الأقباط متحدون - كل شيء من أجل المعركة!!
  • ١٧:٥١
  • الثلاثاء , ٥ يونيو ٢٠١٨
English version

كل شيء من أجل المعركة!!

أخبار مصرية | arabic.rt

٥٧: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٨

وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي

 عشية حلول ذكرى النكسة، أسلم الروح، المذيع المصري أحمد سعيد، مدير إذاعة " صوت العرب" من القاهرة.

 
وارتبط اسم الإذاعي الراحل، بالنهوض القومي؛ الذي عاشته البلدان العربية، إثر استيلاء الضباط الأحرار، في مصر، على السلطة،  بقيادة (البيكباشي) جمال عبد الناصر، ثم توالت الانقلابات العسكرية، وصولا إلى هزيمة الخامس من يونيو/ حزيران؛ وكان صوت أحمد سعيد يهدر ببلاغات النصر، فيما كانت كافة طائرات مصر، قد تدمرت في مرابضها عند الفجر، والقوات الاسرائيلية، تتقدم في سيناء وتحتل الضفة الغربية والقدس والجولان، وتؤسس لأكبر هزيمة في التاريخ الحديث للعرب التي تفنن "أبطالها" في تسميتها، ونحت وعاظ السلاطين تعبير "النكسة" للإيحاء بأنها مؤقتة!
 
انبرى تلامذة  مدرسة أحمد سعيد، في ابتكار واختراع، شتى المبررات لتخفيف وقع الهزيمة على الشارع العربي، الذي استفاق، فجر الخامس من حزيران/ يونيو، عام 1967 على أناشيد حماسية، تغطي على الكذبة الكبرى للعسكريين المنشغلين  بالتآمر على  شعوبهم، تاركين العدو، يحقق ما لم يتصوره أحد من جيل النهوض العربي حتى في أثقل الكوابيس.
 
وظهرت سياسات غالبية الأنظمة، شبيهة بمسرحية الكاتب السوري العظيم سعد الله ونوس" حفلة سمر من أجل 5 حزيران" على مدى عقود متتالية، ولم يلتفت أحد إلى "النقد الذاتي بعد الهزيمة" حيث اعتبر من نادى به من أمثال الاستراتيجي الفذ صادق جلال العظم، هرطقة، وصدرت آلاف الكتب العميقة والجادة، وكتبت عشرات آلوف الدراسات والأبحاث في تحليل النكسة، وتلمس سبل الخروج من قعرها، دون أن تلتفت لها أنظمة القمع، والهزيمة.
 
ومع أن المرحوم أحمد سعيد، الذي لم يكن مسؤولا عن سياسيات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الإعلامية؛ إذ كان مجرد صوت، انزوى بعد الهزيمة، إلا أن مدرسة المذيع المصري، تمددت في أغلب بقاع الوطن العربي الممزق، لأنها كانت، التعبير الأكثر التصاقا، بالأنظمة الشمولية، والقمعية القائمة على الخداع، والجدل، وتخدير كل المجتمعات في شعار خطير وقاتل.
 
اسمه" كل شيء من أجل المعركة"!
 
تحت هذه اللافتة الخبيثة، صادرت الانظمة العربية الحريات، ومارست أجهزة القمع شتى صنوف التعذيب؛ والتنكيل بحق القوى الحية في المجتمعات العربية. وصارت الانتهاكات عنوانا لتلك الحكومات التي جيرت الأموال لصالحها. ولم تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، بذريعة الاستعداد لمعركة إزالة " النكسة" وتحت شعار" كل شيء من أجل المعركة".
 
وحتى تلك الأنظمة التي استعدت، لمعركة مرتقبة مع العدو الإسرائيلي، فإنها مارست القمع بحق شعوبها، وبددت قوتها العسكرية، على حساب التنمية، في حروب عبثية ومغامرات هوجاء، وانتهت بشكل مأساوي.  
 
لم يستمع أطفال الحجارة الفلسطينية، لخطب ومقالات وتعليقات أحمد سعيد ورهطه، الرنانة، حين ترعرعوا في مقاومة الاحتلال، ولم يصدقوا، وهم أغرار لكذبة" كل شيء من أجل المعركة" . وفي هذا عزاء للمتطلعين بأمل إلى المستقبل.
 
رحم الله أحمد سعيد، المتوفي عن تسعين حولا وثلاث سنوات. ولعل في رحيله عشية ذكرى النكسة، شارة بانتهاء أزمنة التراجع، والتخاذل، والتبجح والانتصارات الموهومة!
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.