الأقباط متحدون - سيناء بين التحرير والتعمير
  • ٠٣:١٣
  • الجمعة , ٢٧ ابريل ٢٠١٨
English version

سيناء بين التحرير والتعمير

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٧ ابريل ٢٠١٨

تعمير سيناء
تعمير سيناء

د. مينا ملاك عازر
كان الظن كل الظن أنه قد تم تحرير سيناء في الخامس والعشرين من عام 1982، وإخلاء آخر شبر بها في التاسع عشر من مارس لعام 1989 باستلام طابا، لكن سرعان ما شعرت بأن سيناء ليست محررة إذ أن مشروع أرض الفيروز الذي انطلق إبان ولاية الرئيس الشهيد السادات لم ينفذ، ولا نعرف أين ذهبت الأموال المجمعة لأجله؟ كما فوجئت أن الأرض المتروكة يسهل شغلها بواسطة أي إنسان سواء كاره أو محب لهذا الوطن، وللأسف كان الشغل للأرض بواسطة الكارهين لأن المحبين استكثروا على أرض وطنهم ترك العاصمة والانتقال والرحيل لبعيد حيث الأرض الفضاء الغير مستثمرة.

أدعوك عزيزي القارئ، أن تبحث المسألة بأكثر تعمقاً، إن كانت سيناء قد تحررت، فماذا يفعل جيشنا الآن هناك؟ إنه يحررها نعم يحررها من رجال جدد رفعوا السلاح ضد الوطن ورجاله لعلهم يرتبطون بنفس الصلات بالرجال القدامى والأعداء القدامى الذين كانوا يشغلون الأرض ذاتها، أدعوك صديقي القارئ أن تتأمل في الوضع أكثر وأكثر، فسيناء التي لم تعمر لم تحرر.

التعمير ليس شرطاًس أبداً لمنع الاحتلال، فببساطة أكم من بلدان معمرة وعقولها مستعبدة ومحتلة بأفكار ظلامية وجاهلية، ولعل هذا واضح في قلب صعيد مصر–المنيا- وبعض محافظات الوجه البحري، وهنا أدعوكم مرة أخرى وليس أخيرة أن تسألوا أنفسكم إذن لماذا أربط بين التحرير والتعمير ما دام التعمير لا يمنع الاحتلال؟ الإجابة بسيطة هي أنه كان واجب علينا أن نعمل ما علينا بالتعمير لعلنا لا نصل لمرحلة التحرير التي نحن بها للأسف.

لكن ما يريحني اليوم أن التحرير الذي يقوم به الجيش مشفوع بجولات رائعة مبهرة من التعمير بناء مصانع وقاعدة عسكرية وتشييد راق ومحطات تحلية مياه وغيره حتى تصبح سيناء محررة ومعمرة، ويبقى الصراع الأهم موجه ضد الظلاميين السلفيين الذين يتحصنوا ببعض مؤسسات الدولة.

تلك المؤسسات التي خرج منها رجال يتأسون لما جرى برابعة حال فضها على أيدي رجال الجيش حين كانت محتلة- منطقة الإشارة- من نفس ذات المحتلين لسيناء الآن، وقتها قالوا أن ما يحدث بسيناء سيتوقف فوراً، متى عاد الجاسوس-بحكم محكمة- للاتحادية، ولأنه لن يعود لن تتوقف الهجمات البربرية في سيناء من تلقاء ذاتها ولكن بمجهود رجال بواسل سبق آباءهم وأجدادهم فعل ما يفعلونه اليوم حين حرروا سيناء، ولكن الأحفاد يزيدوا عليها التعمير، لعل وعسى ما جرى لا يعود ويجري مرة أخرى، وإن كان هذا أمل، فمن المؤكد أن التعمير سيسهل مسألة التأمين والحماية والتحرير لو لا قدر الله وقعت في أيدي جماعة باغية مرة أخرى.

المختصر المفيد كل سنة وسيناء طيبة.