الأقباط متحدون - ما هي علاقة الدولارات الخليجية باللوبيات اليهودية ودونالد ترامب؟
  • ٠٣:٣٩
  • الثلاثاء , ١٩ يونيو ٢٠١٨
English version

ما هي علاقة الدولارات الخليجية باللوبيات اليهودية ودونالد ترامب؟

زهور أسامة

مساحة رأي

٠٥: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

زهور أسامة
منذ أن ظهرت تدخلات روسيا في الانتخابات الرئاسية الخامسة والأربعين في الولايات المتحدة إلى العلن قام فريق من الـ اف بي آي بقيادة المحقق الخاص روبرت مولر بالتحقيق في شأن هذه التدخلات مما أدى إلى الكشف عن خيوط إذا ربطنا بعضها ببعض تتضح معالم اللعبة أكثر من قبل.

الخيط الأول جاريد كوشنر:
رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي أرثوذكسي وزوج إيفانكا ترامب، ابنة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. قام ترامب بتعيينه مستشاراً له، كما أوكل إليه الكثير من المهام المتعلقة بالحرب على داعش وعملية السلام في الشرق الأوسط وبعد أن قام ترامب بتعيينه في هذه المهام استقال كوشنر عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركات عائلة كوشنر لكنه لا يزال يستفيد من صناديق استئمانية مختلفة، بقيمة نحو 761 مليون دولار بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، تتعلق بعقارات واستثمارات أخرى، من ضمنها الكثير من العلاقات المالية مع إسرائيل.

في مايو 2017 وصل كوشنر إلى إسرائيل مع ترامب في زيارة رئاسية رسمية. قبل ذلك بفترة قصيرة، حصلت شركة العقارات التابعة للعائلة على استثمار بقيمة 30 مليون دولار من شركة التأمين الإسرائيلية “منورا ميفطاحيم”، بحسب ما قاله مدير في “مينورا” ل”نيويورك تايمز”. المال ذهب إلى 10 مجمعات سكنية في ماريلاند تابعة لشركة كوشنر.

صفقات أخرى شملت مشروع في أبريل 2017 عملت فيه عائلة كوشنر مع عائلة شتاينمتس من إسرائيل لشراء مباني شقق سكنية في مانهاتن بقيمة 200 مليون دولار. وحصل كوشنر أيضا على أربعة قروض على الأقل من بنك “هبوعليم”، أكبر البنوك الإسرائيلية.

وقامت شركات “كوشنر” أيضا بشراء أقسام من مبنى “نيويورك تايمز” السابق في مانهاتن، من ليف ليفايف، وهو أوليغارك إسرائيلي-روسي. وقامت مؤسسة عائلة كوشنر أيضا بالتبرع بأموال لمستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية، التي تربطها علاقات أيضا بالسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وفقا للتقرير. ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان يمكن اعتباره وسيطا غير متحيز في محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية التي كُلف بإحيائها. وهذا ما يعزز نظرية تواطؤ كوشنر مع اسرائيل واللوبيات اليهودية

ومن ناحية أخرى بحسب موقع "ذا إنترست"، فإنه لعب دورا كبيرا في ملف السياسة الأمريكية تجاه الخليج، بداية من الوقت الذي أعلن فيه عن ترقية الأمير محمد بن سلمان بدلا من ابن عمه محمد بن نايف وليا للعهد، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، أجرى جاريد كوشنر رحلة غير معلنة إلى الرياض، حيث ألقى القبض على بعض مسؤولي الاستخبارات بشكل مفاجئ، وظل يسهر مع ولي العهد حتى الرابعة فجرا عدة ليالٍ، يتبادلان فيها القصص واستراتيجية التخطيط"، بحسب "واشنطن بوست" في ذلك الوقت.

لم يعلم ما دار بين كوشنر وولي العهد السعودي في الرياض إلا هما فقط، ولكن ولي العهد بعدها أخبر المقربين منه بأن كوشنر ناقش معه أسماء الأشخاص غير الموالين له. وكل هذا جاء سعيا لوصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد و إقصاء محمد بن نايف عن سدة الحكم كما يشير إليه مايكل وولف في كتابه المعنون بـ "نار وغضب في بيت ترامب الأبيض" إذ  أن وكالة الأمن القومى حذرت الخارجية الأمريكية بشأن المداولات بين محمد بن سلمان و«كوشنر»، وأن العلاقة المتنامية بينهما من شأنها أن تبعث رسالة خطيرة إلى «بن نايف وكما يشير إلى قول ترامب عندما أخبر الرئيس الأمريكي أصدقاءه أنه هو وصهره «هندسا حملة التطهير» قائلا: «لقد وضعنا رجلنا على القمة. و أما السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو إذا كانت اسرائيل عدوة للسعودية والإمارات لماذا تمول كوشنر وشركاته العائلية وهو يقوم بخدمة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد على هذا النحو ربما الخيط الثاني يكشف عن الإجابة. 
الخيط الثاني جورج نادر:

ذكر موقع "ميدل إيست آي" أنّ رجل الأعمال اللبناني-الأميركي، جورج نادر، والذي يتعاون مع تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر في تمويل حملة دونالد ترامب الانتخابية، نظم قمة سرية للزعماء العرب على يخت في البحر الأحمر في أواخر 2015، واقترح نادر على القادة الذين تجمعوا على اليخت، إنشاء مجموعة إقليمية  نخبوية من ست دول، من شأنها أن تحل محل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية.

وبحسب الموقع، قال نادر "إن هذه المجموعة من الدول يمكن أن تصبح قوة في المنطقة، ما يتيح للحكومة الأميركية الاعتماد عليها لمواجهة نفوذ تركيا وإيران".

وجمع جورج نادر على اليخت كلاً من محمد بن سلمان الذي كان آنذاك نائب ولي عهد المملكة العربية السعودية، ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة؛ وملك الأردن عبد الله بن الحسين. وزعم نادر إن دولهم، بالإضافة إلى ليبيا التي لم تكن ممثلة في القمة السرية، ستشكل نواة الحلف المؤيد للولايات المتحدة ولإسرائيل.

وبعد شهر، شارك نادر، مع إريك برنس وهو الرئيس السابق لشركة "بلاك ووتر"، ومصرفي روسي، في اجتماع في جزر سيشيل حضره أيضاً بن زايد. وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز، أن إريك برينس، تولى ترتيب هذا الاجتماع الذي عقد في 3 أغسطس 2016 بحضور الوسيط برينس، إضافة إلى جويل زامل، وهو شريك مؤسس لشركة استثمارات إسرائيلية.

جويل زامل، مقاول أسترالي ومؤسس شركة "ويكيسترات" للاستشارات، والتي تسلمت مشاريع لصالح الإمارات، وتجمعه علاقات بنادر وكبار المسؤولين الإماراتيين المقربين من بن زايد، منذ العام 2014 على أقل تقدير.

ولدى نادر علاقات قديمة مع إسرائيل. وأثناء الانتخابات الرئاسية، أرسل بن زايد نادر لمقابلة مسؤولين إسرائيليين لمناقشة كيفية تعاون الدولتين، حسب "ميدل إيست آي". أقام نادر علاقات مع إسرائيل من خلال جامع التبرعات الأميركي اليهودي، إيليوت برويدي، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلاً عن مذكرة قدمها برويدي، وتم تمريرها إلى "نيويورك تايمز"، فقد حاول برويدي الضغط على ترامب للاجتماع مع بن زايد، لدعم سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة،

وقدم براودي لنادر مذكرة عن اجتماع عقده مع ترامب في البيت الابيض تم التطرق خلاله إلى إمكانية عقد اجتماع خاص بين ترامب وبن زايد وتأييد مواقف الإمارات في القضايا الإقليمية ولاحقا وقع براودي عقودا بمئات الملايين مع الامارات.

كما إن نادر تردد العام الماضي كثيراً على البيت الأبيض والتقى بستيفن بانون وجاريد كوشنر ومستشار الامن القومي الامريكي السابق، مايكل فلين وبحث معهم السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج قبل سفر ترامب للسعودية في مايو/آيار الماضي.

إن جيرسون لديه تعاملات مالية مع ديوان ولي عهد أبوظبي، كما طور علاقات وثيقة مع عدد كبير من كبار المسؤولين الإماراتيين خلال السنوات التي مرت، بمن فيهم محمد بن زايد نفسه.

كذلك، سلطت "نيويورك تايمز" الضوء على أن عائلة ريتشارد جيرسون  مسير صندوق التحوط، وصديق كوشنر، ومؤسس "فالكون ايدج كابيتال". والذي لديه تعاملات مالية وخيرية مع آل كوشنر، تصب في خدمة إسرائيل وأضافت أن أسرة جاريد كوشنر، ومن خلال إحدى مؤسساتها، قدمت عشرات الآلاف من الدولارات كهبات لفائدة فريق طبي إسرائيلي يترأسه مارك جيرسون، شقيق ريتشارد.

كما أن جيرسون كان في تلك الجزيرة النائية في المحيط الهندي واجتمع مع محمد بن زايد وتواصل كذلك مع جورج نادر، الذي كان وراء تنظيم الاجتماع مع إريك برينس، وذلك بحسب ما ورد في رسائل نصية أرسلها حينذاك جيرسون وكذلك شخص مطلع على تفاصيل اللقاء.

التقى جيرسون بنادر قبل أسابيع قليلة من ذلك عندما كان مسؤولو ترامب، بما في ذلك كوشنر، يلتقون في اجتماع سري مع محمد بن زايد داخل فندق فور سيزنس في مدينة نيويورك.
فهذه العلاقات الودية والوثيقة بين جاريد كوشنر من جهة وبين اللوبي اليهودي من جهة وبينه وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى وعلاقات جورج نادر رجل بن زايد رقم 1 في الولايات المتحدة بالرجالات واللوبيات اليهودية تنم عن شئ واحد لا غير وهو علاقة دولارات السعودية والإمارات واللوبيات اليهودية في مجلس الشيوخ بالجمهوريين في الولايات المتحدة واستخدام هذه القوتين لدعمهم ترامب للوصول إلى رئاسة الولايات الأمريكية إذ أن الأحداث التي تعاقبت في الشرق الأوسط خير دليل على ذلك:

1-    وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد ودعم ترامب لهذا الأمر وكسب تأييد الولايات المتحدة.

2-    تعزيز مكانة محمد بن زايد في الشرق الأوسط وكسب تاييد الولايات المتحدة.

3-    الدعم المالي لحملة ترامب وأسرة كوشنر واللوبيات اليهودية من قبل السعودية والإمارات. 

4-     نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وصمت السعودية والإمارات على هذا الأمر وعدم اتخاذ أي قرار مناهض لهذا الأمر وتأكيد محمد بن سلمان على دعم التوجه الهادف إلى تحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

5-    توفير الظروف للكشف عن مشروع ترامب حول الأزمة الفلسطينية تحت عنوان صفقة القرن

6-    تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى إسرائيل بعد أخذها من مصر

7-    مشاركة الشركات الإسرائيلية في المشاريع الصهيونية المصممة لسيناء ومشروع نئوم الذي أطلقه محمد بن سلمان

8-    الخطة اليهودية الأمريكية " تحديد الحرمين الشريفين وتقويض الالتزام الديني للشعب السعودي وتحفيز الشهوات الاجتماعية" بتركيز محمد بن سلمان على ترويج العلمانية وإنشاء جزر سياحية مذهلة على ساحل البحر الأحمر من قبل الشركات الهوليوودية والسياحية

والنتيجة هي أن اليوم، إسرائيل واللوبي الصهيوني من ناحية، وترامب وخاصته من ناحية أخرى، يستخدمون المحمدين (بن سلمان وبن زايد)، لإخضاع وإذلال العالم الإسلامي والمسلمين أمام تل أبيب وتسليمهم القدس للصهاينة. قال الله سبحانه وتعالى في محكم  كتابه: " وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"
كاتبة ومحللة وطالبة دكتوراه متخصصة في شؤون الدول العربية ومنظماتها السياسية
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع