الأقباط متحدون - الأسد بشار أم بشار الأسد
  • ١٩:٢٥
  • الاثنين , ١٦ ابريل ٢٠١٨
English version

الأسد بشار أم بشار الأسد

مقالات مختارة | مايكل مورجان

٤٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٦ ابريل ٢٠١٨

مايكل مورجان
مايكل مورجان

أعتقد أنه بعد الاستماع لجلسات مجلس الأمن التى عقدت فى الأيام القليلة الماضية بخصوص الضربة التى قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا لسوريا فى ظل الهجمات الكيمياوية المزعوم تورط النظام السورى فيها.
 
أود أولا أن اغتنم الفرصة وأدين بشدة أى استخدام للأسلحة الكيمياوية أو غيرها ولكن من الواجب التأكد من المتورط الحقيقى فى استخدام تلك الأسلحة وعدم التسرع فى الهجوم على الدول أو الحكومات بدون التأكد بشكل قطعى من تورطها فى استخدام تلك الأسلحة المحظورة دوليا وبناء على اتفاقيات تم إبرامها والموافقة عليها فى مجلس الأمن والأمم المتحدة.
 
وأود أن أكرر مدى استيائى من استخدام تلك الاسلحة مِن أى نظام أو حكومة ولكنى اعتقد بشكل قوى أنه تم توريط النظام السورى فى هذه الهجمات المزعومة من قبل المعارضة الإرهابية لمحاولة للإيقاع بنظام بشار الأسد.
 
فبعد متابعتى لعدة جلسات مجلس الأمن رأيت أسدا سوريا يعد ويتوعد أقوى دول العالم بشكل مباشر وبغير أى نوع من الدبلوماسية أو التخفى وراء أقنعة بلاستيكية كما هو الحال مع العديد من الدول الجبانة.
 
نعم إنه السفير الأسد بشار الجعفرى الذى تشرفت بمقابلته عدة مرات فى مؤتمرات مختلفة. هذا الرجل الذى لم تستطع أقوى دول العالم بالضغط عليه تارة أو بشراء ضميره ووطنيته تارة أخرى بشيكات على بياض وقت بداية الحرب على سوريا "حسب ما صرح به فى أحد المؤتمرات" فها هو الأسد بشار الجعفرى يلقن درسا لأعظم وأقوى دول العالم بالأمس داخل مجلس الأمن. وبالطبع أدان الجعفرى الهجوم العسكرى على مراكز البحوث العلمية السورية بحجة احتوائها على مخازن الأسلحة الكيماوية فى نقس الوقت الذى تم فيه تعطيل لجنة تقصى الحقائق يوما كاملا فى بيروت حتى يصلون سوريا بعض الضربة.
 
كما أدان الجعفرى عدم التزام هذه الدول العظمى باتفاقيات الأمم المتحدة والتى تستوجب موافقة مجلس الأمن للقيام بتلك الهجمات، حيث وضح الجعفرى أنه تم التحذير فى أكثر من 146 رسالة للأمم المتحدة من استخدام المعارضة للأسلحة الكيماوية ومحاولة الإيقاع بالنظام السورى فى فخ التورط فى استخدام الأسلحة الكيماوية.
 
فى حديث الجعفرى الملىء بالقوة والشجاعة طالب الدول الثلاث بإعادة قراءة الاتفاقيات الدولية كما طرح ثلاثة نسخ من هذه الاتفاقيات وطالب سكرتير مجلس الأمن لتوصيلها لتلك الدول فى مشهد استهزائى.
 
أرى أن بشار الجعفرى هو أسد بشار الأسد فى الأمم المتحدة فهو يتحدث اللغة التى تفهمها الدول العظمى وهى لغة القوة فقد نوه الجعفرى فى أكثر من مناسبة عن إخفاقات الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن القرارات التى اتخذت تجاه العراق وليبيا وغيرهم من دول المنطقهً مما يؤدى إلى تشكيك المجتمع الدولى فى الخطوات التى تم اتخاذها ضد النظام السورى.
 
وللأسف يدفع الشعب السورى ثمن صراع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من ناحية وروسيا وإيران من ناحية أخرى. أعتقد أن الحل الوحيد -وهو شبه مستحيل تحقيقه - للمشكلة السورية هى أن يرفع الجميع يده عن سوريا فى نفس الوقت.
 
ندعو الحماية والعون من الله للشعب السورى ونحمد الله على وجود جيش مصر القوى الذى حمى أراضيها من سيناريوهات مشابهة لسيناريو العراق وليبيا وسوريا فى محاولة لتفتيت المنطقة.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع