الأقباط متحدون - عش الدبايــــر .....!!
  • ١٢:٠٣
  • الاربعاء , ١٣ يونيو ٢٠١٨
English version

عش الدبايــــر .....!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٠٠: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
  نبيل المقدس 
 
   يوم من ايام الأسبوع الماضي .. سرح فكري في الأية التي جاءت في رسالة رومية 3 : 12 " الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِد " كذلك  نجد  نفس المعني في مزموري 14 و 52 مع فارق طفيف في الكلمات. وحين يكرر الوحي نفس الكلمات مرتين فذلك حتى يكون هناك شاهدين علينا أن الله قد حذَّر وأنذر من عقوبات الخاطئ الجاهل، الذي يتمادى في خطاياه مبررًا ذلك بأن الله لا يرى ولن يعاقب. الله يكرر لعلنا نخجل، فالجاهل يقول لا إله ويخطئ، أما نحن فنؤمن بالله ومع هذا نخطئ. .! فنحن فاسدون " لأن الفساد ما إلا  وجود شهوة في القلب. وفي معظم الأحيان تكون الشهوة الفاسدة في القلب سبباً في إنكار وجود الله حتى لا يزعجوا ضمائرهم ويتمادون في شهواتهم، وبالتالي فهم غير ملتزمين بوصايا الله ..!أكيد في الديانة الإسلامية يوجد هذا المعني لأنهم هم ايضا ضد الإلحاد . لذلك اتصور بل متأكدا أن هذا التبرير هو تبرير واهم وغير مقبول . 
 
        نحن نجد ان الغساد ينتشر بطريقة شرسة في البلدان التي تضع الديانة أول بنود دستورها ... وفي نفس الوقت نجد الكثير من الشعوب الأوربية التي لا تتخذ الديانة في حياتها العامة أهمية كبيرة بل هي علاقة شخصية فقط بين الفرد والله نكتشف أن نسبة الفساد فيها قد تصل إلي الصفر ... ! لدرجة ان وزير أوروبي أخطأ في قرار  بعيد عن السرقة او استغلال مركزه .. إنتحر . اما في بلادنا فأن المسئول الأول في عملية الفساد يتم محاكمته  في 5 سنوات وهو في منزله بحجة مرضه إلي ان يصبح بريئا هو والمشتركين معه في الجريمة ويرجعون إلي اعمالهم مطالبين بحقوقهم التي كانت يستحقونها في غيابهم.  
               كذلك نجد ايضا في جميع الدول الأسوية وبالرغم أن دياناتهم وثنية إلا ان هناك قلة يعبدون الله .. نكتشف انهم من أعظم البلاد آمانة .. ينعدم فيها الفساد في  جميع صوره . إلا مصر فهي تزداد فسادا سنة بعد الأخري وليس هناك اي امل في السيطرة علي الفساد ... فقد تراجع ترتيب مصر في مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 الذي أعلنت منظمة الشفافية الدولية عن نتائجه  في فبراير  2018بحسب الشفافية الدولية، المعنية بمكافحة الفساد، و تدهور وضع مصر على مؤشر الفساد درجتين في 2017، حيث سجلت 32 نقطة، مقابل 34 العام السابق.
 
          تقوم الحكومة الحالية بأعمال بطولية ضد الفاسدين .. صحيح انها تقوم بوأد الفساد .. فنسمع بين فترة وفترة عن إلقاء القبض علي بعض الأفراد من ذوي المراكز الحساسة .. لكن ليس هذا هو الحل ... الفساد بقعة واسعة تشمل مصر كلها من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب .. لذلك حل ووأد هذه الأفة ليس من السهل .. لكن الحل موحود لكن المسئولون يخشون ادخال اياديهم في عشش الدبابير .. لأن الكل ملطوط في الفساد وبالفساد .. تمت السيطرة علي اغلب فساد المصالح الحكومية .. لكننا لا نقدر ان نقترب إلي باقي العشش وخصوصا عش المحليات المنتشرةفي جميع ربوع الوادي ... لماذا هذا البطيء في الوصول إلي وضع سريع  لنهاية هؤلاء الفاسدين وخصوصا نحن نعيش في فترة حالة الطواريء .  
 
        إن الآثار المدمرة والنتائج السلبية لتفشي هذه الظاهرة المقيتة تصل إلي كل توجهات الحياة لعامة الشعب، فتهدر الأموال والثروات والوقت والطاقات وتعرقل المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات، وبالتالي تشكل منظومة الفساد مزيداً من التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فقط، بل في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلي  مؤسسات ودوائر الخدمات العامة ذات العلاقة المباشرة واليومية مع حياة الناس.
إن الفساد له آلياته وآثاره ومضاعفاته التي تؤثر في نسيج المجتمعات وسلوكيات الأفراد وطريقة أداء الاقتصاد وتعيد صياغة (نظام القيم) وهناك آليتين رئيسيتين من آليات الفساد وهما : 1. آلية دفع (الرشوة) و(العمولة) (المباشرة) إلى الموظفين والمسؤولين في الحكومة، وفي القطاعين العام والخاص لتسهيل عقد الصفقات وتسهيل الأمور لرجال الأعمال والشركات الأجنبية.
 
2. وضع اليد على (المال العام) والحصول على مواقع متقدمة للأبناء والأصهار والأقارب في الجهاز الوظيفي.
 
         هتين الآليتين تمسان الفساد الذي يمس كرامة الشعب نفسه .. والغريب ان هاتين الآليتين موجودتين بطريقة ظاهرة منذ قيام ثورة 52 ... لا انكر ان قبل هذا اليوم كان يوجد فساد .. لكنه كان في حيز ضيق جدا .. اما بعد هذا التاريخ تفشي الفساد بطريقة وقحة حتي تكاد تصل إلي سمة من سمات مصر المحروسة . 
 
الي متي تتوقف هذه الآفة ... يقول البعض حتي ولو ارتفعت دخول الشعب للمستوي الذي يعيش فيه برخاء .. سيظل موجودا ... الحل الوحيد ان دنيانا هذه يتم نفيها وتظهر براعم جديدة من البشر لا تعرف مصطلح الفساد .. 
طبعا هذا خيال في خيال ..!!! 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد