الأقباط متحدون - وتغيّرت الأحوال.. رحلة الخيل فى نزلة السمان من ١٠ جنيهات إلى 250 جنيهاً
  • ٠٠:١٦
  • الثلاثاء , ١٧ يوليو ٢٠١٨
English version

وتغيّرت الأحوال.. رحلة الخيل فى نزلة السمان من ١٠ جنيهات إلى 250 جنيهاً

أخبار مصرية | الوطن

٤٥: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨

الخيل والحنطور.. مصدر الرزق الأساسى لأهالى «نزلة السمان»
الخيل والحنطور.. مصدر الرزق الأساسى لأهالى «نزلة السمان»

بالقرب من أهرامات الجيزة، تقع واحدة من أشهر المناطق التى تشتهر بتربية الخيول والجِمَال، عرفها المصريون والسائحون منذ القدم، سكانها ليس لهم حرفة أو صنعة غير تربية الخيول، وهى المهنة التى تعتبر ملاذاً لهم ولأسرهم، لتوفير نفقاتهم اليومية، فالاستقرار بالقرب من الأهرامات أمر يمثل حياة أو موتاً بالنسبة لهم، حيث إن السياحة مصدرهم الأوحد للرزق، إلى الدرجة التى جعلتهم يتصدون لمحاولات تخريب الآثار إبان ثورة يناير.

إنها منطقة نزلة السمان، الواقعة بمحيط أهرامات الجيزة، التى تحوى بين شوارعها ذكريات لا تُنسى للخيالة وللسائحين. شارع طويل ممتد، أوله ساحة كبيرة بها عدد كبير من الخيول بأنواعها المختلفة، يتجمّع حولها الخيالة كل يوم، لم تكن تلك الساحة فى بدايتها مكاناً مخصصاً للخيول، بل كانت حديقة، لكن الخيالة استخدموها لعرض خيولهم على الزوار.

تنتهى الساحة بانعطاف يصل إلى شارع ينقسم إلى نصفين، تفصلهما أماكن لوضع أعلاف الخيول، وبعض الأشجار التى يستظل بها الخيالة بخيولهم، يقترب عرضه من ١٠ أمتار، وعلى اليمين إسطبلات خيول، وعلى اليسار، محلات أعلاف، يجلس أصحابها منتظرين الفرج، كما يقول رمضان أحمد، ٣٣ سنة، تاجر أعلاف بنزلة السمان: «الأسعار ارتفعت، ومفيش شغل للخيالة، فبقى كل واحد منهم بدل ما يشترى ٥ كيلو علف، بيشترى كيلو واحد بس، لحد ما يعمل رحلة تسند اليوم معاه، أنا لحد دلوقتى ماستفتحتش، وبقينا العصر، يعنى تقريباً اليوم خلص».

«عبدالعزيز»: «زمان كانت السياحة شغالة والمكسب حلو لحد ثورة 25 يناير».. و«جابر»: «شرم الشيخ والغردقة أخذوا الزبون مننا»

على غرار أيامه الماضية، استيقظ عبدالعزيز فايد، ٤٥ سنة، مبكراً، مرتدياً ملابسه الخاصة بالعمل داخل الإسطبل، ومع أول ضوء للنهار، اتجه إلى المكان المخصّص لمبيت خيوله، فى البداية يقوم بغسل الخيل وتنظيف الإسطبل، ووضع التبن والعلف فى الخارج، وعندما تتحرّك عقارب الساعة نحو الثامنة، يُخرج الخيول لتأكل «العلفة»، وتستمتع بأشعة الشمس فى بداية النهار، فكما يقول فايد: «الشمس مفيدة للخيول، خصوصاً فى أول النهار، ده بالنسبة للخيول البلدى، أما الخيل العربى فده مابيخرجش من الإسطبل إلا لو جاله زبون».

ويوضح «عبدالعزيز» أنه ورث تلك المهنة أباً عن جد، وبدأ العمل بها وقت أن كانت مربحة، حيث يقول: «أنا ورثت المهنة دى عن أبويا وجدى، حبى للمجال ده خلانى أشتغل فيه وأنا عندى ١٠ سنين، كانت البداية فى سنة ١٩٨٠، الدنيا كانت حلوة، وماكانش فيه سور بيفصلنا عن الأهرامات، ده غير أن السياحة كانت شغالة، وعدد السياح كتير، وفضلت الأمور مستقرة، والمكسب حلو، لحد ثورة يناير، ومن بعدها السياحة وقعت، والأسعار زادت، فبعت نصف الخيول اللى كانت عندى، هاعمل إيه، مفيش شغل، والعلف والتبن غالى».

«هنا نوعين من الخيول، إما البلدى أو العربى، أما خيول الرقص والجرى فمش مطلوبة أوى»، بهذه الكلمات أوضح «فايد» أنواع الخيول فى النزلة، مشيراً إلى أن سعر الرحلة يختلف باختلاف نوع الحصان، والحصان العربى له تعامل من نوع خاص، حيث يقوم برحلة واحدة يومياً، تتكلف ٦٠٠ جنيه للساعة، ولا يمكنه القيام برحلتين فى اليوم، «لو عمل رحلتين، مش هيستحمل الإرهاق، وممكن يموت».

أما جابر محمد، ٥٢ سنة، خيال، فيقول: «أنا هنا بقالى ٣٥ سنة، جيت من الصعيد فى الثمانينات، وقتها الشغل كان كويس والسياح كتير، والأسعار رخيصة، وكانت أغلى رحلة بتتكلف ١٠ جنيه، دلوقتى الأوضاع اتغيرت، وعدد السياح قل، ده غير أن الأماكن السياحية، زى شرم الشيخ والغردقة، أخدت الزبون مننا، وده بسبب قلة الاهتمام بنا، لأن مفيش تطوير للمنطقة، فالسائح هييجى ليه، أكيد هيختار النضافة فى شرم والغردقة»، على حد قوله.

«مفيش نظافة هنا من بعد ما الشركة الإسبانية سابت البلد، والبلدية مخصصة لنا عاملين بس لتنظيف المنطقة كلها»، هكذا يشير «جابر» إلى أوضاع النظافة فى المنطقة، لافتاً إلى أن الشوارع لها روائح كريهة، وبها فضلات الخيول والجمال، مما يدفعه لجعل صبيانه، ينظفون الشارع، رغم أنه يدفع فلوس نظافة على «عداد الكهرباء».

ويوضح «جابر» أن الأسعار الآن تختلف باختلاف الزوار، فالطالب المصرى، لا يمكنه دفع مبلغ يتجاوز الـ٥٠ جنيه، لكن هناك من يريد التنزه: «ماينفعش آخد من طالب أكتر من ٥٠ جنيه، لأنه هيجيب منين، لكن فيه ناس بتحب تتنزه بالخيل، ودى عادة بتكون خيالة، عارفة قيمة الحصان اللى معاها، وده ممكن يدفع ٢٥٠ جنيه فى الساعة، حسب نوع الحصان».

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.