الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..القبض علي سعد زغلول و نفيه لمالطا
  • ١٤:٤١
  • الخميس , ٨ مارس ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم..القبض علي سعد زغلول و نفيه لمالطا

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥٦: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ٨ مارس ٢٠١٨

 سعد زغلول
سعد زغلول

 فى مثل هذا اليوم8 من مارس عام 1919 م..

تم القبض على سعد زغلول و خرجت مظاهرة تهتف و كانت المظاهرة التي اندلعت خرجت من مدرسة الحقوق.. وانتشرت المظاهرات في باقي المدارس.. " قصر العيني للطب " و" مدرسة التجارة " و" مدرسة الخديوية" ثم انتشر بعدها الهتاف التقليدي الشهير في كل ربوع مصر في نفس اليوم: »سعد.. سعد.. يحيا سعد«.
 
وظن المندوب السامي البريطاني في ذلك الوقت »وينجت« أنه يستطيع أن يطفئ نار الثورة التي بدأت في الاندلاع ولذلك قام بالتصدي لمظاهرات الطلبة الذين خرجوا في الشوارع يهتفون باسم »سعد زغلول« وحدث صدام بين الطلبة العزل من السلاح وبين القوات العسكرية البريطانية وتم اطلاق النار علي الطلبة وتم قتل ما لا يقل عن 18 طالباً.. وأدي هذا التصدي الوحشي لحركة الطلبة ومظاهراتهم الي إيقاظ الروح الوطنية لدي باقي سكان القاهرة.. فاشتعلت شرارة الثورة في كل مكان، وكان هذا اليوم هو الإرهاصة الاولي لثورة 1919 التي اندلعت يوم 9 مارس.
 
ورغم اختلاف الاقوال حول أول طالب شهيد سقط في هذا اليوم من بين 18 طالباً استشهدوا فداء للوطن، فإن الرأي الراجح، الذي أجمع عليه شهود العيان ـ وأكده سعد فخري عبدالنور سكرتير الوفد الراحل ـ ان أول طالب شهيد هو نجل أحد الشخصيات المعروفة في القاهرة »محمود حجيجة«.. وقد قام المتظاهرون بحمل جثة الطالب الشهيد وذهبوا بها الي قصر السلطان فؤاد الذي تولي الحكم في عام 1917 وقالوا له: »يا جناب السلطان شوف الانجليز بيعملوا فينا إيه«؟! فخرج السلطان فؤاد يعزيهم.. فاشتعلت الثورة وانتقلت الي بقية القطر المصري.. وكانت البداية في مدرسة الحقوق.
 
وكان للطلبة دور كبير في مساعدة الوفد المصري برئاسة سعد زغلول وكيل الجمعية التشريعية في جمع التوكيلات من الشعب المصري حتي يتم السماح لهذا الوفد بالسفر الي مؤتمر الصلح في باريس لعرض القضية المصرية، فقد قام الطلاب بتوزيع أنفسهم من خلال لجان قاموا بتقسيمها لتجوب المحافظات لجمع التوقيعات من كافة أبناء الشعب المصري من العمال والفلاحين والموظفين.
 
وقد رفض المندوب السامي للمرة الثانية السماح لسعد بالسفر، ولذلك نشط »سعد زغلول« وعقد سلسلة من الاجتماعات والخطب والمؤتمرات وكان الطلاب يتحركون معه في كل مكان.. فتحول سعد من وكيل للجمعية التشريعية الي زعيم للامة، فأصدرت القوات البريطانية قراراً باعتقاله يوم 8 مارس 1919.
وفي صباح اليوم التالي 9 مارس تجمع الناس عند بيت الامة بعد انتشار خبر اعتقال سعد زغلول.. وانطلق صوت الطلبة قوياً: »الاستقلال التام أو الموت الزؤام«.. »سعد.. سعد.. يحيا سعد«.
 
ومرة أخري بادر طلاب الحقوق بالتحرك وتبعهم طلاب المهندسخانة ومدرسة التجارة ثم طلاب مدرسة الزراعة والطب ودار العلوم وطلبة مدرسة الالهامية الثانوية والتجارة المتوسطة والقضاء الشرعي.
 
واستمرت الثورة قوية يافعة.. وساهم فيها الطلبة بقدر كبير من التضحيات والنضال.
 
بعد العمل بدستور 1923 حاولت حكومات الاقلية الموالية للقصر أن تحد من حركة طلاب الجامعات المؤيدين للوفد وحاولت هذه الحكومات اقامة الحواجز في وجه النشاط السياسي للطلبة من خلال القوانين.. مثل القانون رقم »22« لسنة 1929 الذي أصدرته وزارة محمد محمود باشا بضغط من الانجليز وهو القانون الخاص بحفظ النظام في معاهد التعليم ونصت مادته الاولي علي: »يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر أو بغرامة من عشرين الي خمسين جنيهاً كل من استعمل القوة أو العنف أو الارهاب أو التهديد أو المناورات أو الاعطية أو الوعود أو أي طريق اخر لدعوة تلاميذ وطلبة المدارس أو الكليات أو غيرهما من معاهد التعليم للانقطاع عنها أو الي تأليف لجان أو جماعات سياسية للطلبة أو الانضمام اليها أو الي حضور اجتماعات سياسية أو الي الاشتراك بأية طريقة كانت في تحرير أو توقيع أو طبع أو نشر أو توزيع محاضرات سياسية أو احتجاجات موجهة الي السلطات بشأن مسائل أو أمور لها صبغة سياسية«.
 
وكان مفهوماً ان هذا القانون مقصود به طلاب حزب الوفد الذين واجهوا ديكتاتورية حكومة الاقلية والقصر والانجليز.
 
ورغم ذلك فقد ظل طلاب الجامعة ـ يقودهم الطلبة الوفديون ـ يمارسون دورهم في العمل السياسي وكانوا أصحاب مبادرات سياسية شكلت نقطة تحول مهمة في العمل الوطني وفي تاريخ الحركة الطلابية عندما قاموا بتفجير انتفاضة الطلبة عام ،1935 احتجاجاً علي تدخل الحكومة البريطانية في شئون بلادهم فقد عقد الطلاب اجتماعاً داخل حرم الجامعة بالجيزة في ذكري عيد الجهاد يوم 13 نوفمبر 1935 أدانوا فيه موقف بريطانيا ثم خرجوا من الجامعة في مظاهرة عارمة كبري سلمية فتصدي لهم البوليس مطلقاً عليهم النار . !!