الأقباط متحدون - آمـــان يا ربي آمـــان ..1
  • ٢٠:٢٧
  • الثلاثاء , ٦ مارس ٢٠١٨
English version

آمـــان يا ربي آمـــان ..1

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٨

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

    نبيل المقدس
 " آمان " هي وثيقة تأمين ضد الموت والمرض والشيخوخة لكل العاملين الذين هم غير مثبتين في أعمالهم , أطلقها السيسي , حيث يَعتبر هذا القرار هو الجول الذي كان له الفضل العظيم في إثارة أهل الشر حنقا وكراهية . الوثيقة " آمان " هي الجول الـ 50 , الذي هز شباك الذين يريدون هدم مصر قبل نهاية فترة الهاف التايم الأول من نهاية حكم السيسي بوقت قصير . وسنظل نري أجوالا أخري في بداية الهاف تايم الثاني إن شاءالله من ممارسة السيسي حكمه للبلاد. ومن مميزات هذه الوثيقة " آمان " أنها تشمل أيضا المعولة , وذوي الاحتياجات الخاصة  وإلي كل شخص مصري طالما يستطيع المواظبة علي دفع التقسيط البنكي مقابل هذه الوثيقة .. كما أنه أوصي أصحاب الأعمال الذيم يستعينون لمثل هؤلاء العمالة أن يدفعوا لهم قيمة الوثيقة دات الدرجة العليا علي أن يقوم العمال بدفعها لأصحاب الأعمال بالطريقة التي يتفقون عليها .

         عندما كنت طالبا في كلية الهندسة كان علي كل طالب أن يعمل لمدة شهرين في الأجازة الصيفية للدراسة , اتذكر انني أخذت هذا التدريب في محافظة أسوان مع إحدي المقاولات المتخصصة في مد انابيب المياه من النوبة حتي محطات تنقية المياه بالقرب منها. كان المهندس الذي كنت أعمل معه , يمر علي بمقر إقامتي في أول شعاع للشمس يهل علي المدينة , ففي المرة الأولي أخذني أولا إلي ميدان فسيح حيث وجدت مجموعات من أهالي المدينة يتجمعون حول السيارة والتي كانت تقريبا نصف نقل .. وجدت شخصا يتقدم إلي البشمهندس ويناوله ورقة .. أخذها الباشمهندس وبدأ يقرأ منها إسم إسم لكي يركب صاحب الإسم ومعه عدة الحفر في الصندوق الخلفي للسيارة .. لاحظت أن المهندس كان مدققا في صحة الأسماء مقارنة بما هو موجود في الورقة , ثم يصم هذا الرجل علي الورقة بالتاريخ والساعة .

       في الطريق قلت له أنا أري انك مهتم جدا بهذه الورقة , قال لي هذه الورقة مهمة للشركة التي أعمل فيها , وهي تزيح أي مسئولية عن أصحاب الشركة عندما يحدث أي ضرر مفاجيء للعامل المذكور في هذه الورقة .. ويكمل البشمهندس هو صحيح امر لا أقبله لكن هذه أوامر من أصحاب الشركة .. لكن هذا الرجل ويُطلق عليه " مقاول أنفار " ألذي أعطاني الورقة " هو المسئول عنه وهو الذي يتصرف وينهي المشكلة من جذورها من بره بره ..  وقص عليّ قصة أنه منذ سنتين حدث أن احدي العمال أُصيب في العمل .. طبعا ارسلناه لمقاول الأنفار لعمل اللازم , ولأنني جديد في العمل ذهبت إلي هذا العامل بعد ان سألت اين مكانه .. فكان الرد إنه رجع إلي بلدته القريبة من نجع حمادي . ذهبت إليه في يوم راحتي وإذ أُفاجيء أنه تم بتر صباع من قدمه اليسري .. المهم سألتهم عن هذا الذي يُقال عنه مقاول أنفار كان ردهم : أنه في يوم الحادثة أحضر له سيارة وشحنه علي القرية , مما أضطرينا أن نأخذه إلي مستشفي العام لبتر هذا الصباع .. وكما عرفت بعد ذلك أن صاحب العمل لم يدفع لعائلته مليما .

      كانت عقدتي طيلة سنوات العمل بالقطاع العام أو الخاص هي مشكلة إصابة العامل الذي يعمل بيومه .. كنت في الفترة التي كنت أعمل فيها لحسابي الخاص , لا ابرح مكان العمل في الأوقات التي يكون فيها عمال من العمالة المؤقتة .. فعلا هي مشكلة كبيرة راح ضحيتها الاف من الأشخاص الذين لم يتخذوا القسط الكافي من التعليم أو حتي لم يتعلموا مهنة معينة غير الحفر والدك.  

      من قرآتي علمت أن هذه الفئة من العمالة كانت في عهد الملكية يطلقون عليهم عمال التراحيل .. وتطور الإسم لهم إلي العمالة المؤقتة .. عهود مرت عليّ ولم أجد  قانون ينصف هؤلاء العمالة .. كنا دولة إشتراكية ولم يخرج قانون ينصفهم .. تحولنا إلي دولة رأسمالية لكن ما يزال قانون ينصف هؤلا ء الفئة غير موجود حتي في فكر أي عضو من مجلس الشعب أو الأمة أو النواب .. تم تعديل الدصتور من زمن إلي زمن .. لكن يزال حق هؤلاء العمال مدفون في اعماق البحار.

        وأثناء إفتتاح الرئيس السيسي 6 من المدن الجديدة .. إذ نجده يطلق قذيفة تصيب جول جديد يضاف علي رصيده السابق من إنجازات وأطلق علي هذا الهدف  بوثيقة " أمان "  للعمالة المؤقتة .. فعلا هو خطوة على الطريق الحقيقى للعدالة الاجتماعية، و امل ملايين من العمال المؤقتين الذين هم جرح عميق  في قلب مصر الوطن  ولم يستطيع أحد علي مر السنين أن  يأخذ بحق هؤلاء العمال إلا الرئيس السيسي .. فهو الوحيد الذي حكم مصر بالعدالة , ولا يفرق بيم طائفة وأخري . وهذا واضح في جميع أعماله لا يشير إلي أي طائفة ما , بل يقول دائما في أحاديثة " أنتم يا مصريين إللي بتعملوا " ..!.

     على الجميع أن يمد يده لعلاج هذا الجرح،  فالعامل في حالة إصابته تتحول أسرته للتسول، هنا نري فائدة الوثيقة .. فنجدها علاج نفسي ومالي واجتماعي، وأن القضية أصبحت الآن في ملعب رجال الأعمال، وعليهم أن يقدموا مساهماتهم في بناء الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية بالتعاون مع الاتحاد والجمعيات الأهلية".
تذكرت ماري منيب  الفنانة العظيمة " آمان يارب أمان " ..... وأكمل الجملة وأخصصها لأهل الشر " إنتي جاية تشتغلي إيه ؟؟!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع