الأقباط متحدون - الوقت أثمن عطية يعطيها الله لنا يوميا
  • ١٩:٠٤
  • الأحد , ٥ اغسطس ٢٠١٨
English version

" الوقت أثمن عطية يعطيها الله لنا يوميا "

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٥٤: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ٥ اغسطس ٢٠١٨

الانبا إبيفانيوس
الانبا إبيفانيوس
  بقلم : د . مجدى شحاته
 
بقلوب ملؤها الحزن و الألم ودعت الكنيسة القبطية وكل الشعب المصرى منذ أيام على رجاء القيامة الاب الناسك والعالم الجليل نيافة الانبا أبيفانيوس اسقف ورئيس دير القديس أبو مقار بوادى النطرون الذى اغتالته أيدى آثمة وهو فى طريقه فجرا الى كنيسة الدير يسبح الله الواحد ويصلى القداس الالاهى مع رفاقه وابنائه الرهبان .  جاء استشهاد الانبا ابيفانيوس فى ظروف حرجة للغاية لتلقى بظلالها على كاهل الكنيسة القبطية العريقة مزيد من القلق والهواجس . كثيرا ما يتعرض البشر لمواقف صعبة وقاسية ، تؤثر على البعض منهم سلبا فتضعفهم وتكسرهم ، وآخرون تؤثر عليهم ايجابيا فينالون قوة وشجاعة  وجلد . وفى ضوء استشهاد الانبا ابيفانيوس ، اختارت كنيستنا القوية الجانب الايجابى . " ولكن الله الذى يخرج من الآكل اكلا ومن الجافى حلاوة " ( قض 14: 14 ) .

بروح الثقة فى الله قررت الكنيسة القبطية ان تضمد جراحها التى نزفت دما  طاهراعلى رمال دير ابو مقار ، والمبادرة بعلاج أخطاء كانت المسكنات المؤقتة هى العلاج لتلك الاخطاء والتجاوزات لسنوات طويلة . ولما كانت الرهبنة فى مصر تمثل حجر الزاوية فى كنيستنا القبطية وهى المؤسسه للرهبنة فى كل بلاد العالم والتى تقدم لنا بطاركة ومطارنة واساقفة الكنيسة . من هذا المنطلق وفى ضوء أحداث استشهاد أيقونة المحبة الانبا أبيفانيوس ، عقدت لجنة الرهبنة وشئون الاديرة بالمجمع المقدس جلسة خاصة برئاسة قداسة البابا تاوضروس الثانى " رجل المواقف الصعبة " ، وبحضور الانبا دانيال السكرتير العام للمجمع المقدس و19 من الآباء المطارنة والاساقفة ورؤساء الاديرة ، وذلك لمناقشة انضباط الحياة الرهبانية والديرية  لتصدر عدة قرارات هامة وحاسمة  تعيد الرهبنة القبطية الى مسارها الصحيح ومعالجة كثير من التجاوزات والاخطاء ، تأتى بمثابة ترتيب البيت من الداخل .

أقف عند قرار واحد من بين القرارات الاثنى عشر وهو : " اعطاء الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أى صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى والتخلى الطوعى عن هذه السلوكيات والتصرفات التى لاتليق بالحياة الرهبانية " . ان حياة الرهبنة ( عفة ونسك ) والراهب الذى ارتضى ان ينضم للحياة الرهبانية أنقطع تماما عن العالم الخارجى . بعدها مباشرة قام قداسة البابا تاوضروس الثانى باغلاق صفحته الرسمية على مواقع  التواصل الاجتماعى  وقال فى تدوينته الاخيرة عبر صفحته الرسمية : " الوقت أثمن عطية يعطيها الله لنا يوميا ويجب ان نحسن استخدامها ، والمسيحى يجب أن يقدس وقته والراهب يترك كل شئ لتصير الحياة كلها مقدسة للرب " .

وبعد ساعات قليلة من اعلان القرار بادر الاباء اساقفة الكنيسة والاستجابة للقرار رغم انهم غير مشمولين بالقرار،ولكن  حتى يكونوا قدوة ومثل اعلى فى الطاعة أحد أهم نذور الرهبنة . وعلينا ان نتأكد تماما ان قرارات الكنيسة والمجمع المقدس هى الصواب والاكثر فهما بكل بواطن الامور اكثر منا ، وليس كل ما يعرف ينبغى ان يقال . نصلى لقداسة البابا ان يعينه الله ويقويه فالمسئولية ثقيلة فى ايام صعبة  . لاشك ان الكنيسة تمر بظروف حرجة للغاية بعد حادث استشهاد الانبا ابيفانيوس ، فالامر يتطلب من الجميع ، التصرف بكل الحكمة والعقلانية وضبط النفس لتفويت الفرصة لمن يصطادون فى الماء العكر، بغرض ضرب الكنيسة من الداخل . وان يمتنع ويكف كل المتطوعين من هواة تحليل المواقف ، من ابداء آرائهم وفقا لوجة نظرهم ... والتى كثيرا ما تخدم عدو الخير  ...  الرب عن يمينها فلا تتزعزع .    
الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع