الأقباط متحدون - الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟ (25) قراءة فى لقاء.. مسارات التفكك وسعى المقاربة
  • ٢٣:٤٨
  • الأحد , ١ يوليو ٢٠١٨
English version

الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟ (25) قراءة فى لقاء.. مسارات التفكك وسعى المقاربة

كمال زاخر موسى

مساحة رأي

٤٩: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ١ يوليو ٢٠١٨

الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟
الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟

كمال زاخر
توقفت كثيراً أمام الاستخدام الشعبى لمقولة "ابواب الجحيم لن تقوى عليها"، وهي مقتطعة من نص كتابى لكلمات جاءت على لسان الرب يسوع، فى سياق حوار لاهوتى مؤسِس مع تلاميذه :

وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»

فَقَالُوا:«قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ».

قَالَ لَهُمْ:«وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟»

فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!».

فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.

وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».

حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. (متى 16 : 13 ـ 20)

وهو استخدام نتحصن به فى مواجهة موجات الإستهداف التى تتوالى وتتنوع صعوداً وهبوطاً بامتداد التاريخ منذ ولدت الكنيسة، وهى مواجهة ما أظنها ستنتهى يوماً حتى يأتى ثانية حسبما سمع تلاميذه حال صعوده، ويتحول حزننا إلى فرح.

وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِم، وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ».(أعمال 1 : 9 ـ 11)

كان السؤال الذى يقفز إلى الذهن مع كل مرة يرد فيها هذا التعبير أى كنيسة تلك التى نقصدها، وكانت صفحات التاريخ تلطمنى حين تسجل اندثار كنيسة شمال افريقيا، وهى التى قدمت فى تاريخها المبكر أعمدة مازلنا ننهل من تعاليمهم وحياتهم، ترتليانوس واغسطينوس وكبريانوس وغيرهم، فإذا بها تصير اثراً بعد عين، بل وكنائس اسيا الصغرى التى أسسها القديس بولس الرسول، وخلد أسمائها فى رسائله، بل وذكرت فى سفر الرؤيا من أفسس إلى كورنثوس إلى غلاطية ومن لاودكيا إلى سميرنا مروراً ببيرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا، فإذا كلها يجتاحها العثمانيون وتصير من أعمال تركيا.

وعندنا كنيسة الجزيرة العربية التى تم إكتشاف أطلالها صدفة عام 1980 في صحراء محافظة “الجبيل” شرق المملكة، وشمال مدينة الدمام، عندما كان البعض يحفرون في الرمال لإخراج سيارة عالقة، وخلال الحفر وجدوا مايشبه الجدران المنقوشة، تبين فيما بعد أنها اعمدة لكنيسة تعود إلى القرن الرابع الميلادى.

وحتى كنيسة الأسكندرية تنزوى فى ركن قصى وتتحول إلى كنيسة أقلية، وتخضع لقيود كثيرة وتتسلل إليها ثقافة مجتمع الأغلبية المغايرة لثقافتها، وتحتل ذهنيتها مفاهيم متصحرة جدباء، لم تستطع حين ارادت استنهاض حاضرها أن تتخلص كلية منها، فكانت المواجهات التى تأسس عليها طرحنا فى محاولة متواضعة لفك تشابكاتها وفهم جذورها.

ربما لهذا لم يكن القصد أن التحصين ضد أبواب الجحيم يتجه للتجمعات المسيحية وإنما على الأرجح لرسالة وعمل المسيح فى العالم ولأجله، فستظل تداعيات الفداء والخلاص واسترداد الخليقة لبهائها ومجدها فى المسيح عمل لا ينزوى، وفعل قائم فى الخليقة، لن تقدر عليه أبواب الجحيم.

ولذلك نظل مطالبين باليقظة والعمل الجاد للحفاظ على الإيمان، الكيان والبشر، حتى لا يذهب ويبقى الحجر، بفعل التناحر وصراع المواقع وأوليات الكراسى وعناد الذات وتعظيم مكتسابات مؤقتة.

واستأذن القارئ فى التوقف لسطور قليلة مع ما صادفته أثناء جمع اركان هذا الطرح متعلقاً بكنائس المشرق، مع كلمات لأكاديمية لبنانية "دكتورة ثريا بشعلانى" المتخصصة فى علوم اللاهوت (دكتوراة من الجامعة اليسوعية بباريس) والتى تم انتخابها بالإجماع قائماً بأعمال أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط. (فى اجتاع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والمنعقدة في الجامعة الأنطونية في بعبدا، لبنان الجمعة 26 يناير 2018).

ـ كيف للمسيحيين أن يكونوا مرسَلين لإعلان المسيح وهم ليس فقط متعددين، وهذا غنى في الأصل، ولكن في الحقيقة أيضاً منقسمون على ذواتهم وبعضهم.

ـ عندما يعمل الإنسان من أجل وحدة المسيحيين في ما بينهم، لا أعني بالوحدة أن يصبحوا كنيسة واحدة من حيث الثقافة، ولكن تبقى التعددية ويصبحون يعيشون الوحدة في الإيمان والحقيقة والصلاة.

ـ عندما يعمل الإنسان من أجل تقريب وجهات النظر بين الكنائس من أجل أن تُرسَل معاً نحو الآخرين، تُسمّى هذه الأمور وهذا العمل في اللاهوت: العمل المسكوني أولاً. ويصبح هذا العمل المسكوني على إطار المسكونة جمعاء عندما تخرج الكنائس معاً في رسالة محبة نحو الآخرين.

ـ الروح المسكونية تقود إلى قداسة الذات لأنك عندما تريد أن تنفتح على الآخر عليك أن تُخلي ذاتك. إخلاء الذات ليس نكران الذات، ولكن إعطاء الذات من أجل الآخرين. الأمومة هي إخلاء للذات. عندما تختار المسكونية تختار الآخر في حياتك. وعندما تختار الآخر تُخلي ذاتك من أجله، فيتّلد من جديد إنسان جديد بك ويكتشف الآخر نفسه من خلالك.

ـ نؤمن بأنه لا يقوم لاهوت من دون اختبار روحي شخصي لحياة الإنسان مع الله. وهذا الاختبار يُبنى عند المسيحيين على العقيدة الأساسية أن ابن الله صار إنساناً لكي يدعو الإنسان ليصبح ابناً للّه. فإذا كان المسيح زار الإنسان وصار جسداً، فباستطاعة الإنسان أن يدخل إلى شركة الله. وفي هذه الحركة بإخلاء الذات والانفتاح على الله اختبار شخصي بعمل وقوة الروح القدس. وعلينا أن نُعلّم اللاهوت على أساسه.

(من حوار فى برنامج "اجراس المشرق" ـ قناة الميادين ـ اغسطس 2016)

نعود لقضيتنا ..
فمن يتتبع البدايات يلتفت إلى أن بذرة الإنشقاق لم تكن منحصرة فى اختلافات الرؤى اللاهوتية وما انتجته من جدالات ومصادمات وتبادل الإتهامات بالهرطقة، والإنحراف عن الإيمان بحسب المسيح والإنجيل، إذ بينما يتجادلون كانت السياسة تزحف مستندة إلى سلطان الإمبراطور لتقود معادلة الصراع، بل وتجلس على رأس مائدة المفاوضات المجمعية، بداية من الدعوة للمجمع المسكونى الأول ـ نيقية 325 ـ وقد تولاها الإمبراطور قسطنطين، ووضع أمام المجتمعين صولجان الحكم وسيفه، وكانت الرسالة واضحة وقاطعة.

وكانت هناك محاولة مصرية ـ وقتها ـ فى رسالة قادمة من الصحراء الشرقية من كهوف البحر الأحمر يحملها القديس انطونيوس أب الرهبان إلى البطريرك التاريخى ق. اثناسيوس الرسولى من الناسك ق. بولا، أن ينزع البطريرك عنه حُلة الأمبراطور، التى أهداها له قبلاً، ويستبدلها بثوب بولا الخشن، ليدرك البابا أن الكنيسة لا تدار بآليات السياسة بل بمعطيات التجرد والترك، وليحل سيف الكلمة لأنها "حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" "عمود الحق وقاعدته"، بدلاً من الصولجان والسيف.

لكن الأمور سارت فى اتجاه مغاير، وانتقلت بروتوكولات القصر إلى فضاء الكنيسة، حتى فى التقسيم الرعوى، فى الغرب كما فى الشرق، الذى جاء محاكياً للإدارة الأمبراطورية، ويصير للأسقف كرسياً مستنسخاً من كرسى الأمبراطور، وثياباً تنقل عن ملابسه وعصا تشبه صولجانه، وألقاباً تحاكى القابه، ولم نعدم الوسيلة لتعميدها وتقنينها واسنادها الى تأويلات تجد فى النصوص ما يقننها بقراءتنا.

لم يكن مجرد صراع لاهوتي بحصر المعنى فقد زاحمته صراعات اثنية وثقافية وسياسية، وتحكمت فيه نزعات ترتيب الأولويات، وكانت موروثات ثقافات ما قبل المسيحية غير بعيدة، حتى يأتى مجمع خلقيدونية، 451، ليغرس بذار الإنقسام، إلى اغلبية تؤيد قراراته وأقلية تشجبها، وكلِّ يرى أنه الذى يحفظ الوديعة، وتأتى السياسة لتوظف الإنقسام لحسابها، وتعانى مصر لكونها من معسكر الأقلية المخالفة لتوجه الإمبراطور من ويلات الإستهداف المذهبى ما يفوق استهداف الوثنيين لها، وتنهك قواها لتصير لقمة سائغة فى الأفواه الغليظة لجحافل العرب، بعد أقل من قرنين من الزمان. والمدفوعة بخلفيات اقتصادية وسياسية فى مشهد يبدو وكأنه دينياً.

ولم تحتمل الكتلة الخلقيدونية عبء التماسك إذ يأتى عام 1054 م. ليفجر انقسام مدو بين اللاتين (الكاثوليك) والبيزنطيين (الأرثوذكس)، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير عندما اضافت الكنيسة الكاثوليكية إلى قانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى عن انبثاق الروح القدس "منبثق من الآب والإبن"، لترفضه كنائس القسطنطينية واليونانية الأرثوذكسية ويقع الإنشقاق الكبير.

وفى عام 1529 يخرج الراهب الكاثوليكى الألمانى مارتن لوثر (1483 – 1546) ليعلن رفضه لسلطة البابا ومفهوم الكنيسة عن الخلاص، ويؤسس لتيار جديد يتطور ليشكل الكنائس المحتجة (البروتستانتية) والتى تشهد بدورها متوالية ممتدة من الإنقسامات.

تجرى فى انهار الكنائس مياه كثيرة، ويشهد القرن العشرين المنصرم، وما انقضى من القرن الواحد والعشرين، سعياً حثيثاً نحو مراجعة الواقع المسيحى المسكونى، وقد اشرنا قبلاً إلى تأسيس كيانات مسكونية واقليمية فى هذا الإتجاه، ابرزها مجلس الكنائس العالمى ومجلس كنائس الشرق الأوسط وعلى المستوى المحلى مجلس كنائس مصر، والتى مازالت بحاجة الى تقييم موضوعى وتفعيل قدرتها على قيام مقاربات لاهوتية جادة تنجو من الرتابة والقيود متعددة المداخل، ومن مغازلات السياسة.

وقد شهدت العائلة الخلقيدونية مساع جادة لكسر الفجوة وكان ابرزها تواصل روما والقسطنطينية، متمثلة فى زيارة البابا بينيدكت السادس عشر للبطريرك المسكوني برثلماوس رئيس أساقفة القسطنطينية في استنبول (28 نوفمبر / تشرين الثاني - 1 ديسمبر / كانون الأول 2006). والحراك الدءوب الذى يتميز به البابا فرانسيس الأول وتواصله مع بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية بالشرق، ومع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل.

وفى العائلة اللاخلقيدونية تشهد العلاقات البينية سعياً حثيثاً للبابا تواضروس الثانى لمد جسور التواصل بشكل معمق مع كنائس السريان وانطاكية والأرمن، وكان ابرزها حضوره مؤخراً اجتماع رؤساء الكنائس الشرقية ، الذى عقد بلبنان ـ يونيو 2018 ـ وضم مع قداسته البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ، والكاثوليكوس أرام الأول كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير، وتناولوا العديد من القضايا الملحة منها، تصدرتها قضية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وما يتهدد من مخاطر وتحديات، وكذلك الوضع المتأزم فى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالهند، وانتهى اجتماع الاباء البطاركة إلى "توجيه رسالة موقعة من صاحبي القداسة البابا تواضروس الثاني و الكاثوليكوس أرام الأول ندعو فيها طرفي الكنيسة السريانية الارثوذكسية في الهند الى ارسال ثلاثة ممثلين عن كل منهما الى اجتماع تستضيفه الكنيسة القبطية الارثوذكسية في القاهرة، بحضور ممثلين من كنائسنا الثلاث وذلك بهدف بدء حوار جدي يؤدى الى المصالحة وتخطى الخلافات حتى يعود السلام الى الكنيسة في الهند."، وهكذا تخطو العائلة الأرثوذكسية الشرقية نحو رأب الصدع وإعادة الروح المسكونية ودور كنيسة الأسكندرية التصالحى، بما يؤسس لمد الجسور فى دوائر العائلات الارثوذكسية الأخرى، وصولاً الى العائلة المسيحية بمجملها، بتؤدة ومثابرة وإيمان بتكامل جسد المسيح الواحد.

وهو ما أكد عليه البيان المشترك لاجتماع الاباء البطاركة هذا فى استعراضه لمسارات الحوارات اللاهوتية الرسمية، مع العائلة الارثوذكسية الثانية، ومع الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجليكانية، وتطورات تفعيل مجلس كنائس الشرق الأوسط وتثمين اختيار الدكتورة ثريا بشعلانى قائماً بأعمال الأمين العام للمجلس. فى خطوة تقدمية تؤكد على احترام الكنائس لدور المرأة فى العمل العام والكنسى تحديداً.
وناقش رؤساء الكنائس مشاركتهم فى الاحتفال بالذكري السبعين لتأسيس مجلس الكنائس العالمى (1948 ـ 2018) وحرصهم على دعم دوره فى الدفاع عن قضايا السلم العالمي وحقوق الانسان.

وفى سياق التأكيد على وضعية الكتاب المقدس المتقدمة فى الليتورجيا الأرثوذكسية، أكد الآباء فى اجتماعهم على دعم وتثمين دور الاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس United Bible Societies ، ومشاركتهم فى الاجتماع القادم لكل الكنائس الأعضاء في لجنة التعاون بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية من جانب والاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس من الجانب الأخر. والذى سيعقد فى أرمينيا في أيلول / سبتمبر 2018 م حول "الوحي في الكتاب المقدس"، وأكد المجتمعون على أهمية الإستمرار فى دعم وتعزيز التعاون بين مجموع الكنائس الأرثوذكسية بعائلتيها وبين الاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس.
::::::::::::::::::::::
نحن إذن أمام نقلة موضوعية على الأرض باتجاه المقاربة بين الكنائس الارثوذكسية الشرقية، تبدأ فى الدائرة الطبيعية، فى داخل البيت حيث اتساع قاعدة الإتفاق، ولا تقفز فوق المراحل، بما يؤسس للإنتقال إلى مقاربة أوسع مع العائلة الأرثوذكسية الثانية، وبالضرورة ستواجه باستنفار صقور الأصولية اليمينية المدرسية، ومعارضتهم عند العائلتين، الأمر الذى يستوجب مبادرة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بتنظيم فعاليات أكاديمية تتولى التأسيس الفكرى اللاهوتى الجاد للدخول فى جولة المقاربات الأوسع، تضم الباحثين والدارسين المتخصصين فى مراكز الدراسات الآبائية واللاهوتية والتى افردنا لها مساحات فيما سبق وطرحناه، ودعوة نظرائهم المتواجدين داخل منظومة الرهبنة ودوائر الإكليروس، وعلماؤنا بالخارج فى المراكز والجامعات ذات الصلة، للمشاركة بأبحاثهم ورؤاهم، ودعوتهم إلى المشاركة فى ورش عمل متخصصة تنظمها الكنيسة.
ومازال للطرح بقية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع