الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم وفاة الامير كمال الدين حسين الذى رفض حكم مصر..
  • ٠٢:٥٨
  • الاثنين , ٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم وفاة الامير كمال الدين حسين الذى رفض حكم مصر..

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٦ اغسطس ٢٠١٨

الامير كمال الدين حسين
الامير كمال الدين حسين
فى مثل هذا اليوم 6 اغسطس 1932م ..
سامح جميل
شهد تاريخ مصرى حلقات من الصراع على الحكم بسيناريوهات مختلفة لكن رجلا واحدا كسر القاعدة ورفض عرش مصر رغم مشروعية توريثه باتفاق الشعب والباب العالى بل ووالاحتلال أيضا، وهذه الواقعة الاستثنائية سقطت تقريبا من ذاكرة المصريين ولم يكن هذا الرجل سوى الأمير كمال الدين حسين..
الأمير كمال الدين حسين هو ابن السلطان حسين كامل والأميرة عين الحياة ابنة الأمير أحمد رفعت باشا، واشقائه هم الأمير أحمد كاظم والأميرة كاظمة والأميرة كاملة .
 
وقد ظل الأمير كمال الدين حسين يلقب بصاحب السمو حتى سنة 1922م ، فقد أعلن استقلال مصر في تلك السنة وإتخذ السلطان فؤاد لقب ملك مصر فصدر قانون ملكى يمنح لقب " صاحب السمو السلطانى" لأنجال السلطان حسين فأصبح الأمير كمال الدين حسين يلقب بصاحب السمو السلطانى . وتزوج الأمير كمال الدين حسين من الأميرة نعمت الله توفيق ابنة الخديوي توفيق ، ولم يرزق منها بأطفال ، ولكنها كانت متزوجة قبلاً من النبيل عادل طوسن ورزقت منه بأبن أسمته جميل طوسن ، ومما يذكر أن الأميرة نعمت الله هى الكريمة الثانية للخديوى توفيق لذلك لم يضفِ زواجها الأول أو الثاني ألقاب لأنها تدعى أميرة قبل ذلك .
 
اهتم كثيرا بالرحلات عبر الصحراء والسفر إلى بلدان شتى في العالم ، وجمع التحف الشرقية ولم يمضى من وقته في القصر الكثير ولم يهتم بأمور الدولة . ثم اتجه الأمير إلى الطرق الصوفية الدينية الألبانية ودعمهم دعما كبير ، وكان قصره مقر للقاءات بينهم ، وبعد فترة هجر الحياة العامة واصبح بلا طموحات ، وتخلى عن العرش قبل ساعات من وفاة والده لعمه وعم زوجته ، على امل ان يكون هذا شئ يقربهم من بعض أكثر .
 
وبعض المؤرخين يفسر تنازل الامير عن الحكم بان وراءه أسباباً رومانسية ومشاعر صادقة وقصة حب حقيقية لسيدة فرنسية تدعي ( مدام فيال ديمنييه ) . تبدأ القصة عام 1917 حين تولي السلطان فؤاد الأول ابن الخديوي إسماعيل عرش مصر والذي عرض عليه في ذلك الحين أن يكون ملك ( ألبانيا ) لكنه رفض أن يكون ملكا في أوروبا وفضل أن يرأس ديوان المراسم في مصر في عهد السلطان حسين كامل ، بينما كان ولي عهد مصر في ذلك الحين هو الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل الذي ولد عام 1874 وتوفي عام1932 ، والمدهش أن ولي العهد رفض عرش مصر ولا أحد يعرف السبب وظل السبب سرا لمدة 15 عاما ، إلي أن دخل الأمير كمال الدين حسين مستشفي ( الأنجلو أمريكان ) بالقاهرة ، وكان في حالة صحية متدهورة وأصر الأطباء علي بتر إحدي قدميه حيث كان مصابا بجلطة خطيرة في قدمه ، ولكن الأمير طلب تأجيل العملية إلي حين يكتب وصيته التي أوصي فيها بقصره لزوجته ( نعمة الله ) ، وبعد إجراء العملية وقبل أن يتماثل للشفاء أصر علي السفر إلي فرنسا رغم رفض الأطباء وسافر ضاربا بكل النصائح الطبية عرض الحائط ، وتوفي هناك في 6 أغسطس 1932 بعد حوالي 4 شهور من إجراء العملية . وبعد وفاته بدأ يتكشف سر تنازله عن العرش ، حين أرسلت سيدة فرنسية تدعي ( فيال ديمنييه ) ، تلغرافا إلي الملك فؤاد تخبره أنها زوجة كمال الدين حسين وأنجبت منه ابناً وتبحث عن ميراثها هي وابنها ، وكان الملك فؤاد قد ورث مليون جنيه عن الأمير كمال الدين حسين ، حيث لم ينجب كمال الدين حسين من زوجته الأولي ( نعمة الله ) ، وكانت أصغر بنات الخديوي توفيق والتي توفيت عام 1955 ، كما جاء المحامي الفرنسي موكلا عن الزوجة الفرنسية مدام ( فيال ديمنييه ) ، وطلب مقابلة السلطان فؤاد وأخبره بزواج الأمير كمال الدين حسين من حبيبته الفرنسية مدام ( فيال ديمنييه ) في 5 مايو 1924 ، وأنها تعتبر الوريثة الوحيدة له بعد أن أنجبت منه ابنا . ورفض الملك فؤاد الاعتراف بالزواج ، وأخبر المحامي الفرنسي أنه لا يعترف إلا بالزواج الذي يقره مجلس البلاط الملكي وأي زواج سري لا قيمة له . ولكن المحامي الفرنسي لم يستسلم لما قاله السلطان فؤاد ، وقرر اللجوء للمحاكم المختلطة بالإسكندرية ليطالب بميراث زوجة كمال الدين حسين التي تزوجها في فرنسا ، وكانت المفاجأة حين تقدم المحامي بالخطابات الغرامية التي أرسلها ولي العهد المصري حينذاك إلي حبيبته الفرنسية ، والتي يؤكد فيها أنه تنازل عن العرش من أجل أن يعيش عبدا لها ، وكان الخطاب الأول في 3 أبريل عام 1915 وكتب لها : ( أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك .. القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير .. ، المجد الذي حولي هو ذل وهوان بدونك .. إنني أكره كل شيء حولي لأنني لا أحب سواك ، إن والدي السلطان حسين كامل عرض علي اليوم أن أكون ولي عهده .. أي سخافة هذه ، إن معني ذلك أن أفتقدك ولا أستطيع أن ألقاك كما أشاء وأين أشاء .. ، وحين قلت له ( لا ) ، ذهل ولم يفهم لأنه لا أحد في الدنيا يمكن أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة ، حتي إنني بين ذراعيك أنسي أنني أمير وأشعر أنني عبد ، أريد أن تنتهي الأزمة بيني وبين أبي لأحضر إليك ، إن قيام الحرب لا يمنعني أن أترك مصر وأحضر إليك خصيصا لأعانقك ) . ويضيف الدكتور أشرف صبري الباحث في الفترة التاريخية الخاصة بالحرب العالمية الأولي ، ان ما عرض كان ترجمة لنص الخطاب الأول الذي أرسله الأمير كمال الدين حسين وكتبه باللغة الفرنسية إلي حبيبته ، وتوالت خطاباته الغرامية لها بعد ذلك والتي فسرت سر تنازله عن العرش وتهديده لوالده بالانتحار وإطلاق الرصاص علي نفسه ، وسر سفره المفاجئ إلي فرنسا عقب الحرب العالمية الأولي ، ولكن لا أعرف الحكم الذي توصلت له المحاكم المختلطة في ذلك الوقت فيما يتعلق بميراث ( مدام فيال ديمنييه ) الزوجة الفرنسية لكمال الدين حسين ، ولا توجد أي معلومات عن ابنه الذي ربما يكون مازال حيا يرزق في فرنسا .
 
اما الرجل الذي كان يفترض ان يكون ملك فقد توفى في تولوز في فرنسا عن عمر يناهز 58 عاما ، بسبب مضاعفات بتر ساقه ، وكانت رغبة الأمير كمال الدين الوحيدة أن يدفن في قبو بنيت خصيصا له في تلال المقطم بالقرب من سكن الدراويش و لم يترك أي وصية فيما يتعلق بمصير قصره .
وقصر الأمير كمال الدين حسين هو حاليا مبنى وزارة الخارجية القديمة في ميدان التحرير بالقاهرة ،هذا وقد عاشت الأميرة نعمت الله حياة زهد وتقشف اثناء اقامتها في القصر ويرجع ذلك لاهتماماتها الصوفية وحياة التأمل والزهد حيث قررت الانتقال لمبنى صغير مجاور للقصر و اهدت قصرها إلى وزارة الخارجية المصرية في عام 1930 ليكون مقراً رسمياً جديداً لها حيث انتقلت من مبناها القديم في قصر البستان في شارع البستان بوسط القاهرة ...!!