الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. رسالة الى عبد الناصر المتجه الى يوغسلافيا حول تحريض السودان لدول حوض النيل ضد مصر
  • ٠٩:٤٥
  • الخميس , ٢٨ يونيو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. رسالة الى عبد الناصر المتجه الى يوغسلافيا حول تحريض السودان لدول حوض النيل ضد مصر

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٠: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٨

 فى مثل هذا اليوم 28يونيو 1958م..

 
شعر الرئيس جمال عبد التاصر بانه يريد قسطا من الراحة ..فقرر ان يسافر عن طريق البحر الى يوغسلافيا ومعه قرينته السيدة تحية كاظم فى مثل هذا اليوم 28 يونيو 1958 م..
 
وحسب حسنين هيكل فى كتابه سنوات الغليان "استقل ناصر الباخرة الحرية "المحروسة "..من الاسكندرية متوجها الى ميناء دوبرفينك المطلة على ساحل الادرياتيكى وسط المنطقة المعروفة بالشاطىء الدالماسى..وكان الرئيس اليوغسلافى تيتو فى انتظاره على رصيف الميناء..وكان الوفد الذى صحب عبد الناصر مكونا من الدكتور محمود فوزى وزير الخارجية والسيدة قرينته ..ومحمد حسنين هيكل والسيدة قرينته ..وشمل برنامج اليوم الاول عرض مسرحية هاملت لشكسبير يجرى تمثيلها تحت ابراج قصر قديم من قصور الامبراطورية حولته وزارة الثقافة اليوغسلافية الى مسرح طبيعى للعروض الكلاسيكية..
جاء سفر عبد الناصر بعد تصور من بان الازمة اللبنانية هدأت بعد اشتعالها فور اعلان الرئيس اللبنانى كميل شمعون عزمه على ترشيح نفسه مرة اخرى لرئاسة الجمهورية بالمخالفة للدستور اللبنانى وانحازت اليه العناصر المسايرة لاتجاهه وعلى راسها حزب الكتائب الذى حشد ميليشياته المسلحة فيما عارضه الزعيم الدرزى كمال جنبلاط وقام هو الاخر بحشد ميليشيات مسلحة..
 
كانت الوحدة بين مصر وسوريا قائمة ويجمع البلدين اسم واحد هو "الجمهورية العربية المتحدة"..ووفقا لهيكل فقد ادعى كميل شمعون ان عددا من مواطنى الجمهورية العربية المتحدة السوريين المقيمين فى لبنان يشتركون فى اثارة الاضطرابات وصدر قرار ابعاد الف وربعمئة سورى من لبنان وتدخلت مصر بحسم رافضة هذه الخطوة وفى يوم 21يونيو 1958 قررشمعون ترشيح نفسه لكنه امام الدور الحاسم الذى لعبه عبد الناصر فى هذه الازمة قرر تقديم شكوى فى الامم المتحدة يتهم فيها الجمهورية العربية المتحدة بالتدخل فى شئون لبنان..
 
لم تكن رحلة البحر كما تخيلها عبد الناصر هدؤا وصفاء ..فمن اليوم الاول كان عبد الناصر غير قاد عن الانفصال عن الازمة اللبنانية 
واتت برقية تسببت فى كثير من القلق لعبد الناصر وتتعلق بالسودان ..والعلاقات معها ..
 
احتوت البرقية على معلومات ان حكومة عبدالله خليل قد اجرت اتصالات مع عددا من الحكومات الافريقية على حوض النيل لكى تبلغها انه ازاء اصرار مصر على المضى قدما فى بناء السد العالى فان االحكومة السودانية قررت الاتعتبر نفسها ملزمة باتفاقية مياه النيل"..
وبعد ان قرأناصر الرسالة كان تعقيبه "يظهر ان المشكلة المقبلة امامنا هى الجنوب ..فى السودان فقد انتهينا من لبنان الى الشمال ..واختاروا الان جبهة اقرب الينا واشد حساسية وبعث الى القاهرة بتعليمات انه لامبالغة فى رد الفعل انتظارا لعودته ..من يوغسلافيا ..
وانشغل عبد الناصر بهذا الموضوع منذ اليوم الاول لزيارته ..!!