الأقباط متحدون - الرجل الذي طار واخترع الرعد والبرق في معمله
  • ٢١:٥٥
  • السبت , ٢٨ ابريل ٢٠١٨
English version

الرجل الذي طار واخترع الرعد والبرق في معمله

منوعات | الفجر

٣٢: ٠١ م +02:00 EET

السبت ٢٨ ابريل ٢٠١٨

صور ارشفية
صور ارشفية
عالم المخترعات والاكتشافات يستهوي الجميع، ويجذب انتباهه منذ الصغر، ويعتقد الكثيرون أن عصر الاختراعات فقط في القرن التاسع عشر، وقبلها من القرون كان خاليًا، إلا أن التاريخ يبهرنا بالجديد دائمًا، معنا اليوم مبتكر ومخترع موسوعي، من القرن التاسع الميلادي.
 
قال بسام الشماع المؤرخ المعروف ، إن كتاب"ألف وواحد ابتكار إسلامي" لناشيونال جيوجرافيك، وهو من المصادر المعتمدة، أثبت أن عباس بن فرناس العالم المسلم الأندلسي طار في الصحراء عدة مرات بطريقة ناجحة، وطور من تصميمات آلاته حتى نجح في التحليق بشكل صحيح.
 
وأوضح الشماع أن عباس بن فرناس،كان عالمًا موسوعيًا، فهو فقط لم يكن أول من حلق في التاريخ، بل هوأول من نجح في صنع قبة زجاجية في العالم، وقد صنع هذه القبة في معمله، والذي كان بمثابة متحف مفتوح للعامة ليشاهدوا عجائب المخترعات، حيث كان يجلس رواده ويشاهدون محاكاة للرعد والبرق بشكل حقيقي في هذه القبة.
 
ويضيف الشماع أن من ضمن محاولات عباس بن فرناس للطيران محاولتيه الشهرتين. 
الأولى منهما كانت عام 852م، من فوق مئذنة مسجد قرطبة، حيث لف عباس نفسه بعباءة أو غطاء واسع فضفاض مدعم بدعامات خشبية، ثم قفز من فوق المئذنة، والتي تشبه أعمدة تدريب القفز بالمظلات، وتذكر المصادر أنه في هذه المحاولة أصيب بإصابات طفيفة، أي أنه طار بالفعل وسقط تدريجيًا، وإلا لأدت السقطة لموته، وتكون هذه المحاولة هي التطبيق العملي لفكرة "الباراشوت". 
 
أما محاولته الثانية -بحسب الشماع- فهي الأخيرة، والتي ارتدى فيها ابن فرناس رداء من ريش النسر والحرير والخشب، وصعد فوق تلة في منطقة الرصافة بالأندلس، من حوالي 1200 عام، وكان في السبعين من عمره تقريبًا.
 
ويكمل الشماع أن عباس بن فرناس قبل بدء محاولته، كتب ملاحظة لمشاهديه نصها "سوف أترككم الآن وبواسطة هذه الأجنحة سوف أصعدكما يصعد الطيور، ولو سار كل شئ على ما يرام فسوف أكون قادرًا على العودة بأمان إلى جانبكم"
 
وتقول أن عباس بن فرناس طار وتعلق في الهواء لفترة تزيد عن 10 دقائق، ثم في مرحلة الهبوط سقط وانكسرت إحدى فقرات ظهره، وبسببها توقفت محاولات طيرانه، وتفرغ أكثر لأبحاثه المعملية.
 
وبهذه المحاولة -يقول الشماع- يكون عباس بن فرناس قد سبق ليوناردو دافنشي في التطبيق  العملي لنظرية الطيران وفكرة "الباراشوت"، مثبتًا إياها بالتجربة العملية، فدافنشي لم يحاول الطيران أو القفز بالباراشوت قط.
 
ويكون صاحب أول محاولة تحليق حقيقة، سابقًا بذلك محاولات الأخوان رايت الشهيرة في بداية القرن التاسع عشر .
 
وفي نهاية تصريحاته قال الشماع، إن بن فرناس كان عالم موسوعي، لم يمت كما هو منتشر أثناء محاولة طيرانه، وقد طار عدة مرات بالفعل سابقًا كل رواد الطيران بمحاولاته تلك، وهو مثال للصبر والمثابرة وعدم اليأس حيث استمرت محاولاته للطيران حتى بلغ الـ 70 من العمر.
 
يذكر أن تصريحات الشماع للفجر أتت على هامش محاضرته بمتحف الفن الإسلامي تحت عنوان "علماء وقادة" بمناسبة أعياد تحرير سيناء.