الأقباط متحدون - نقل السفارة وسحب السفراء
  • ٠٣:٠٥
  • الخميس , ١٧ مايو ٢٠١٨
English version

نقل السفارة وسحب السفراء

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٥: ١١ ص +02:00 EET

الخميس ١٧ مايو ٢٠١٨

نقل السفارة
نقل السفارة

د. مينا ملاك عازر
بينما تعج منطقة الشرق الأسط بالصراعات السياسية، لا يكتفي زعمائها بصبغتها بالصبغة الدينية، تلك الصبغة التي تكفل لهم الوجود في الحكم في بعض الأحيان في بعض الدول، بل يضيفوا عليها نكهة مذهبية كيما يمدوا من سبل وفترات حكمهم على كراسي حكمهم، لذا حكم على منطقة الشرق الأوسط أن تصبح أرض الصراعات وليس أرض للسلام والأديان.

بينما تحتفل إسرائيل بمرور سبعين عاماً على تأسيسها، وتتلقى التهاني، يتظاهر الفلسطينيون معترضين على وجودها، ويقومون بمسيرات سلمية ضدها، فتضيق عليهم الخناق وتقتلهم بالرصاص لكي تكبح جماحهم، ومع الإصابات والشهداء الذين يسقطون من بين صفوفهم تستمر المعارضة والمقاومة الفلسطينية، ويستمر البطش الإسرائيلي.

وبينما الدولة  الإسرائيلية تحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسها، تحتفل أيضاً باعتراف أمريكي جواتيمالي بالقدس عاصمة لها، إذ ينقلون سفارتهما، ليس قراراً ولكن فعلاً، أي ينفذ القرار الأمريكي وأيضاً الجواتيمالي ليريا النور على أرض الواقع.

ويبدو أن ترامب الذي تذرع بأنه يوفر لبلاده الأموال لبناء سفارة، واكتفى بتطوير القنصلية، لم يكن هذا قصده بل كان قصده الحقيقي أن يجمع بين الاحتفالين الأول بذكرى النكبة العربية أو تأسيس إسرائيل والثاني بنقل سفارة بلاده بأقل تكلفة ممكنة للقدس، إذ تحول مقر القنصلية من قنصلية لسفارة أمريكية بالقدس.

وبينما هذا كله يحدث يمكنك العودة مطمئناً للفقرة الأولى، لتعرف كيف يستثمر زعماء العالم الوضع السياسي المتأجج والمرتكز على أفكار دينية بين مسلمي العالم ويهوده المعترف بهم على أنهم صهاينة، نعم يستثمروا هذا في نزاعاتهم الشخصية، فيزيدوا على الفكر الديني المؤثر في الشكل السياسي فكر مذهبي للتنافس بين شيعة وسنة على أرض سورية، ثم على القدرة على هزيمة إسرائيل، فقرر سنة السعودية التواطؤ والتفاهم مع إسرائيل في سبيل القضاء على شيعة سوريا والعراق وإيران لو أمكن، وكله في سبيل تحقيق أمجاد ذاتية وشخصية تؤمن لهم بقائهم على سدة الحكم وبالأحرى نقلهم من مركز النيابة في الحكم للسدة العليا في الحكم، وها الصواريخ الإيرانية والإسرائيلية تشتبك على أرض سوريا، وتحيا منطقة الشرق الأوسط تحت وطأة برميل بارود يكتم على نفس الشعوب، يمسك به معظم الحكام ليؤمنوا وجودهم.

المؤسف أن حكام من خارج المنطقة كدولة جنوب أفريقيا يقرروا سحب سفيرهم من إسرائيل احتجاجاً على ما تفعله الدولة الصهيونية المتحالفة بشكل أو بآخر مع إحدى الدول السنية الكبرى لضرب الدولة الشيعية المعادية لها، وأما الدولة السنية الأخرى وهي تركيا التي كانت على خير ما يرام مع إسرائيل فتسحب سفيرها هي الأخرى لإحراج المتحالفين سراً مع الكيان الصهيوني بحسب ما يسمونه، ولإرساء دولة الخلافة، ولكسب بنط انتخابي في الانتخابات المبكرة القادمة.

المختصر المفيد الخوف كل الخوف أن تكون الحرب القادمة حرب غير تقليدية وإنما نووية في منطقة لا تحتمل المزيد من الحماقات من الحكام الصبيان سناً وفكراً.