الأقباط متحدون - قصص مخابراتية| المقايضة.. تكتيك المخابرات للاستفادة من السوفييت
  • ١٦:٥٥
  • الاربعاء , ٢٣ مايو ٢٠١٨
English version

قصص مخابراتية| "المقايضة".. "تكتيك" المخابرات للاستفادة من "السوفييت"

أخبار مصرية | الوطن

٠٥: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"المقايضة" في العُرف المخابراتي لم تكن للأسرى فقط من الفصيلين، ولكن للمعلومات أيضًا أهميتها كالجواسيس من البشر، والتي استفاض عبدالفتاح أبوالفضل في إبراز أهميتها من خلال كتابه "كنت نائبًا لرئيس المخابرات"، وأعد لصفقة جاءه اللوم بسببها لأنه كان من الممكن إتمامها "على مستوى أعلى".

عمل "أبوالفضل"، الذي التحق بالمخابرات العامة في 1952، في تركيا كمستشار صحفي لسفارتنا هناك وكان له مكتب صحفي في إسطنبول، إضافة إلى مكتب صحفي في العاصمة أنقرة، وبدأ العمل في 5 أغسطس 1957، مطلوبًا منه العمل داخل إسرائيل نفسها عن طريق العلاقات المفتوحة بين تركيا وإسرائيل، ومراقبة النشاط السياسي والاستراتيجي الإسرائيلي في تركيا، ومدى علاقة إسرائيل العسكرية بحلف بغداد.

قبل ظهر أحد الأيام وبينما يقبع "أبوالفضل" في مكتبه بأنقرة، اتصل به القنصل المصري في إسطنبول يطالبه بالحضور على وجه السرعة لأمر مهم، وعند وصوله نادى القنصل على شخص كان ينتظر بالغرفة المجاورة يوناني الجنسية تتسم ملابسه بالتواضع ويتكلم الإنجليزية ببطء لكنه مفهوم، واضعًا يده اليمنى في "جيب بنطلونه" منذ مجيئه حتى شك المتواجدين بأنه يحمل سلاحًا، وعند مطالبة أبوالفضل له بإخراج يده وجدها مبتورة الكف الأيمن حيث فقده في أثناء مقاومة المظليين الألمان في معركة "كريت" بالحرب العالمية الثانية، حسب قوله حينها.

وأراد الوافد اليوناني أن يُعلم السفارة المصرية أو السورية بمعلومات سرية على أن يوصلوها للاتحاد السوفيتي، حيث طالبه التنظيم اليساري في اليونان المنتمي له ألا يوصلها مباشرة وإنما عن طريق واحدة من السفارتين، بعد التأكد من إفادته بوجود تنظيم "أمريكي - بريطاني" في اليونان يقوم بتوصيل الهاربين المجريين أنصار إمري ناجي.

وقال إن هناك تنظيمات ومنظمات أخرى مناهضة خارج المجر، وخصوصًا في يوغوسلافيا واليونان تتعاون مع التنظيم "الأمريكي - البريطاني" في مساعدة العناصر المجرية الثائرة والهاربة في عبور الحدود اليوغسلافية ثم إلى اليونان لإنقاذهم من بطش السلطة الحاكمة في المجر.

لم يكن أمام "أبوالفضل" إلا استغلال ما وقع تحت يده لصالح مصر، واعتمد نظام "المقايضة" بالاتفاق مع الملحق العسكري المصري زكريا العادلي إمام، وأطلعه على الموضوع وكان التعاون بينهما، بتأجيل تسليم المعلومات إلى الاتحاد السوفيتي واتفقا على تقسيم كمية المعلومات بينهما على أن يعطوها على دفعات وفترات متتابعة إلى الملحق العسكري السوفيتي والمستشار الصحفي التشيكي نظير تكليفهما بالحصول لهما على معلومات سرية للغاية ومطلوبة لمصر عن أدق الاستعدادات والأسرار الإسرائيلية، وكان لدى "أبو الفضل" الكثير من هذه الاحتياجات.

وجاء دور نائب رئيس المخابرات عبدالفتاح أبوالفضل مع الملحق الصحفي التشيكي وأعطاه جزءًا من المعلومات على أن يوافيه بكل ما هو مطلوب من أبحاث المياه الثقيلة الإسرائيلية التي تستخدم في صنع القنبلة النووية من الهيدروجين، وكانت المفاجأة بمحاولة الجانب التشيكي تضليل أبوالفضل وإعطائه معلومات سبق لأبوالفضل قراءتها في الكتاب السنوي لإسرائيل المطبوع، والذي نحصل عليه كل سنة من الجناح الإسرائيلي في معرض أزمير الدولي بمنتهى السهولة، وبنفس المعلومات والألفاظ تقريبا، فنصح التشيكي بإعادة النظر عند "تقدير مستوانا كعرب متعلمين"، ولم يسلمه أي كمية من المعلومات أخرى حتى عاد بتقرير حقيقي عن أدق المعلومات عن أبحاث المياه في إسرائيل.

وبعد مدة اكتشف الاتحاد السوفيتي "اللعبة"، حيث وصلته أخبار العملية عن طريق الحزب الشيوعي اليوناني، وكلفت الحكومة السفير السوفيتي في القاهرة بالاتصال بالرئيس جمال عبدالناصر وإبلاغه بكل شيء عن اللعبة، وحينها أرسل علي صبري وزير شؤون رئاسة الجمهورية خطابًا لـ"أبوالفضل" وزكريا العادلي فيه لوم، بأنه كان عليهما إرسال المعلومات إلى القاهرة للتصرف فيها على أعلى مستوى بين مصر والاتحاد السوفيتي، فلم يكن اللوم منصبًا على الطريقة، ولكنه كان يشير إلى مكاسب أكبر لو أن اللعبة تمت على أعلى مستوى.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.