد..

انتبه عزيزي القارئ، هذه ليست قصة أريد أن أرويها لك.. بل هو موقف واقعي حدث معي حينما استمعت لبعض مرشحي الرئاسة الأفاضل.. اللذين لم أستطع أن أخرج منهما بكلمات مفيدة.. ولم أسمع في برنامجهما الانتخابي سوى معانى فضفاضة مثل البطالة والاهتمام بالصحة والتعليم.. مجرد كلمات براقة لا إطار لتنفيذها أو علاج لتلك المشاكل على أرض الواقع.. لم أجد إجابة شافية للعديد من الأسئلة التي طُرحت عليهم.. فأخذوا يجيبون عنها كمن يعبثون بعقول المستمعين.. فالإجابات عكس بعضها ولا ترد إلا على النذر القليل من السؤال..

الحقيقة، أنني صُدمت، وأحسست أنني أواجه مشهدًا عبثيًا في فيلم كوميدي.. تخيلت أحد هؤلاء المرشحين الكرام لو جلس مع أحد رؤساء الدول ليناقش إحدى القضايا الهامة.. ماذا سيكون الموقف؟ هل سيرد بتلك الطريقة التي لا توضح موقفًا وتشفي غليلاً أو تفيد حتى السامع بشئ؟.. ماذا سيفعل في سجل المشاكل المتراكمة على جسد هذا الوطن من جراء نظام حكم فاسد ومرحلة انتقالية بائسة عانى فيها الشعب كثيرًا؟.. هل سيواجها بنفس تلك الروح المتراخية المتناقضة التي تتبرأ من كثير من مواقفها السابقة وتقدم تعليلات واهية لمواقفها الحالية؟..

آه يا مصر، كم أخشى عليكِ.. كم أخشى أن يعتلي كرسي الحكم أحد يعجز عن قيادة بلد بعظمة تاريخك.. أخشى أن تقعي فريسة أفكار متشددة لم تعرفي عنها شيئًا طوال تاريخك الممتد آلاف السنين.. آه يا مصر كم أخشى أن تفتك بك أنياب المصالح والترتيبات الخفية والأيادي الآثمة التي عبثت بالماضي وتريد أن تعبث بالمستقبل.. ولكن، اطمئني يا بلدي الحبيبة، أنبئك أن هذا لن يحدث، لأن أبنائك الشرفاء مازالوا موجودين حتى لو تساقط منهم الكثير تحت عجلات الظلم والاستبداد.