الأقباط متحدون - الملك فاروق يروي لحظات الرعب على يد رجال نجيب
  • ٠٣:٣٩
  • الاثنين , ٢٣ يوليو ٢٠١٨
English version

الملك فاروق يروي لحظات الرعب على يد رجال نجيب

أخبار مصرية | الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر

٣٧: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٨

الملك فاروق
الملك فاروق

يقول فاروق الأول في حديثه للصحفي نورمان برايس في العام 1953 ( أدركت أن قصر المنتزه أصبح هدفا للطائرات ويتحتم مغادرته على الفور ، إضافة إلى قناعتى بأنه إذا كان قدرى أن أموت بالرصاص فأنا افضل أن يكون ذلك فى الإسكندرية ، فلم أكن أريد أية شائعات بعد موتى بأننى انتحرت . و هكذا قطعنا المسافة بين المنتزة و قصر رأس التين بأقصى سرعة هروبا من الدبابات والعربات المصفحة ، كنت أريد أن يعبر ابنى هذه الشوارع حيا ، وليحدث ما يحدث بعد ذلك ، فجلست و توليت قيادة العربة بنفسى و إلى جانبى طيارى الخاص حسن عاكف مسلحا بمدفع رشاش ، و فى الخلف جلست ناريمان و ابنى و المربية الإنجليزية "ان تشير سايد" و نجحت فى تفادى دورية صادفتنا و انحرفت بالسيارة سريعا و وصلنا قصر رأس التين . كان من الصعب جدا آنذاك استيعاب فكرة استيلاء حفنة من المتمردين على الجيش بأكمله ،

و كان من الصعب على أيضا إعطاء أوامر بإطلاق النار على رجال يرتدون نفس الزى الرسمى الذى أرتديه ، و هكذا وقفت فى الشرفة مترددا ، و بهذا التردد ارتكبت خطأ كاد أن يكون قاتلا لأننى سمحت للمتمردين بالدخول إلى الدائرة الخارجية لدفاعاتنا و التقدم لمسافة مائة و خمسين مترا ، و فجأة و دون تحذير و من الخلف أطلق ضابطان النار من مدفع رشاش صغير ، و من المعلوم عسكريا أن الإنسان لايستطيع رؤية وميض المدفع الرشاش إلا إذا كانت فوهته موجهة إليه مباشرة ، فرأيت هذا الوميض المباغت ، فأمسكت ناريمان من شعرها و جذبتها على الأرض حتى شعرت أن أحجار المبنى تكاد تهوى فوقنا ، و فجأة أطلق أحد حراسى صيحة ألم إثر إصابته بطلقة أدمته و أعجزته ، و ما أن رأيت هذا المشهد حتى أصابنى الرعب و الهلع على بناتي ، فانبطحت أنا و ناريمان أرضا ثم زحفنا إلى الخلف و قد بدت ناريمان شاحبة الوجه شعثاء الشعر من أثر التراب المتساقط فوقها من الحائط المتهالك ، و حمدت الله أن بناتى مازلن أحياء ينطلقن كالأرانب البرية ، لكنهن لم يبكين أو يبدين أى علامة من علامات الخوف إلا بعد انتهاء المعركة و اكتشافهن أن كلابهن و فرس فريال العربى قد قتلوا بواسطة رجال نجيب بلا أدنى مشاعر إنسانية ،

فكان لابد من تبادل النيران ، و قد أظهرت فرقتى السودانية مهارة فائقة لم أشاهدها فى حياتى ، و حانت الفرصة و أصبحت فى وضع يتيح لى تصويب مسدسى نحو رجال نجيب ، فأنا حاصل على الشهادة الدولية لأساتذة الرماية و لكن نفسى لم تطاوعنى بالقتل ، و لكنى أصبت رجلا فى ساقه ، و أحد حاملى المدافع الرشاشة فى كتفه لكنها كانت عملية مقززة لم أسعد بها ، و سرعان ماتطورت الأمور فحاصرتنا قواتهم و قطعت خطوط التليفونات فى سنترال الإسكندرية و لم يعرفوا مثل البريطانيين عندما حاصروا قصرى عام 1942 أننى أحتفظ دائما بخطى تليفون سريين لمثل هذه الطوارىء ، و على الفور بدأت بالاتصال بعلى ماهر رئيس الوزراء و أخبرته بما حدث فأصابته الدهشة و القلق حيث فوجئ بتطور الأحداث ، و خاصة أن رجال نجيب لم يخبروه بنواياهم فى الهجوم على القصر ، و طلبت منه أن يفعل أى شىء إيجابى ، و أسرعت بالاتصال من جانبى بسفير الولايات المتحده "كافرى" و شرحت له الأحداث بصورة موجزة و طلبت منه تكريس كل جهوده و نفوذه لإنقاذ حياتي و حياة عائلتى ، فطمأننى بقوله : أنه سيقيم الدنيا و يقعدها فى سبيل تحقيق طلبى لكنه أضاف : قد يأخذ الأمر بعض الوقت فعليك أن تكافح بنفسك حتى لايباغتك الوقت .

فى تلك اللحظات العصيبة راودتنى أيضا فكرة الاتصال بالإنجليز لكننى أحجمت على الرغم من وعود ويليام سلم بإمكانية الاعتماد على معاونته فى حالة وقوع مشكلات و مخاطر شخصية إضافة إلي أن قواتهم كانت قريبة بصورة تمكنها من التدخل الفورى ، إلا أننى أقلعت عن فكرة الاستعانة بالإنجليز نهائيا ، و لم أجد لدى أى رغبة فى إنقاذ حياتى على أسنة القوات الأجنبية على مرأى من شعبى ، و كان التدخل الدبلوماسى هو الحل الوحيد أمامى . )

الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.