الأقباط متحدون - الامر جاد ... والحاجة الى حملة توعية جادة وقوية !!!
  • ٠١:٤٢
  • الأحد , ١٥ ابريل ٢٠١٨
English version

الامر جاد ... والحاجة الى حملة توعية جادة وقوية !!!

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٤٠: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٥ ابريل ٢٠١٨

صور_أرشيفية
صور_أرشيفية

  بقلم : د . مجدى شحاته

لا يمكن لأحد ان ينكرالفوائد المتعددة لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة ( الانترنت ) ، والتى ساهمت فى تغيير حياة البشر بصورة او بأخرى ، ولكن كثيرا ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن . فقد بات لعصر ( السموات المفتوحة ) أبعاده السلبية والخطيرة ، من تدفق القيم والعادات والافكار والتعاليم والتى لا تتوافق او تتمشى مع المجتمعات المختلفة واقتحام خصوصيات الناس بقصد او بدون قصد  ، الامر الذى أدى الى توتر الانسان وعليهان يعيد توازنه والتصدىلمتغيرات العصر التى قلبت الموازين وانتهكت الحريات وساهمت فى التفكك الاسرى ...وانت نائما هادئا مستكينا مطمئنا فى حجرة نومك فى منزلك ... يسكن فى الغرفة المجاورة لك والتى ينام فيها أطفالك او أحفادك ، يسكن غرباء أشرار يتسللون بحرفية بالغة عبر هواتفهم الخلوية ينتهكون حرمة منزلك

واقتحام لأشد خصوصيات أهل البيت !!! هناك مخاطر بشعة .. وهواجس مرعبة .. لا يدركها البعض منا ، عندما نترك ونطلق العنان لأبنائنا وأحفادنا المراهقين لممارسة بعض الالعاب الالكترونية التى تزخر بها هواتفهم الخلوية وأجهزة الكومبيوتروالتى يمكن ان تؤدى الى أضرار وخيمة ومؤلمة تصل لحد التخلص من الحياة !! لعل البعض منا سمع أو قرأ عن كثير من الالعاب الالكترونية والتىيمكن تحميلها بسهولة على أجهزة الكومبيوتر او الهواتف الخلوية والتى تجذب المراهقين من أبنائنا وبناتنا وتفرض على اللاعبين ممارستها فى سرية تامة وعدم التحدث مع الاهل او الاصدقاء عن مضمون اللعبة . تعتمد هذه الالعاب  التاثير على البعد النفسى ، عن طريق مؤثرات صوتية ومرئية تثير جوا من الرعب والكآبة فى نفس اللاعب ، وتستمر اللعبة لعدة ايام متتالية ، يتم خلالها السيطرة الكاملة على عقل اللاعب وتجعله خاضعا وتنفيذ كل ما يطلب منه فى سرعة وسرية دون تفكير او استشارة أحد !! وخلال مراحل اللعبة يواجه اللاعب كثير من التحديات السهلة لابد من المرور خلالها للوصول الى النهاية . وخلال رحلة التحدى والبحث ، يتم التسلل الى كل البيانات الشخصية والعائلية للمشارك ، كالسؤال عن العنوان وأسماء أفراد الاسرة وطبيعة عمل كل فرد منهم  ، والتقاط بعض الصور للمنزل أو الشارع والمناطق المحيطة لمنزل الاعب المشارك !! وخلال مراحل اللعبة يعيش الفرد حالة من العزلة والتوحد ، ويصاب بحالة من الاكتآب والصراع النفسى ، وغير مسموح للاعب الانسحاب والتراجع حيث يتم تهديده بفضح كل المعلومات التى تم سرقتها و تسجيلها ، مع التهديد بمهاجمة أفراد الاسرة والتخلص منهم  . وبعد تجهيز اللاعب نفسيا ، وفى يوم محدد ( خمسون يوما ) يطلب من اللاعب الانتحار !! ومن ابرز تلك الالعاب الشيطانية القاتلة : ( الحوت الازرق ، تحدى تشارلى ، البوكيمون .. جو ، مريم ، الزومبى ، جنية النار ) وغيرها التىراح ضحيتها المئات من الضحايا !!ان شبكات التواصل الأجتماعى والمواقع الالكترونية خلقت فى المجتمعات نوعا من الحياة الافتراضية ، غير الموجودة على ارض الواقع ولها تأثيراتها السلبية الخطيرة ،  فوق ذلك جعلت لدى الكثيرين متعة مضاعفة فى قضاء الوقت أمام الاجهزة المبرمجة ، بالقياس الى الاستمتاع بالعلاقات الشخصية والتفاعل الاسرى والعائلى لذا اصبح أفراد العائلة الواحدة يضمهم بيت واحد ولكن يعيش كل فرد بمعزل عن الاخر !! صدقونى لا قيمة للتقدم التكنولوجى اذا ضاعت من خلاله القيمة الحقيقية للأنسان كشخص مبدع خلاق وككائن على صورة الله ومثاله .... وينبغى ان ندرك ان حياتنا المسيحية هى القيمة العظمى الثابتة التى نحبا بها وسط عالم متغير ومتلون . الامر جد لا هزل فيه ... ويحتاج حملة توعية جادة  قوية وواسعة ، فهل من مجيب ؟؟؟  

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع