الأقباط متحدون - يوم الصدق
  • ٠٥:٢٥
  • الجمعة , ٣٠ مارس ٢٠١٨
English version

يوم الصدق

ألبير ثابت

مساحة رأي

٠٣: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ألبير ثابت فهيم
اتفقت شعوب العالم باختلاف ثقافاتهم وألوانهم ومعتقداتهم بجعل الأول من شهر أبريل يوم الكذب أو

يطلقعليها خدعة أبريل، ويتم استخدامها من قبل المداعبة والمزاح، ومن باب الضحك، ليكون يومًا كل

سنة للترويجوالممازحة لتلطيف الأجواء المشحونة دومًا بالتوتر في حياتنا اليومية التي تضغط على

أعصابنا ويبتكرها الكثيرون وخصوصًا في الأوساط الفنية والرياضية. أما الآن فمسلسل الكذب

والخداع مستمر دون انقطاع علىمدار أيام السنة، لا فرق بين أبريل أو يوليو أو أغسطس، فكله عند

الكذابين " أبريل " ، بل تزايد وانتشر في زمانا  بشكل ملموس وعلى مختلف المستويات كأنه طوق

نجاة  لمعظم الناس، بل يجعلهم يستأهلونه في قضاءمصالحهم وتحقيق منافعهم في حياتهم الاجتماعية .

وقد يذهب البعض للدفاع عن كذبة أبريل وتبريرها وتلوينها، فنجد من يقول بأنها كذبة بيضاء، وأنها

من الأشياء الممتعة التي تكسر حـدة الروتين وتضفي نوعا من المرح والطرافة الممتعة، وتلقى قبولاً بين

بعض الفئات طالما كانت غير استفزازية ولا تتجاوز الحدود الحمراء؛ أي أن هناك فرق بين الكذبة التي

تبعث على البهجة والابتسامة والأخرى التي تخرب البيوت المعمورة  .

والسؤال هنا: هل الجميع صادقون في مختلف مواقف حياتهم اليومية والاجتماعية وأعمالهم

الوظيفية حتى نخص يومًا واحدًا للكذب؟! أعتقد بأن الكذب بات يحيط بنا من كل حدب وصوب،

ويجتاح الأجواء حاليًّا كم هائل من الأكاذيب سواء في الفضائيات أو الصحف والمجلات والمواقع

الإلكترونية وغيرها، وقد أصبح الكذب واقعا يوميا ومواقف متكررة في حياتنا، وعادة يمارسها

الكثيرون من الأزواج فهم يكذبون على زوجاتهم والعكس، كما أن البائعين يكذبون على الزبائن من أجل

تسويق بضائعهم الراكدة، والموظفون قد يكذبون من أجل الحصول على رضا رؤسائهم أو من أجل

التزويغ من العمل، والمسئولون بدورهم يكذبون على مرؤوسيهم في موضوع الترقيات والعلاوات وما

شابه ذلك، والمرشحون في الانتخابات البرلمانية يكذبون على أهالي دوائرهم لكسب أصواتهم، والشباب

يستحوذون على قلوب الفتيات بالكذب والخداع والكلام المعسول... أما عنالكذب السياسي فحدث ولا

حرج، فهو مصيبة كبرى نراها في حياتنا، فقد مارسها باحتراف الكثيرون من رموزالسياسة وخاصة

فترة حكم الأبالسة ( الإخوان المخربين ) . أما عن دول الغرب، فقد اختاروا يومًا واحدًا طوال العام هو

الأول من أبريل للكذب بغرض المداعبة والتسلية،حتى أطلق الشعب الإنجليزي عليه (  يوم المغفلين)،

لكننا فى المقابل نحتاج يومًا سنويا"  للصدق !.. يجب علينا التخلص من الموروثات الخائبة والأقوال

المعتادة التي جلبت علينا المصائب وبأنه  يساعد في المحافظة على كيان الأسرة، وأن الكذب ملح الرجال

وسكر النساء، ولا نعلم من أين أتت تلك العبارة ؟!.

وفي هذا السياق، يقول الفيلسوف أرسطو: الموت مع الصدق ، خير من الحياة مع الكذب، فالكذب داءٌ

والصدق شفَاءٌ ، كما أن شمعة الكذاب لا تنير، وإن أنارت ستكون لفترة قصيرة ثم تنطفئ إلى الأبد .

إن الكذب ظاهرة سيئة قد تؤدي إلى ضياع الحقوق أحيانًا، فشهادة الزور في بعض القضايا داخل

المحاكم قد تسبب العديد من الكوارث والمصائب، كما أنها تبرئ الظالم وتهضم حق المظلوم  . 

عموماً : لماذا لا نعبر عن مشاعرنا ونقول ما يجول في خاطرنا دون كذب ، لا أبريل ولا أبيض ولا أسود؟

فشهرأبريل هو شهر الربيع في عالمنا العربي، فلماذا نشوهه بالكذب والتضليل ؟!. فالطفل لا يعرف

الكذب ولا اللف والدوران ، وكذلك النفس المنزهة عن الشر.

محاسب  :  البير ثابت فهيم – مصر الجديدة 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد