الأقباط متحدون - استعراض رؤية مصر في مكافحة الإرهاب بمؤتمر ميونيخ للأمن 2018
  • ١٣:٢٤
  • الخميس , ٢٢ فبراير ٢٠١٨
English version

استعراض رؤية مصر في مكافحة الإرهاب بمؤتمر ميونيخ للأمن 2018

محرر الأقباط متحدون

أخبار وتقارير من مراسلينا

١٥: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨

مؤتمر ميونيخ للأمن
مؤتمر ميونيخ للأمن
كتب – محرر الأقباط متحدون
اختتم مؤتمر ميونيخ للأمن أعماله  لهذا العام 2018 في الأسبوع المنصرم، وقد انعقد المؤتمر في وقت بالغ الدقة علي خلفية مشهد جيوسياسي شديد التعقيد، وفي مواجهة تهديدات عاتية خلقتها رياح التغيير التي ضربت صميم هذا العالم.
 
تحت شعار “على الحافة  … ثم العودة مرة أخري”، قدم المؤتمر منصة هامة للقادة من مختلف دول العالم وصناع القرار من كل حدب وصوب للجلوس معا ومناقشة التحديات الجديدة والمتصاعدة. كان النقاش ثريا حول قضايا مثل الذكاء الاصطناعي والصراعات الحديثة، التكنولوجيا والأمن، الأمن السيبراني، أمن الطاقة، الهجرة، فضلا عن الاتجاه المتصاعد نحو السياسات الحمائية. ولكن بطبيعة الحال، كان أبرز التحديات التي تم التطرق لها، هو الإرهاب الذي تمتد آثاره الدامية لكافة أنحاء العالم قاطبة دون تفرقة بين دين أو عرق.
 
حظي النقاش حول “ما بعد تنظيم داعش” بزخم كبير. وقد أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري علي رسالتين أساسيتين. ركزت الأولى على التهديد الذي لا يزال داعش يمثله، إلى جانب تنظيمات إرهابية أخرى، والحاجة المتزايدة لتفهم أن هزيمته العسكرية لا تعني نهاية الإرهاب، بل هي تعكس تحولا في منهج عمل الجماعات الإرهابية. وبالتالي، لا تزال هناك حاجة إلى استجابة قوية لا هوادة فيها على الصعيدين الوطني والدولي.
 
كان الهجوم غير المسبوق الذي تعرض له المصلون في مسجد الروضة في نوفمبر الماضي مثالا حيا لمثل هذا التحول التكتيكي في عمل التنظيمات الإرهابية. قدم التنظيم مزيجا مذهلا من الإجرام والوحشية التي تحمل البصمة المميزة لداعش، بهدف أوحد .. تصدر العناوين مرة أخرى، بعد أن دٌفن مشروع الخلافة الوهمية في رمال العراق وسوريا.
 
شددت الرسالة الثانية على أهمية وقف الكيل بمكيالين في الحرب العالمية ضد الإرهاب. لا يوجد سبيل للمضي قدما إذا واصلنا التمييز بين شكل وآخر من أشكال الإرهاب؛ إذا ما واصلنا التصدي لهذه الظاهرة المشينة من منظور الشمال – الجنوب؛ إذا واصلنا وصف الإرهاب بالتطرف العنيف، أو تسميته أعمال تمرد، أو حتى الذهاب بعيدا للدفاع عن وتمجيد التحريض على العنف بحجة حرية التعبير.
 
إننا جميعا نواجه نفس الخطر الذي يهدد البشرية، ولا أحد بمنأى عنه، ولن تتمكن دولة بمفردها من التصدي له. علينا أن نتشاطر المسؤولية بأن نعمل معا ونؤسس شراكة متينة لمعالجة هذه الظاهرة البغيضة مع أخذ جميع آثارها الاقتصادية والإنسانية والسياسية في الاعتبار. يجب أن تتضاعف المسئولية الجماعية ولا تتضاءل.
 
علاوة على ذلك، ينبغي للمجتمع الدولي أن يفعل الكثير من أجل الحيلولة دون إنشاء مناطق آمنة للإرهابيين، والحد من تمويل الإرهاب، فينبغي محاسبة الدول التي تمول الإرهاب تحت ستار الأعمال الخيرية. ولا بد من إيلاء مزيد من الاهتمام لحركة المقاتلين الأجانب الذي يعبرون الحدود غير المؤمنة لنشر الكراهية والدمار. لا نستطيع التسامح مع الدول التي تواصل تيسير حركة المقاتلين الأجانب، دون إعطاء الاهتمام الواجب لأمن الدول الأخرى في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن.
 
إن وجهة النظر المصرية تتسم بالوضوح، وهي تقوم على أسس موثوقة وثابتة، حيث تتزامن مع العملية الجارية “سيناء 2018″، الحملة العسكرية الشاملة، التي تشهد على الجهود البطولية للجيش والشرطة المصرية، والتي توجه ضربة قاصمة للإرهابيين المحاصرين في منطقة صغيرة في شمال شرق سيناء. إن إنجازات وأهداف العملية دليل على عزم الدولة وتصميمها على استئصال الإرهاب في سيناء، ومتابعة مبادئها الثابتة في مكافحة الإرهاب، لحماية مواطنيها الذين عانوا من الفظائع المرتكبة ضدهم.
 
إن هذا العزم والتصميم متأصلان بقوة في الاعتقاد الراسخ بضرورة اتباع نهج شامل لمكافحة الإرهاب يتجاوز الإجراءات العسكرية والأمنية اللازمة، ويستوعب جميع الجوانب الأيديولوجية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى لهذه الظاهرة.
 
إن مصر هي صمام الأمان في منطقة الشرق الأوسط، كما تتصدر الصفوف الأولي لمحاربة الإرهاب. إن مصر تواجه هذا الشر ليس فقط دفاعا عن نفسها ولكن دفاعا عن المنطقة وما ورائها. وفي هذا الصدد، فإنها تتوقع دعما متزايدا، بمزيد من المساعدة وبناء القدرات اللازمين لتحقيق هذا الهدف. إن الدعم العسكري واللوجيستي في هذا التوقيت إنما هو أمر شديد الأهمية لمساعدتنا علي منع وإزالة كافة أشكال الإرهاب.