الأقباط متحدون - والد طالب الشرقية المنتحر: اضطراب الشخصية الحدية قتل ابنى
  • ١٦:٠٣
  • الثلاثاء , ٢٢ مايو ٢٠١٨
English version

والد طالب الشرقية المنتحر: اضطراب الشخصية الحدية قتل ابنى

حوادث | الدستور

٤٠: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

 شقيقه: لم يكن عاقلًا بالقدر الكافى.. وأصيب بالعمى المؤقت

 
«عُرس وليست جنازة»، هكذا وصف ياسر رشاد، والد مراهق الشرقية الذى انتحر منذ يومين، مشهد تشييع جثمان ابنه محمد، ١٥ عامًا، الذى أنهى حياته غرقًا بمياه بحر مويس أمام ديوان عام محافظة الشرقية، وقبل أن يقدم على الانتحار، كتب «محمد» تدوينة على موقع «فيسبوك»، قال خلالها: «بجد لازم أموت.. مش هقول نفسى بس لازم أخلص من الكابوس اللى أنا فيه دا، لو فى يوم انتحرت ماتقولوش مراهق ولا طايش أنا شيلت هم محدش يستحمله ابقوا ادعولى».
 
وقال والد «محمد»، لـ«الدستور»: «ابنى كان مصابًا بمرض اضطراب الشخصية الحدية، وهو مرض نفسى نادر، يتسبب فى اكتئاب المصابين به، ويقدم ١٠ منهم على الانتحار»، مضيفًا: «كان ولدًا طاهرًا وطيبًا، ولم أشهد جنازة يحضرها هذا الكم الهائل من الشباب، وأدعو الله أن يتغمده برحمته، وأن يعوضه عن كل الآلام التى عانى منها خلال حياته القصيرة، فقد كان المرض يحرمه من كل متع الدنيا».
 
من جانبه، قال «كريم»، شقيق الطفل المنتحر: «رفع الله القلم عن ثلاث، منهم المجنون حتى يعقل، وللأسف أخى لم يكن عاقلًا بالقدر الكافى»، موضحًا فى تدوينة على فيسبوك: «أنا صعبان عليا وأنا بقول كده على أخويا، بس دى الحقيقة، بقاله ٤ سنين بيعانى من وجع فى الضهر والرجل، كشفنا عند كل التخصصات اللى فى الدنيا، وروحنا للشيوخ، كله قال سليم».
 
وتابع: «فى الآخر جربنا الطب النفسى، والدكتور قال إن عنده اكتئاب حاد من الدرجة الأولى، وإن ده هو سبب وجع الضهر، ثم تطور الموضوع إلى إصابته بالعمى لمدة أسبوعين، والأطباء قالوا لنا إن ده بسبب الاكتئاب»، مضيفًا: «المرض مالوش علاج غير مضادات الاكتئاب والمنومات، وأنا شايف إن ربنا اختاره بالطريقة دى، وإحنا مش هانتدخل فى إرادة اللـه، محمد لم يكن مسئولًا عن تصرفاته».
بدوره، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن اضطراب الشخصية الحدية مرض فى منتهى الخطورة، ويأتى بسبب الوراثة أو مشكلات عانى منها الشاب فى الصغر، والمصابون بهذا المرض يعانون تقلبات فى المزاج، يحبون ويكرهون فى نفس الوقت».
وأضاف «فرويز»، لـ«الدستور»: «كما يعانى المريض من اضطرابات فى الهوية الجنسية، فهو دائمًا لا يقتنع بجنسه سواء رجلًا أو امرأة، ويحب أن يؤذى نفسه، ويمكن أن يجرح نفسه بطريقة بشعة، أو يقطع شرايينه»، موضحًا: «هؤلاء الأشخاص هم وسط ما بين الشخصية السوية وغير السوية، إما أن يميل يمينًا أو يسارًا، وليس لديه وسط، وليس له حبيب أو صديق ومن هنا يلجأ إلى الانتحار بسهولة إذا أغضبه أحد».
وعن إصابته بالعمى المؤقت، قال الطبيب: «من الممكن أن يكون الطالب المنتحر ضرب رأسه فى شىء صلب تسبب فى إصابته بالعمى أو وضع شيئًا مؤذيًا فى عينيه»، مشيرًا إلى أنه يعالج هذا الاضطراب بالعلاج النفسى، أو العلاج بالكلام، وقد يصف الطبيب العلاج الدوائى لبعض الحالات للتعامل مع أعراض محددة، وأحيانًا بالجلسات، ويجب توفير مناخ مناسب له داخل الأسرة.