الأقباط متحدون - «سأموت هنا».. حكاية نبوءة تحققت للطالبة مريم في شوارع بريطانيا (القصة الكاملة)
  • ١٠:٢٨
  • الثلاثاء , ٢٠ مارس ٢٠١٨
English version

«سأموت هنا».. حكاية نبوءة تحققت للطالبة مريم في شوارع بريطانيا (القصة الكاملة)

أخبار مصرية | المصرى اليوم

٠٣: ٠٦ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨

الطالبة مريم
الطالبة مريم

 تطورات مستمرة في قضية الطالبة المصرية مريم عبدالسلام التي تعرضت لاعتداء وحشي في بريطانيا لقت مصرعها على إثره، تفاصيل تظهر من وقت لآخر لكنها بدلاً من أن تعطي إجابة قاطعة تفتح الباب أمام تساؤلات أكثر.

حكاية الفيديو
 
بنصف قلب ونظرات مذعورة، ظهرت مريم مصطفى، 18 عامًا، عبّر مقطع فيديو بعنوان «الرسالة الأخيرة» مُسجل بتاريخ أكتوبر 2017، تستغيث فيه بالسُلطات البريطانية، شاكية من إهمال حالتها الصحية.
 
«أشعُر بأنني سأموت هُنا، أنا لا أشعر بالأمان، لا أستطيع الذهاب إلى الجامعة. ساعدوني، أشعُر بالخوف».. تتحدث وكأنها تشعر بمصيرها.
 
تُعرف مريم نفسها في الدقائق الأولى من مقطع الفيديو: «أنا مريم، مصرية إيطالية، أعيش في المملكة المتحدة منذ 4 سنوات وأدرس. أشعر الآن بالحرج لأني أطلب منكم المساعدة، ولكن مُنذ ولادتي في روما، عانيت من أزمة في القلب، وأشعر الآن بالفقر لأنني مريضة ولا تساعدني مستشفيات بريطانيا ولا أطباؤها».
 
وأضافت بنِبرة يائسة: «أنا بحاجة للمساعدة، ولكنني يأست من ذلك، حاولت الاتصال بالشرطة، ولكن لم يساعدني أحد، الطبيب العام لا يساعدني، الإسعاف لا تساعدني. يرددون فقط (لا يوجد شئ يمكننا القيام به)».
 
صمتت مريم للحظات، ثم اعترضت على طبيعة النظام البريطاني «إنهم يهتمون بالنظام أكثر من الأشخاص، لا يهتمون بالأشخاص الذين يموتون في الشارع. أنا خائفة أن أموت هُنا».
 
الاعتداء الأول
 
قبل شهرين من تاريخ هذا الفيديو، وتحديدا في 18 أغسطس 2017، كان نهارًا دافئًا، إذ ذهبت مريم برفقة شقيقتها الأصغر، ملك (16 عامًا)، ليتلقيا ضوء الشمس في إحدى الحدائق العامة، داخل نوتنجهام، المدينة البريطانية التي تقع على ضفاف نهر «ترنت»، وتُعرف بأنها مدينة سياحية صافية، يقصدها الغُرباء بعيدًا عن ضباب العاصمة، لندن.
 
لم يمر نهار 18 أغسطس بسلام على الشقيقتين، إذ اعتدت فتاتان ذوي بشرة سمراء بالضرب على مريم وشقيقتها، وسُجل الاعتداء في محضر شرطة المدينة حينها، و«أُصيبت ملك بخدوش وجروح سطحية في وجهها، كما أصيبت مريم بكسر في قدمها، استلزم وضع القدم في (الجبس) لمدة أسبوع»، وفقا لتصريحات د.عماد أبوحسين، المسؤول القانوني للسفارة المصرية في المملكة المتحدة، ومحامي أسرة مريم، لـ«المصري اليوم».
 
 
الطالبة مريم
صحيح أن أسرة مريم- التي وُلدت بنصف قلب وفقا لشقيقتها- أبلغت شرطة نوتنجهام بالحادث حينها، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوات لعدم كفاية الأدلة، وفقا لـ«أبوحسين»، الذي فسّر ذلك قائلاً: «لا توجد كاميرات بالحدائق العامة، لذا عند إخطار الشرطة بالحادث الذي تعرضت له الشقيقتان، أُخذت أقوالهما، ولكن لم يتم التعرف على الجناة، بجانب أن الشقيقتين لم تتعرفا آنذاك على تلك الفتيات، وبالتالي لم يتم اتخاذ إجراء قانوني».
 
مرت الأيام، وقيد الحادث ضد مجهولين، واستكملت مريم خلال 2018 دراستها داخل كلية الهندسة بجامعة نوتنجهام، المُصنفة كواحدة من أفضل 10 جامعات في المملكة المتحدة، إلى أن تعرضت لحادث آخر
 
الاعتداء الذي أودى بحياتها
 
في الثامنة مساء الثلاثاء 20 فبراير، بعد خروجها من مركز فيكتوريا التجاري، إذ تلقت «لكمات عديدة من قبل مجموعة نساء قُمن بتهديدها والاعتداء عليها ثم لحقنها إلى الحافلة»، وفقا لبيان شرطة نوتنجهام الذي نُشر على الموقع الرسمي.
 
 
مريم وشقيقتها
سرعان ما تدهورت حالة مريم الصحية فيما بعد، بسبب إهمال الأطباء لها في مستشفى مدينة نوتنجهام، بعد التشخيص الخاطئ لحالتها، وفق تصريحات صحفية لوالدة مريم، إذ نُقلت إلى المستشفى لمدة 5 ساعات، ثم أعيدت إلى المنزل بعد أن استعادت وعيها، ولكن في اليوم التالي، دخلت في غيبوبة استمرت 12 يوما، عادت على إثرها إلى المستشفى حتى وفاتها، الأمر الذي اعتبرته والدتها «إهمال طبي»، وفقا لـ«بي بي سي».
 
مقطع فيديو قصير لم تتجاوز مدته 11 ثانية، نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، مساء الجمعة، تظهر مريم فيه جالسة داخل الحافلة، بينما تحاول إحدى الفتيات من ذوي البشرة السمراء، ضربها عدة مرات، رغم محاولة أحد الشباب حمايتها بشكل واضح، إذ أوضحت والدتها فيما بعد أن ابنتها تعرضت لاعتداء وسحل لمسافة 20 مترا في الشارع، قبل ركوبها الحافلة، لذا بدت متعبة للغاية.
 
واعتبر مقطع الفيديو الذي نشرته الصحيفة البريطانية، بمثابة الخيط الأول لمحاولة تفسير ما حدث لمريم من اعتداء «وحشي»، كما اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا الفيديو فيما بعد، اعتداء «عنصري وغير مبرر»، إذ أثار حادث مريم ردود فعل غاضبة في مصر وإيطاليا، لأنها تحمل الجنسية الإيطالية أيضا.
 
ورغم ردود الفعل الغاضبة، نشر الحساب الرسمي لشرطة نوتنجهام تغريدة عبر «تويتر»، بتاريخ 15 مارس، لإيضاح الموقف كالتالي: «نحن نعلم الجدل المثار على موقع التواصل الاجتماعي، بسبب حادث مريم مصطفى المأساوي، ولكن نريد القول بشكل واضح إنه ليس لدينا معلومات إلى الآن، تُفيد بأن الدافع وراء الحادث الكراهية/ العنصرية».
  
تركت الشرطة البريطانية أسباب الحادث مفتوحة أمام احتمالات كثيرة، الأمر جعل أحد البرامج التلفزيونية الإيطالية، يتتبّع حادث مقتل مريم تحت عنوان «مقتل فتاة إيطالية حتى الموت في إنجلترا»، إذ طُرح احتمال جديد أيضا لاعتداء الفتيات ذوي البشرة السمراء على مريم، وهو أن الطالبة المصرية كان لديها زميل دراسة، ينتمي لدائرة هؤلاء الفتيات، والذي يظهر خلال مقطع الاعتداء يدافع عن مريم بشكل واضح.
 
وأوضح محامي أسرة مريم لـ«المصري اليوم»، ما وردَ في البرنامج التلفزيوني الإيطالي، قائلا: «الولد اللي دافع عن مريم، كان زميل دراسة، والفتيات اللاتي قاموا بالاعتداء عليها، شعرن بالغيرة منها، لذا اعتدن عليها»، مضيفا أن مريم قبل دخولها في الغيبوبة، تعرفت على فتاتين ممن اعتدوا عليها، إذ نشرت إحداهن مقطع فيديو الحافلة، عبر تطبيق «انستجرام»، لتبادل الصور، فهم من قاموا بحادث الاعتداء السابق، قبل أشهر.
 
 
وكشف أبوحسين عن تفاصيل جديدة أُضيفت للقضية، إذ تم فحص كاميرات الشارع الذي وقع فيه الحادث، أمس الاثنين، لتوضح الحقيقة كاملة، مضيفا: «كاميرات الشارع سجّلت بداية الاعتداء حتى نهايته، وليس جزء الأتوبيس فقط.. الأمر اللى نقدر نثبت بيه وجود نية الإيذاء وبالتالي يتم القبض على المعتدين بالدليل»، ولفت إلى أن هناك أمور جديدة كشفتها الكاميرات، لا يُمكن الإفصاح عنها الآن، حفاظًا على سرية التحقيقات.
 
في المرة الأولى التي اعتدت فيها الفتيات على مريم وشقيقتها، العام الماضي، لم تستطع الأسرة إثبات حق ابنتها، لعدم وجود كاميرات تُسجل الواقعة، ولكن الآن، وقفت عدسة كاميرا شارع البرلمان، خارج مركز فيكتوريا التُجاري، بمثابة شاهد عيان على سحل ومقتل الطالبة المصرية التي تنتظر أسرتها الآن نتيجة تقرير الطب الشرعي، كما يؤكد محامي الأسرة: «حق مريم مش هيضيع.. سيتم معاقبة كل من اعتدى أو قصّر في حادث مريم».
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.