الأقباط متحدون - التشبث بصنم معين
  • ٠٧:٠٨
  • الاثنين , ١٤ مايو ٢٠١٨
English version

التشبث بصنم معين

نبيل المقدس

مساحة رأي

١٢: ٠١ م +02:00 EET

الاثنين ١٤ مايو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 نبيل المقدس

 كثيرون من الناس يسيرون في طريق مسدود بطريقة لا شعورية .. هذا الطريق هو ربط  ذواتهم بصنم معين , له تأثير قوي في قلوب هؤلاء. فنجد الكثير من الشخصيات يتشبثون مثلا بأصنام في عقاءدهم او ديانتهم .. كأن يتعلقوا وينبهروا مثلا بواعظ أو شيخ أو حكيم مفضل لديهم , فيصبح إيمانهم شديدا ليس نتيجة قوة مباديء الدين بل علي مدي قوة جذب هذا الشخص او ما نلقبه بالصنم لأنهم فعلا عبدوه هو  . فإذا تثبت هذا الشخص علي مباديء ما ينادي به , فإن مقومات هذا الفكر سوف تسير سيرها الطبيعي وفي سلامة .. أما إذا حاد عن القاعدة , أو ما هو أسوا كالسقوط – حينءذ ينهار الإيمان بفكره .. 
 
 كنت افعل هذا مثلا وانا حديث الإيمان بعقيدتي .. فالرجل الذي كان وسيلة إهتداءي , كان مثلي الأعلي وأقرب شيء عندي إلي الصنم .. حتي أني بدأت اقلد صوته وبعض من حركاته وحفظت الكثير من تعبيراته .. لكن بعد فترة من نموي اصبح بالنسبة لي شخصية عادية , واكتشفت انه لم يكن كاملا بالرغم من طيبته .. كذلك في مجالات اخري مثل الموسيقي .. فقد احببت الة العود وعشقت عازفها فأقحمت نفسي في دراسة العود واصبحت ماهرا فيه حسب عمري وقتها .. لكن بعد وقت وجدت مدرس الموسيقي رجلا عاديا لا يتعدي معرفتهىفي عزف السلام الجمهوري  .. فتحولت عبادتي لصنم العود إلي عبادة وعشق عابر وينتهي الأمر . 
 
 الآن نحن نعبد شخصية كروية دوليا .. حتي اتخذناه المثل الأعلي لللاعب الماهر , وكأن لم يأتي لاعب جاء قبله أو لاعب من الصعب يأتي مثله .. إتخذنا اللاعب الموهوب محمد صلاح ىصنم علي وشك عبادته .. لدرجة ان الناس يتابعون الماتشات التي تتبع ناديه الإنجليزي تاركين مواعيد الصلاة وغيرها من المناسك الدينية لو جاء ميعاد ماتش النادي الذي يلعب فيه مع مواقيت الصلاة  . .. هنا نستطيع أن نقول ان الشعب المصري تشبث في عبادة صنم يدعو محمد صلاح , وصل الجنون به أنه تم تسمية الفريق القومي لمصر بالفريق القومي لمحمد صلاح  أو بالمنتخب محمد صلاح .. لم اسمع او اري من نوادي أجنبية أن محبي هذا النادي يعبدون لاعبا ويهيءون له فرص مساحات واسعة وعريضة لعرض تاريخ ميلاده وماذا كان يفعل وهو صغير وهل كان يشرب اللبن واي نوع من شركات اللبن كان يفضل .. كذلك هل كان يأكل خضروات كما فعلت الميديا المصرية مع اللاعب المصري محمد صلاح .  اكيد الواجب علينا ان نفتخر بهذا اللاعب الكبير ... فهو مرأة لمصر , ويزيد من سمعة مصر حلاوة وبهجة لكي يتم استخدامها في تنشيط السياحة .
 
 ليس في مجال الكرة فقط .. ايضا في عالم الغناء والتمثيل .. فكل شخص له مغني او ممثل يعشقه ويحاول تقليده لدرجة انه يكاد يعتبره صنما ليعبده ... انا لست ضد اتخاذ شخصية مبهرة معشوقا لي ..  او شخصية خلاقة في الأدب والفن واللعب هو افضلهم .. لكن الكثيرين مننا يضعون هذه الأصنام بيننا وبين الله الخالق ... ويأتي علينا في بعض الأحيان ان هؤلاء الذين يمتعون بما هم يعرفونها مثل العاب السيرك أو اعمالا سحرية ةغيرها من الأمور التي ينجذب بها المرء ... 
 
وفي خلوة مع نفسي  حاولت ان اجد سبب تشبث شخص بشخص له مهارة كبيرة في لعبة معينة  ..افتكرت اللحظة التي قال لي الرب " أأنت تتبعه أم تتبعني "؟ .. فأدركت في الحال ان هذا الصنم هو لذي يقف بيني وبين الرب ..  فالبعض يتخذ من هذه الفرق المبهرةوصنما له , لا سيما وان الناس لهم حب الإنتماء إلي جماعة وهو ما يُعرف " بالغريزة الإجتماعية " .. فهم يشعرون بأمان وسط هذه الجماعة لأنهم منتمون , وبإنتماءهم يعظمون هذا الشخص الموهوب في امر ما , يحيطونه بهالة قدسية ويجعلونه ذات سلطة ومزايا لا تتواجد في شخص آخر .. هكذا نحول هذا الشخص الموهوب في احدي المجالات مثل ما وصل هذا اللاعب الموهوب محمد صلاح , في لعبة كرة القدم ... نحن لسنا ىضده بل بالعكس نحن نشجعه – لكن لا نضعهبيننا وبين الله...!!   فنحن لا نقبل ان نجعل محمد صلاح صنما تعبد الجماهير .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد