الأقباط متحدون - شهيد سيناء.. و«واه يا عبدالودود»
  • ٢٠:٥٠
  • الخميس , ٢٤ مايو ٢٠١٨
English version

شهيد سيناء.. و«واه يا عبدالودود»

مقالات مختارة | بقلم : حبيبة محمدي

٤٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨

حبيبة محمدي
حبيبة محمدي

 كنت أستعد لكتابة مقالى الأسبوعى معكم، وكان سيكون أكثر بهجة لأننى كنت سأكتب عن رمضان وبهجته وطقوسه الجميلة بمصر الحبيبة. لكننى أجلته للأسبوع القادم (إن كان فى العمر بقية).

 
فالحس الإعلامى يكون هو الفيصل دائما فيما نكتب وننشر، خاصة إذا كنا مهمومين بقضايا أوطاننا وأمتنا، ولا نرجو من الكتابة سوى محبة الوطن ووحدتنا العربية. وقد آليت على نفسى ذلك، وأتمنى من الله توفيقى فى ذلك أنا وزملائى الأفاضل كتاب هذا الم��بر الإعلامى الموقر «المصرى اليوم».
 
«عبد المجيد الماحى» هذا هو اسمه، أما صفته فهو «شهيد» أجمل وأعظم وأسمى اسم وصفة.
 
استشهاد النقيب عبدالمجيد الذى كان يعمل بالقوات الخاصة أثناء توزيعه «تعيينات» السحور على الخدمات فى سيناء. خبر هزّنى وأبكانى، هذا الشاب الذى ارتقى شهيدا إلى ربه وهو يقدم وجبات السحور لرفقائه، فى «أرض المعركة الكبرى.. سيناء».
 
مات الشاب إثر انفجار عبوة ناسفة فى مدرعة أمن مركزى، نفذها إرهابيون، مجرمون، أعداء الوطن، أما هو فقد ارتقى إلى ربه وهو يؤدى واجبه تجاه وطنه وتجاه ربه، وما أجمله من ارتقاء!!
 
أكيد ليس وحده من استشهد وليس الوحيد، فغير عبدالمجيد الماحى شهداء كثيرون، وهؤلاء هم خير أجناد الأرض. فعن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض).
 
لا غرابة فى هذا، فمصر أرض الأنبياء وأرض الطاهرين وأرض أولياء الله الصالحين.
 
كان النقيب عبدالمجيد يوزع وجبات السحور على رفقائه، يطعمهم ويسقيهم، ويشاء القدر أن سقت دماؤه هو الزكية أرض الفيروز، أرض سيناء.
 
الحقيقة أن الشهيد عبدالمجيد هو واحد من آلاف الشباب والرجال الرابضين على الحدود بكل شهامة لحمايتنا وحماية أرضنا وعرضنا، هم من يتصدون للموت كل لحظة، هم من يقاومون المجرمين والإرهابيين وسافكى الدماء. هم من يروون بدمائهم أرض سيناء وغيرها من أراضينا الطاهرة والغالية، هؤلاء هم الأبطال الذين يستحقون منا كل التقدير والتقديس والتكريم.
 
والحقيقة، لم أجد على لسانى أجمل ولا أصدق تعبيرا من تلك الكلمات التى قالها عمنا «أحمد فؤاد نجم» فى قصيدته الرائعة «واه يا عبدالودود» المعروفة، إهداء إلى خير أجناد الأرض، سأكتب بعضا من كلماتها فقط (واعذرونى إن لم تكن إجادتى للهجة الصعيدية الجميلة إجادة صحيحة). يقول الشاعر الجميل عمنا نجم: (واه يا عبد الودود يا رابض ع الحدود ومحافظ ع النظام
 
كيفك يا واد صحيح؟ عساك تكون مليح وراقب للأمام
 
أمك ع تدعى ليك. وع تسلم عليك. وتجول بعد السلام
 
خليك جدع لأبوك ليقولوا منين ده أبوك ويمسخوا الكلام
 
آه يا عبد الودود هقولك وأنت خابر كل القضية عاد
 
ولسه دم خييك ما شرباش التراب
 
حسك عينك تزحزح يدك ع الزناد
 
خليك يا عبده رابض لساعة الحساب).
 
وأقول للأعداء:
 
نعم إن ساعة الحساب لقادمة.
 
أما مصر فمحروسة بإذن الله.
 
رحم الله الشهيد عبدالمجيد وكل شهداء سيناء وشهداء مصر الحبيبة، وحمى الله مصر وأمتنا العربية. ولتبقَ مصر عظيمة وآمنة بإذن الله.
 
* كاتبة جزائرية
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع