الأقباط متحدون - للاحتفال بالعيد في الصين مظاهر أخرى
  • ١٠:٥٨
  • الجمعة , ١٥ يونيو ٢٠١٨
English version

للاحتفال بالعيد في الصين مظاهر أخرى

٤٨: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب : حسين إسماعيل

 
تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك من دولة لأخرى، فلكل دولة طريقة خاصة فى الاحتفال تتماشى مع ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، لكن بالرغم من ذلك فهناك بعض العادات المشتركة التى يقوم بها المسلمون فى جميع أنحاء العالم خلال عيد الفطر، ومن أهمها صلاة العيد وتبادل التهانى وزيارة العائلة والأصدقاء وارتداء الملابس الجديدة فضلا عن زيارة المقابر.
 
ومن ناحيته قال حسين إسماعيل لمجلة "الصين اليوم" وهي المجلة الرسمية لدولة الصين ان المسلمين في الصين يحتفلون بالعيد بطريقة قد تكون مختلفة بعض الشئ عن سائر الدول العربية  في العيد وذلك لاختلاف العادوات والتقاليد العشوائية، يقومون المسلمون في الصين  بأداء صلاة العيد، والاستماع الى خطبة عيد الفطر باللغة الصينية والعربية من إمام صيني، وأداء الزكاة والصدقات، ثم تبادل الزيارات وطهي الأطعمة المميزة  في المساجد وذبح الأضاحي مع الحرص على تنظيف وتزيين المنازل وارتداء الملابس الجديدة وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران للتهنئة بالعيد ، لكنهم يولون اهتماما خاصا لزيارة مقابر أقاربهم، حيث يقومون بقراءة آيات من القرآن الكريم وتنظيف المقابر ووضع الأرز والقمح عليها.
 
وأوضح إسماعيل أن عيد الفطر في الصين شأنه شأن رأس السنة الصينية بالنسبة للمسلمين والصينيين على حدٍ سواء، فالمسلم الصيني يستغل هذه المناسبة للعودة الى مسقط رأسه وقضاء العيد مع أهله وأصحابه، ويلاحظ ازدحام وسائل النقل قبل العيد بأيام، خاصة في الرحلات التي تقل العديد من المسلمين إلى مناطق سكناهم في شمال الصين مثل إقليم “نينغشيا”، حيث تعتبر أيام عيد الفطر فرصة للمسلمين من جميع الجنسيات للتعارف والتقارب وتبادل التهاني في أجواء من السلام والمودة والرحمة والتي هي أساس رسالة المناسبات الدينية الإسلامية.
 
وتابع قائلاً: يعتبر العيد إجازة رسمية مدفوعة الأجر لكل موظف من أبناء القوميات المسلمين   وغير المسلمين، وتحرص الحكومة الصينية على مشاركة المسلمين فرحتهم بالعيد فترسل مندوبين عنها في أماكن تجماعتهم لتهنئتهم، وفى أماكن أخرى يقوم المسلمون بالخروج إلى الشروع والميادين وهم يرتدون ملابس ملونة ويحملون فى أيديهم أعلام ولافتات يلوحون بها، وتقام المهرجانات والحفلات فى كثير من المدن احتفالا بالعيد.
 
كيف دخل الإسلام إلى الصين؟
 
لا يذكر أي مرجع تاريخ قاطع لوصول الدعوة الإسلامية الى الصين ولكن الشائع في الكتابات الصينية هو ان ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان أرسل مبعوثاً الى امبراطور الصين في وقت ما سنة ثلاثين هجرياً التي توافق 651 ميلادياً الى مدينة تشان ان وهي مدينة تشي ان حالياً واستقبله الامبراطور "طنج دوت سونج" كانت فترة أسرة طنج ومن بعدها أسرة "سونج" المرحلة الأولى لإنتشار الإسلام في الصين.
من ناحيته قال حسين إسماعيل الخبير في الشؤون الصينية لمجلة "الصين اليوم" وهي المجلة الرسمية لدولة الصين أن التجارة الصينية العربية الإسلامية شهدت في تلك الفترة تطوراً بالغاً فجاء الصين عدد كبير من التجار المسلمين العرب والفرس الذين كان يطلق عليهم في هذا العصر "فونكا" وأقام بعضهم في الصين لمدة طويلة.
 
 مضيفاً ان المسلمون اندمجوا في هذه الفترة في نسيج المجتمع الصيني ومزجوا بين تعاليم دينهم والمفاهيم التقليدية الصينية، بل في نمط التعليم الذي اتبعوه جمعوا بين نظام التعليم المسجدي الإسلامي وهو شبيه بنظام كتاتيب المساجد وتعليم المدارس الخاصة التقليدية في الصين.
 
وأشار الى أن من بين 56 قومية في الصين يعتنق الإسلام أبناء عشر قوميات منهم" التتار، الأوزيك، الطاجيك، السالار، القازاف، القرغيز..."
و الإحصاء الرسمي للمسلمين في الصين يعتمد على عدد المنتمين لتلك القوميات العشر ويقدر عدد المسلمين في الصين حالياً بنحو ثلاثين مليوناً يمارسون شعائرهم في أربعين ألف مسجد ... تقريباً في منطقة "شين شيان" وتحت قيادة أكثر من 45 ألف إمام، ويسمى إمام المسجد في الصين "أخون"، ويكون مسؤولاً ليس فقط بالشعائر الدينية في المسجد وانما تمتد مسؤولياته الى دائرة أوسع في حياة المسلمين اليومية والذي يتولى عقد القران في مناسبات الزواج، وهو الذي يقود ترتيبات الجنازة والذي يدعى أيضاً لنحر الذبائح وتسمية أبناء المسلمين بأسماء إسلامية.
 
وتابع يوجد في الصين أكثر من 10 معاهد إسلامية أكبرها المعهد الصيني للعلوم الإسلامية ببكين الذي تأسس عام 1955 باعتباره أول معهد ديني من نوعه بعد إنشاء جمهورية الصين الشعبية.
 
 وأشاد بدور الحكومة المركزية الصينية  في حماية حقوق المسلمين قائلاً: يحظى المسلمون برعاية الحكومة الصينية المركزية والحكومات على مختلف المستويات الإدارية، ويتجسد ذلك في السياسات بحماية حقوق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية ورفع مستوى معيشتهم.