الأقباط متحدون - الفقر و ... النسل
  • ٠٨:٣٢
  • الاثنين , ٢٥ يونيو ٢٠١٨
English version

الفقر و ... النسل

مقالات مختارة | بقلم : ابراهيم جاد الكريم

١٤: ٠٦ م +02:00 EET

الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٨

 ابراهيم جاد الكريم
ابراهيم جاد الكريم

 عجيب ما يحدث فى البلاد وما يهدد كل الذين يعيشون على الأرض فى طعامهم وشرابهم والمساحه التى يعيشون عليها ، والقضاء على خطط للتنميه والأمل فى المستقبل بل وحتى فى متنفس للأجيال الحاليه ، ويجب أن يكون حديثنا بالصراحة التامه وبالمسميات الحقيقيه وليس بتبسيط وتسطيح وتعويم القضايا التى تفرض على مجتمعنا وتهدد حياتنا ومستقبلنا وتقضى على الأخضر واليابس وتنشر العشوائيه والفوضى والتلوث بكل أنواعه وحتى التلوث السمعى والذى أصبح ظاهرة فى كل شارع فى بلدنا ، ولنكن صرحاء مع أنفسنا ونقول أن الجهل المنتشر فى مجتمعنا وصور لا يمكن حدوثها حتى فى أسطبلات وعشش الفراخ ، وفى ذلك أمثله مقززة وممعنه فى الحيوانيه التى لا يقيلها الأنسان ... كأنسان .

ولتقريب الصورة المرة والممعنة فى الحيوانيه من الجهلاء فى مجتمعنا فهل يتصور أحد أن أحد هؤلاء متزوج من أثنين ... يعيشون جميعا فى غرفة واحده وصاله !! والسؤال يفرض نفسه وهو كيف ينظمون الدخول الى الحمام وخاصة بعد أن تبارت الزوجتين فى ... الأولاد وصار عدد الأولاد سبعه !! ألى جانب أن أحدى الزوجتين كانت متزوجه من قبل من عم زوجها ... ولها منه أولاد وبنات ... ويحضرون لرؤية أمهم بأولادهم !! وحتى يزيد العدد ويصل ألى أكثر من خمسة عشر ... بنى آدم فى ... الغرفه الواحده !! وهل يرصون الأولاد على ألأرض متجاورين كعلب السردين وأين يأكلون وماذا سيأكلون !! خاصة أن الزوج السعيد يعمل كبائع طماطم فى السوق !! وكم رغيفا يحتاج .. كل يوم ، بل كل وجبه !! وكيف يدبر معاشرته الجنسيه فى الغرفة الواحده ويدفع الكل الى النوم متراصين فى الصاله وفيهم الزوجه الثانيه تترقب وتسمع كل ما يدور فى الغرفه وتترقب ... دورها وحقها ... الشرعى .
 
وهو كالديك الفصيح الذى تعلم فى السوق يجر حفنه من الأولاد وراءه الى السوق ليتعلموا ... مثلما تعلم !! واذا أعتبرناه كأنسان وله الحق فى أن يتزوج ويدير مفرخه للأنجاب ، فهو حر ينجب كما يشاء خاصة وأن – بالغرفه – جاموستان تتسابقان فى الأنجاب ، ولكن الأطفال الذين عاشوا فى جبلاية قرود يتخاطفون كل شىء فى صخب وضوضاء ليل نهار ، أطفال رأوا وسمعوا كل ما يفعله أبوهم مع زوجاته الأثنين ، فهل نتوقع أن يكون منهم ... أنسان أمين لا يخطف كل ما يسد جوعه ، وأن يعرف النظافة والعفه والشرف والأخلاص وكف ضوضاؤه وزبالته التى يلقيها الى مجتمع يعانى من البطالة والفقر ونقص فى كل شىء ... حتى الماء .
 
وهذا هو ما يهد مجتمعنا ويهدده فى حاضرة ومستقبله ويلوث أرضه وهوائه ويعدم أى خطط للتنميه فى الحاضر والمستقبل وهو ما يفرض أيقاف هؤلاء من تدمير لمجتمعنا وكل مقدراته ولأنقاذ ما يمكن أن يكون قد تبقى لنا من أنسانية تهرول الى المستقبل وتتطور ... كل ثانيه الى الرقى ونحن نهرول الى الوراء تحت رحمة هؤلاء المعدودين ... بنى آدميين وخاصة أننا قد وصلنا الى المائة مليون !! .
 
ويجب أن يوقف المجتمع المدنى من هؤلاء الذين يدمرون الدنيا بجهلهم وأنعدام فهمهم لمتطلبات مجتمعنا فى الوقت الحالى ولتحقيق بعض خطوات فى التقدم الذى يسود الدنيا من حولنا ولذلك فليس من المعقول أن تربى الدولة فى عشرة أطفال لكل أسرة وتعلمهم فى فصول وصلت كثافتها الى المائه والعشرون تلميذا فى الفصل الواحد !! وهذا وحده كاف لأفشال أى نتيجه فى تعليم أو صحه أو ... مستقبل ، والوضع أصبح خطيرا ويجب أيقاف هؤلاء ... بالقانون ، فالدولة تربى أثنين من الأطفال وترعاهم تعليميا وصحيا لكل أسرة وهنا فقط سيعرف هؤلاء المحسوبين علينا أنهم بنى آدميين أنه أذا خلف الطفل الثالث أو الطفله فهو وحده المسؤل عن تربيته وتعليمه ورعايته .. وهنا فقط سيتوقف سباق المفرخه الذى أغرقنا فى العشوائيه والتخلف والتلوث البيئى والسمعى والأخلاقى ، هذا وحده ممكن أن ينقذنا ويشعرنا أننا بنى آدميين فى مجتمع أخلاقى منظم يحسب للمستقبل ... ألأنسانى .
نقلا عن الحوار المتمدن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع