الأقباط متحدون - جريمة هزت مصر عام 1927م .. مقتل سولمون شيكوريل صاحب محلات شيكوريل
  • ٢١:١٠
  • الأحد , ١٥ يوليو ٢٠١٨
English version

جريمة هزت مصر عام 1927م .. مقتل سولمون شيكوريل صاحب محلات شيكوريل

سامح جميل

مساحة رأي

٥١: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٨

 سولمون شيكوريل صاحب محلات شيكوريل
سولمون شيكوريل صاحب محلات شيكوريل

سامح جميل
أحد أشهر محلات الملابس فى العشرينيات من الزمن الماضى “شيكوريل”، والذى مازال يُردد اسمه فى العديد من الأفيهات الكوميدية، لكن من صاحب هذا الاسم
الغريب والشهير؟ وماذا حدث لتلك المحلات؟

إنه مورنيو شيكوريل إيطالى الأصل، هاجر لمصر قادماً من تركيا، فى أواخر القرن التاسع عشر، وكان رئيس مجلس إدارة محلات شيكوريل أكبر المحلات التجارية فى مصر التى تأسست عام 1887، وكان رأس مال الشركة 500 ألف جنيه مصرى، وعمل بها ما يقرب من 485 موظفا أجنبيا و 142 مصريا.

وفى منتصف عام 1927م، فوجئ سكان القاهرة بخبر مقتل التاجر سولومون شيكوريل صاحب متجر الملابس الشهير فى وسط القاهرة، بعد اقتحام بعض اللصوص بيته وقاموا بتخديره فى حجرة نومه وزوجته، وعندما قاومهم قاموا بقتله.

وروت جريدة “اللطائف المصورة” تفاصيل الجريمة التى راح ضحيتها الخواجة اليهودى الثرى شيكوريل فقالت:” مما يزيد فى فظاعة هذا الحادث أن قاتليه اثنان آواهما فى داره، وأستأمنهما على نفسه، وأسكن أحدهما فى منزله، فاقترنت جناية القتل والسرقة، بجناية الخيانة، وقد جرأ اللصوص على فعلتهم الشنيعة، طيبة نفس القتيل، وعدم اكتراثه بما حدث فى منزله من سرقات، مع ارتيابه فى أمر سائقه، فتركه يستوطن منزله.حتى كان ما كان”.

كانت الشرطة قد ألقت القبض على الجناة الأربعة، وعلى رأسهم سائق الخواجة شيكوريل وهو يونانى الجنسية يدعى “آنستى خريستو”، أما المتهم الثانى فقد كان الشاب اليهودى “جونا داريو”، وكانا يخططان لسرقة مجوهرات زوجته وأمواله، واستعانا بسائق الخواجه، وكان يعيش فى غرفة بالمنزل.وسهل لبقية المتهمين مهمة التسلل فى الظلام إلى البيت بواسطة باب البدروم الذى كان يحمل مفتاحه، وقد عثر على المجوهرات المسروقة تحت بلاطة فى سطح منزله، لم تستمر التحقيقات فى القضية أكثر من شهر أحيل بعدها المتهمون الى محكمة الجنايات.

أما المتهم الرابع فهو إيطالي يدعي جوناردو جريمالدي وكشفت التحقيقات أنه خدر زوجة الخواجة شيكوريل لكنه لم يشترك في القتل..

لم تستمر التحقيقات في القضية أكثر من شهر. أحيل بعدها المتهمون إلي محكمة الجنايات. برئاسة القاضي حضرة محمد مظهر بك وعضوية القاضيين محمود جعفر بك ومصطفي محمد بك. وجلس مصطفي حنفي بك في كرسي النيابة.

وعقدت المحكمة جلستها يوم 19 أبريل 1927. ووقفت زوجة الخواجة شيكوريل أمام هيئة المحكمة لتسرد شهادتها وتجهش بالبكاء من الانفعال. وهي تروي تفاصيل الجريمة ولحظات الرعب التي عاشتها حين هاجم المتهمون حجرة النوم. ورأتهم يقتلون زوجها الخواجة شيكوريل أمام عينيها.

وفي قفص الاتهام وقف المتهم الأول خر يستو زائغ البصر شاحب الوجه. وكان أحيانا يبكي بكاء مرا. ويكاد رأسه يسقط كأنه علي وشك الإغماء.
وأخيرا نطق القاضي بالحكم وأمر بإحالة أوراق المتهمين الأربعة إلي مفتي الديار المصرية. بعد أن طالبت النيابة بعقابهم بعقوبة الإعدام شنقا.!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع