قلنا هنبنى وأدينا بنينا «محطات سيمنس»

فى مدة قياسية لم تحدث على مستوى العالم فى هذا النوع من المشروعات، تنتظر محطات توليد الكهرباء الـ3 «بنى سويف- البرلس- العاصمة الإدارية» التى أنشأتها شركة «سيمنز» الألمانية بقيمة 6 مليارات يورو، الافتتاح الرئاسى لها، لتضيف 14400 ميجاوات إلى شبكة الكهرباء، حيث تزيد الطاقة التى تولدها كل محطة على حدة أكثر من ضعف قدرة السد العالى.

وبجانب تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية، سواء للقطاع المنزلى أو الصناعى، تعمل مصر على الاستفادة من موقعها الجغرافى لتتحول لمركز عالمى لنقل وتبادل الكهرباء بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وستساعد المحطات الجديدة فى تنفيذ هذا المشروع ودعم المفاوضات الجارية بين مصر وعدد من الدول فى هذا الإطار وآخرها المفاوضات التى تتم مع الجانب السودانى للربط الكهربائى معه وزيادة حجم التبادل.

الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، يرى أن الموقع الجغرافى الرائع لمصر عند ملتقى القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، ووجودها بالقارة السمراء مع وقوع جزء منها فى قارة آسيا، وهى سيناء، ما يجعلها تلعب دورا هاما فى الربط الكهربائى الإقليمى الذى سيعزز من أمن الطاقة لديها على المدى المتوسط والطويل، كما يمكنها المشاركة بفاعلية فى جميع مشروعات الربط الإقليمية.

وقال شاكر إن كافة المحطات الجديدة ستدخل على الشبكة الكهربائية تباعاً وفقا لبرنامج زمنى معد مسبقاً، مشيراً إلى أن الشركات المصرية اكتسبت مزيداً من الخبرة المتميزة فى مجالات إنشاء وصيانة محطات التوليد وصيانة وتدعيم الشبكات الكهربائية، من خلال مشاركة شركات وطنية مثل أوراسكوم، والسويدى، مع شركات دولية مثل جنرال إلكتريك، سيمنز، أنسالدو، فى تنفيذ محطات الخطة العاجلة، وكذلك التعاون مع شركة سيمنز فى تنفيذ مشروعات محطات توليد كهرباء ذات الدورة المركبة قدرة 14400 ميجاوات، وهو أمر يفيد الشركات الوطنية فى تكوين خبرة فنية، وحصولها على سابقة أعمال تؤهلها للدخول فى المناقصات الدولية المماثلة والفوز بها.

تنشئ «سيمنس» 3 محطات كهرباء فى بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية، بنظام الدورة المركبة يتم من خلالها إعادة استخدام عادم حرق الغاز فى توليد الطاقة.

وتتولى بنوك التعمير الألمانى ودويتشه بنك وإتش إس بى سى، تمويل مشروعات سيمنس الثلاثة، كما تتولى بنوك عربية تدبير تمويلات المشروع بالجنيه المصرى لسداد مستحقات الشركات المصرية العاملة فى المشروع، وتتضمن السويدى إليكتريك وأوراسكوم كونستركشن، وهذا التعاون هو الذى ساهم فى اكتمال بناء هذا المشروع العملاق، خصوصاً دور القيادة السياسية وهيئة تسليح القوات المسلحة، وهو ما جعل إنشاء المحطات الثلاث ملحمة مصرية ونموذجاً فى التغلب على التحديات التى واجهتها البلاد، حيث خاضت مصر مفاوضات قوية جداً مع مسؤولى الشركة الألمانية لإمداد البلاد بأحدث تكنولوجيا إنتاج الطاقة، ونتيجة لذلك وقعت الوزارة عقدا مع الشركة لتنفيذ برامج صيانة وحدات الإنتاج بالمحطات الثلاث لمدة تسع سنوات بتكلفة 1.5 مليار يورو».

ومع دخول جميع وحدات محطات سيمنس الخدمة سترفع نسبة كفاءة شبكة الكهرباء الموحدة إلى معدلات قياسية على مستوى العالم، وستسهم فى رفع كفاءة الوحدات بالمحطات من 41 إلى 50%، وعندما تعمل جميع وحدات المحطات الثلاث ستوفر إمدادات بترولية بقيمة 1.3 مليار دولار، فى السنة، حيث سيتم التعاون فى هذا الإطار جنباً إلى جنب مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء لتدعيم شبكات وخطوط نقل التيار من خلال إنشاء 6 محطات محولات جهد 220/500 كيلوفولت لتفريغ قدرات الإنتاج بالمحطات الثلاث على الشبكة القومية باستثمارات بلغت 238 مليون يورو.

وزارة الكهرباء أشارت إلى أن العقد مع شركة سيمنس يتضمن تدريب 600 مهندس وفنى مصرى لكى يقوموا بتشغيل المحطات، ويجرى حالياً التنسيق مع الشركة لإنشاء مركز خدمات يشمل مركز تدريب على أحدث المستويات العالمية، وكذلك مركز صيانة وإصلاح للمهمات وقطع الغيار الخاصة بمحطات إنتاج الكهرباء.

إبراهيم الشحات، رئيس شركة الوجة القبلى لإنتاج الكهرباء، التى تشرف على إنشاءات محطة كهرباء بنى سويف، أكد أنه تم بدء العد التنازلى لتشغيل المحطة بطاقة إجمالية 4800 ميجاوات، وتعد ضمن أكبر 3 محطات كهرباء فى العالم وأنه تم تشغيل آخر وحدتين غازيتين ويتم حالياً استكمال تشغيل غلايات الوحدات البخارية بالمحطة، بالإضافة إلى تشغيل وحدة بخارية مع تشغيل الثلاث الوحدات البخارية الباقية بالتتابع خلال الفترة القليلة المقبلة.

وقال محمد مختار، رئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء، إنه سيتم تشغيل محطة العاصمة الإدارية بالكامل بجميع وحداتها البخارية قبل نهاية يونيو الجارى، موضحاً أنه تم الانتهاء من تشغيل جميع الوحدات الغازية وربطها بالشبكة القومية للكهرباء، ويتم حالياً تجهيز الوحدات البخارية الـ4 بالمحطة للتشغيل، حيث تم إجراء الاختبارات للوحدة البخارية رقم ٣٠ بعد تنفيذ الغسيل الكيماوى لها، بالإضافة إلى اختبارات الوحدة البخارية الثالثة رقم ٤٠ والوحدة الأخيرة رقم ١٠.