الأقباط متحدون - عزيزي آدم المصري.. برجاء مسح الريالة
  • ٠٠:٥٩
  • الثلاثاء , ١٧ مايو ٢٠١١
English version

عزيزي آدم المصري.. برجاء مسح الريالة

أماني موسى

من الاخر

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١١

بقلم: أماني موسى
بسم الله الرحمن الرحيم، نبدأ من غير شتيمة ومن غير زمجرة الأسد المأموص، يتسم الرجل المصري بأن مرحلة الريالة عنده لا تتوقف عند مرحلة الطفولة فقط بل تمتد معه في جميع مراحل عمره وتزداد في فترة المراهقة وبخاصة في فترة ما قبل الزواج والبحث عن أم إيواء اللي هتيجي تنور حياته، لغاية ما يقع يا ولداه ومحدش يسمي عليه ويلبس في الحيط زي العربية الشيفروليه اللي بتخبط في عمود نور في ليلة ممطرة مظلمة ويحصل قفلة.
المهم زي ما كلكوا عارفين إني مضربة عن الجواز (مش أوي يعني، كل حاجة تصدقوها كدة علطول؟!) وبيزعجني أوي الراجل اللي ماشي طول الوقت بريالته ولا مؤاخذة.
المهم هحكي لكوا مشهدين.


المشهد الأول:

ليل خارجي مع إضاءة خفيفة واتصال من تنت جيجي –رقة بقى- ، وبعد السلامات والتحيات وطيبون، دخلت في الموضوع إنها جايبالي بسم الله ما شاء عريس، وبما أنها عارفة إني محبش الجواز بالطريقة دي قالتلي على العرض اللي نازل مع العريس أنه من نيويورك وهنعيش هناك!!
وبعد إصرار منها ورفض مني للفكرة وصلنا لأننا نعاين البضاعة ونشوف ومش هنخسر حاجة ولو معجبتناش منشتريش!
وقد كان.... بيني وبينكوا كنت متوقعة أقابل راجل سيس أو تيت على أقصى تقدير لأنه هيتجوز بطريقة ستي أم حنكش.
لكن بصراحة الحق يتقال، الواد يشرح القلب الحزين ، حاجة كدة تسد عين الشمس ، طول بعرض بارتفاع يجي حوالي أربع أدوار وواخد تصريح يطلع بالخامس، وراسه منوره ولا سيراميكا كليوباترا.


قعدت معاه وقلت أمسك لساني الزالف دة (بيني وبينكوا حاولت بس معرفتش)، وكان أول القصيدة تسبيل خفيف بالعينين من الطرفين مع ابتسامة صفرا منورة، وبعدها الأسئلة والأجوبة التقليدية عن الاسم والسن والعنوان والوظيفة والهوايات، وسألته ملا إبليكشن مع كم واحدة غيري والسي في أداه لكم خاطبة عشان تشوفله بضاعة حلوة ومش معيوبة، وقلت له فيه عرض ساري حتى نفاذ الكمية وهو إنه كان ممكن يعرف المواصفات من بعيد لبعيد والبضاعة تتشحن على نيويورك علطول من غير مصاريف شحن ومعاها كمان قطع الغيار هدية والضمان بالكتالوج.
أتصدم ننوس عين أمه يا ولداه، أشفقت عليه وقلت أهدي الجو وأكون لطيفة وظريفة يمكن أتشعلق في ركبته وأسافر برة.


ولكنه مستناش وأداني الصدمة أنه مقضيها برة ومتفقش مع البنات الوحشين الأشرار اللي برة دول وعايز واحدة صناعة مصرية تقفيل محلي بكرتونتها وبالضمان والختم!!!
انتهى المشهد الأول، وبلاش أكمل لكم نهايته كانت إزاي.... أثبت لي هذا الكائن الأمور اللطيف أن ريالته لم تفارقه وهو في الغربة وجه هنا عايز واحدة بكرتونتها تمسح له الريالة وتدي له عدد واحد أسرة و2 أولاد!!!


المشهد الثاني:
نفس الليل الخارجي برضه مع إضاءة عالية في حفلة تضم عدد كبير من الناس وقعدنا على الترابيزة بنات وأولاد على أمل يبقى فيه تبات ونبات، واتجه الولد الوسيم للبنت الهادية الأليفة اللي قدامه وبدأ نفس ذات المشهد من تسبيل خفيف بالعيون مع سهوكة صوتية حادة والحمدلله كل حاجة تمت ومكنش ناقص غير يجيبوا الأولاد!!
ولكن تحوّل المشهد يا عيني بعد ما ظهرت البت الأمريكانية اللي قلبت حياة المصرية المسكينة واللي أقصى طموحاتها توقع أبو ريالة في حبها وتجيبه للبيت!!
وعلى رأي المثل إن راح الأمريكاني مش هيرجع التاني .


قعدت البنت الأمريكانية ع الترابيزة واتجهت عليها الأنظار والبنات المصرية هيموتوا بغيظهم وفضلوا يتغامزوا ويتلامزوا (حتى الرجالة بتوعنا جايين تاخدوهم مننا، اللهم هد الأمريكيات وإحنا في صوت واحد آمين) .
بس المقرف في الموضوع إن الريالة كترت ع الترابيزة وبصراحة مبقناش ملاحقين هنلم منين ولا منين.
بيني وبينكوا حسيت القعدة لزقت من كتر الـ...... قمت بشموخ الأسد الخسران لكن يا ولداه فرحة ننوس عين أمه التاني مكملتش.... أصل الأمريكاني طلع فشنك ومضروب مش بكرتونته ولا بالضمان.
ملحوظة بس عشان محدش يضرب : ليس كل آدم مصري وبالطبع ليس كل مصري بريالة.